أخبار سياسية

الانسحاب الأميركي وسوريا الموحّدة.. هل انتهى المشروع الإسرائيلي؟

الانسحاب الأميركي وسوريا الموحّدة:بدأت الولايات المتحدة تنفيذ خطة سحب مئات الجنود من شمال شرقي سوريا، في تطور يعكس تغيّراً في المشهد الأمني بعد سقوط النظام السابق، ويطرح مجدداً تساؤلات حول مستقبل النفوذ الأميركي والمخططات الإسرائيلية في سوريا. هذا الانسحاب ترافق مع تصريحات إسرائيلية علنية تدعو إلى تقسيم سوريا على أسس طائفية وعرقية، في مقابل مواقف تركية رافضة لأي مشاريع تقسيم أو كيانات عسكرية موازية للدولة، ما يكشف حجم الخلاف الإقليمي والدولي حول ملامح المرحلة المقبلة في سوريا.

مشروع الفدرلة.. الرؤية الإسرائيلية

في فبراير الماضي، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى تحويل سوريا إلى دولة فدرالية، تتوزع فيها مناطق حكم ذاتي. واعتبر أن هذا الشكل هو الضامن الوحيد لاستقرار البلاد، مستبعدًا إمكانية الحفاظ على سوريا موحّدة إلا من خلال الفدرالية.
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عبّر عن استيائه من سقوط النظام السوري، معتبراً أن أي تغيير في دمشق لا يخدم المصالح الإسرائيلية. وطالب حينها بإخلاء الجنوب السوري من القوات الحكومية الجديدة، معلناً التزامه بحماية طائفة الدروز ومنع الجيش السوري من الاقتراب من جنوب العاصمة.

الموقف التركي والملف الكردي

بموازاة هذا الطرح، شددت تركيا على موقفها الرافض لأي شكل من أشكال الفدرلة أو الكيانات العسكرية الخارجة عن مؤسسات الدولة الرسمية. وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان على ضرورة تفكيك قوات سوريا الديمقراطية ودمجها ضمن الجيش الوطني السوري.
في ذات السياق، أطلق زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان مبادرة تدعو إلى حل الحزب ونزع السلاح، معتبرًا أن الحزب أنهى مهمته التاريخية، بينما عبّر جميل بايك عن استعدادهم للتفاوض مع أنقرة، شريطة رفع العزلة عن أوجلان. وأبدت الحكومة التركية استعدادها لدراسة هذه المبادرة ضمن شروط محددة.

تفاهمات دمشق ـ قسد.. مرحلة جديدة

رغم التحفظات التركية، أبدت “الإدارة الذاتية” استعدادًا لتوسيع التفاهم مع دمشق، خاصة فيما يتعلق بملف الدستور وإعادة الإعمار. وأكدت القيادية إلهام أحمد أهمية الوصول إلى توافقات تضمن مصالح جميع المكونات السورية.
في هذا الإطار، تأجل مؤتمر كان من المقرر أن يُعقد في القامشلي للإعلان عن “رؤية سياسية كردية موحدة”، بسبب خلافات داخلية بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي حول آلية التنظيم والدور الإعلامي.

تحوّلات الجنوب.. انسجام محلي

في الجنوب السوري، أثارت تصريحات الشيخ حكمت الهجري، زعيم طائفة الموحدين الدروز، جدلاً واسعاً بعد تأكيده أن القوى المحلية في السويداء لا تنسق مع دمشق. غير أن مصادر محلية أوضحت أن هذه التصريحات تعود لشهر آذار ولا تعكس الوضع الراهن.
بدوره، أكد محافظ السويداء مصطفى البكور وجود تنسيق دائم مع الشيخ الهجري، مشددًا على أن أمن المحافظة سيبقى بيد أبنائها. كما وجه مشايخ الطائفة رسالة للرئيس الانتقالي أحمد الشرع طالبوا فيها بإصلاحات دستورية وتفعيل مؤسسات الدولة.

خريطة جديدة.. هل يسقط مشروع التقسيم؟

المشهد السوري يبدو متجهاً نحو إعادة تشكيل وحدته تدريجيًا، بدءاً من حل “الفيلق الخامس” في درعا، مرورًا بالتفاهمات الكردية ـ السورية، وانسحاب القوات الأميركية، ووصولًا إلى تراجع المشروع الإسرائيلي أمام انفتاح تركي وعربي واسع.
التحركات التركية المتزايدة، المدعومة بتقاطع مصالح مع واشنطن، أسهمت في إضعاف مخططات تقسيم سوريا وتحجيم النفوذ الإسرائيلي في شمال شرقي البلاد. وتزداد المؤشرات على أن المشروع الإسرائيلي الرامي إلى تفتيت سوريا يفقد زخمه تدريجيًا، ما يفتح المجال أمام مشهد سوري جديد يعيد ترسيم ملامح الدولة الموحدة.

إقراء ايضا:

الشرع يحث رجال الأعمال السوريين في الإمارات: ابدأوا البناء ولا تنتظروا المساعدات

الشرع يشكر قطر: لن ننسى دعمها الصادق للسوريين

وزير التجارة التركي في دمشق لتعزيز التعاون الاقتصادي ومناقشة مشاريع إعادة الإعمار

إحالة عسكريين للقضاء في طرطوس بعد انتهاك حرمة مقام ديني

نقابة الفنانين السورية تدعو لإجراءات عاجلة في العدالة الانتقالية لضمان السلم الأهلي

الإدارة الذاتية: تقدّم في الحوار الكردي وانتقادات حادّة للحكومة السورية الجديدة

الشرع يشكر قطر: لن ننسى دعمها الصادق للسوريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى