
زيارة استثنائية إلى دمشق: ستوتزمان وميلز يستكشفان ملامح سوريا ما بعد الأسد
ستوتزمان وميلز:في زيارة غير رسمية لكنها ذات دلالة كبيرة، وصل نائبان جمهوريان من الكونغرس الأميركي إلى دمشق، ليضعا خطوة مهمة في توجيه السياسة الأميركية تجاه سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في نهاية عام 2024. النائبان مارلين ستوتزمان وكوري ميلز لم يكونا من المؤيدين للتدخل العسكري في سوريا، لكن زيارتهما تشير إلى تحوّل مهم في مواقفهم واهتماماتهم حيال الوضع السوري بعد الحرب.
تغير المواقف تجاه سوريا بعد سقوط الأسد
مارلين ستوتزمان، النائب الجمهوري عن ولاية إنديانا، كان معروفًا بتحفظه على التدخل العسكري الأميركي في سوريا خلال فترة إدارة أوباما، كما كان يركز على محاربة الإرهاب بدلاً من الانخراط في تغيير الأنظمة. ومع ذلك، في زيارة نيسان 2025 إلى دمشق، بدا متفائلاً بإمكانية بناء شراكة جديدة مع القيادة السورية، مشيرًا إلى أهمية “الفرصة التي لا تتكرر إلا مرة في العمر” لمساعدة سوريا على النهوض بعد الحرب.
خلال الزيارة، التقى ستوتزمان بمسؤولين حكوميين في دمشق، بما في ذلك الرئيس السوري أحمد الشرع، رغم أن الشرع لا يزال مدرجًا في لوائح العقوبات الأميركية. وقال ستوتزمان في تصريحاته إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تخشى التحدث مع أي طرف، مشيرًا إلى سوابق انخراط إدارة ترامب مع إيران وكوريا الشمالية. كما عبّر عن أمله في بناء علاقة متينة بين سوريا وإسرائيل في المستقبل، معتبرًا أن هذا يمكن أن يكون جزءًا من تعزيز الاستقرار الإقليمي.
كوري ميلز.. استطلاع للأوضاع على الأرض
أما كوري ميلز، النائب عن ولاية فلوريدا، فقد قدم إلى دمشق بحذر شديد، متبنيًا موقفًا تقييميًا من الوضع في سوريا. ميلز، الذي كان معارضًا للتدخل العسكري الأميركي في سوريا في وقت سابق، يسعى الآن إلى فهم الأوضاع على الأرض بعد سقوط الأسد، ويلتقي مع ممثلين عن المجتمع المدني وزعماء دينيين في دمشق.
ميلز، الذي يعرف بتوجهاته المحافظة، كان قد صوت لصالح سحب القوات الأميركية من سوريا في وقت سابق، لكنه أبدى انفتاحًا نسبيًا على التواصل مع القيادة السورية الجديدة في مرحلة ما بعد الأسد. وأكد أن هدفه من الزيارة هو “تقييم الأوضاع على الأرض” والاطلاع على احتياجات الشعب السوري في مرحلة إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن رفع العقوبات على سوريا قد يكون ممكنًا إذا تحققت بعض الشروط.
زيارة غير حكومية.. ولكنها مهمة
على الرغم من أن الزيارة كانت غير رسمية، إلا أنها كانت خطوة استراتيجية للمراقبة والتقييم، حيث سيتعين على واشنطن اتخاذ قرارات سياسية حاسمة بشأن مستقبل سوريا. هذه الزيارة تمثل أيضًا بداية التفكير في مقاربة جديدة تجاه دمشق في مرحلة ما بعد الأسد، وهي مؤشر على أن دوائر في واشنطن بدأت تنظر في إعادة التفكير في سياساتها تجاه سوريا في ظل الحكومة الانتقالية الجديدة.
النائبان ستوتزمان وميلز قدما مثالًا على التغيرات المحتملة في السياسة الأميركية تجاه دمشق، وهي خطوة قد تفتح المجال للتعاون المستقبلي بين البلدين، إذا تمكّن الشعب السوري من بناء دولة مستقرة وقوية تضمن حقوق كافة مكونات الشعب السوري وتعمل على تحقيق السلام في المنطقة.
في الختام
زيارة ستوتزمان وميلز إلى دمشق تفتح نافذة جديدة للسياسة الأميركية تجاه سوريا بعد مرحلة الأسد، ما يمثل تحولًا كبيرًا في مواقف بعض السياسيين الأميركيين تجاه الأزمة السورية. الزيارة لم تقتصر على تلمس الواقع السوري فحسب، بل حملت أيضًا رسائل أمل ورغبة في بناء علاقات جديدة قد تسهم في استقرار سوريا والمنطقة بشكل عام.
إقراء ايضا:
الرئيس أحمد الشرع يستقبل عضو الكونغرس الأميركي مارلين ستوتزمان في دمشق
اعتقال عناصر الدفاع الوطني في حمص.. واعترافات بعمليات دفن جماعي
رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يتفقد مواقع في الأراضي السورية المحتلة ويقر خططاً هجومية
العثور على طفل متوفى داخل بئر بعمق 40 متراً شرقي حلب بعد 4 أيام من فقدانه
السلطات السورية تلقي القبض على خلية تجارة مخدرات في اللاذقية