أخبار سياسية

هل تصبح أفغانستان البديل الاستراتيجي لإيران بعد سقوط نظام الأسد في سوريا؟

 أفغانستان البديل الاستراتيجي لإيران:بينما تطوي طهران صفحة النفوذ العميق الذي بنته في سوريا على مدى أكثر من عقد، تُفتح أمامها جبهة جديدة قد تعوّض بعض خساراتها: أفغانستان، الدولة التي لطالما كانت ساحةً متشابكة في الحسابات الجيوسياسية الإيرانية. ومع انهيار نظام الأسد، الحليف الأقرب لطهران في المنطقة، يبدو أن إيران بدأت تنظر إلى أفغانستان كمجال جديد لتوسيع نفوذها، ولو عبر مقاربات مختلفة وأكثر براغماتية.

انهيار نفوذ استراتيجي… وبحث عن بديل

لسنوات، شكّلت سوريا حجر الزاوية في استراتيجية إيران الإقليمية، حيث أتاحت لها أرضًا خصبة لتدريب الميليشيات، دعم فيلق القدس، وربط طهران ببيروت عبر ما يُعرف بـ”الهلال الشيعي”. لكن مع سقوط النظام السوري وخسارة شخصيات رئيسية من وكلائها، باتت طهران مضطرة لإعادة حساباتها. أفغانستان، التي كانت دومًا تحت المراقبة الإيرانية، عادت اليوم لتتصدر الأولويات.

من الأعداء إلى الحلفاء… تقارب مع طالبان

رغم التناقض الأيديولوجي العميق بين الجمهورية الإسلامية وحركة طالبان، إلا أن الواقع السياسي يفرض تقاطعات مصالح لا يمكن تجاهلها. بعد الانسحاب الأميركي في 2021 وعودة طالبان إلى الحكم، بدأت إيران ببناء قنوات تواصل عملية مع السلطة الجديدة، معتمدة على أدوات اقتصادية، دبلوماسية، وحتى استخباراتية.

ويشير استقبال إيران لدبلوماسيي طالبان وتسليم السفارة الأفغانية لهم في طهران، إلى تحوّل كبير في نهجها تجاه كابول، قائم على براغماتية بحتة تتجاوز الخلافات العقائدية.

خلفية تاريخية تقود إلى الحاضر

منذ التدخل السوفييتي في أفغانستان، دعمت إيران الجماعات الشيعية، خاصة الهزارة، في مواجهتها للمجاهدين السُنّة المدعومين من الخليج والغرب. ومع ظهور طالبان، تحوّل الصراع إلى دموي، بلغ ذروته في مذبحة مزار شريف عام 1998. لكن مع الزمن، بدأت ملامح المرونة تظهر، خاصة بعد مشاركة إيران في مؤتمر بون لتأسيس حكومة ما بعد طالبان عام 2001، ثم دورها النشط بعد انسحاب القوات الغربية.

اليوم، تجد إيران نفسها أمام فرصة لإعادة توجيه أدواتها الناعمة والخشنة في أفغانستان، عبر دعم مجموعات شيعية مقاتلة مثل “الحشد الشيعي”، واستغلال ضعف طالبان الأمني، وانعدام الاستقرار السياسي.

حسابات أمنية وأيديولوجية متشابكة

تُعدّ أفغانستان مرتعًا لتنظيمات جهادية تعادي الشيعة، وعلى رأسها “داعش – ولاية خراسان”، ما يعزز مخاوف إيران من تهديدات على حدودها الشرقية. كما أن الهجوم الدامي الذي استهدف ضريح قاسم سليماني في يناير 2024، كشف عن ثغرات أمنية دفعت طهران لتعزيز حضورها الاستخباراتي في جوارها المضطرب.

ومن جانب آخر، تحتفظ إيران بعلاقات معقدة مع تنظيم القاعدة، تتراوح بين الاحتواء والمراقبة، وربما التوظيف السياسي، كما فعلت مع بعض الفصائل السنية في وسط آسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

استراتيجية بديلة أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟

رغم أن أفغانستان لا تملك الموقع الجغرافي الذي كانت تؤمّنه سوريا، إلا أنها تتيح لطهران فرصًا لا يُستهان بها: التغلغل داخل مجتمع الهزارة، الاستفادة من الضعف المؤسسي لطالبان، والاستثمار في مشاريع بنى تحتية تعزز الحضور الإيراني كجسر اقتصادي وتجاري، مثل ميناء تشابهار وسكة حديد خاف–هرات.

ومع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، وحرب غزة، واغتيال قادة إيرانيين بارزين، تبدو إيران مدفوعة أكثر من أي وقت مضى لتأمين بدائل استراتيجية، تحفظ لها حضورها الإقليمي وتضمن استمرار شبكاتها المتعددة الجنسيات.

إقراء ايضا:

الرئيس أحمد الشرع يستقبل عضو الكونغرس الأميركي مارلين ستوتزمان في دمشق

اعتقال عناصر الدفاع الوطني في حمص.. واعترافات بعمليات دفن جماعي

رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يتفقد مواقع في الأراضي السورية المحتلة ويقر خططاً هجومية

العثور على طفل متوفى داخل بئر بعمق 40 متراً شرقي حلب بعد 4 أيام من فقدانه

السلطات السورية تلقي القبض على خلية تجارة مخدرات في اللاذقية

الخارجية السورية تدعو الدبلوماسيين المنشقين لتحديث بياناتهم استعدادًا للمرحلة المقبلة

الصحة السورية تطلق حملة لمتابعة الأطفال المتسربين وتعزيز اللقاحات الروتينية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى