
خيمة الحقيقة في مخيم اليرموك: صرخة أهالي المعتقلين لكشف مصير المغيبين
خيمة الحقيقة في مخيم اليرموك:في خطوة مؤثرة ومليئة بالأمل رغم الألم، أقامت عائلات المعتقلين والمغيّبين قسرًا خيمة رمزية حملت اسم “خيمة الحقيقة” عند مدخل مخيم اليرموك جنوب دمشق. جاءت هذه المبادرة لتجديد المطالبة بكشف مصير أحبائهم ومحاسبة المسؤولين عن الإخفاء القسري والانتهاكات التي وقعت خلال حكم النظام السوري السابق.
وقفة صامتة.. ورسائل لا تموت
وسط أجواء من الصمت الثقيل، اجتمع المشاركون رافعين صور أحبائهم المغيبين، إلى جانب لافتات تطالب بتحقيق العدالة. عبّر الأهالي بهذه الوقفة عن استمرار معاناتهم وإصرارهم على إبقاء ملف المعتقلين حيًّا في الذاكرة، رغم مرور السنوات.
دعوة لكل من فقد عزيزاً
جاءت الفعالية استجابة لدعوة أطلقتها مجموعة من عائلات المعتقلين والمغيّبين، تحت عنوان “خيمة الحقيقة”، وجاء فيها:
“ندعو كل من يشعر بمرارة الفقد من نساء ورجال، صغاراً وكباراً، إلى مشاركتنا هذه المبادرة الرمزية، لإحياء ذكرى أحبائنا، والمطالبة بكشف مصيرهم وتحقيق العدالة لهم.”
وشارك في الوقفة عدد من أهالي المعتقلين السوريين والفلسطينيين، إضافة إلى ناشطين حقوقيين وشخصيات عامة.
البداية لخطوات قادمة
أكّد المشاركون أن هذه الوقفة الرمزية ليست سوى بداية لتحركات مستمرة تهدف إلى إبقاء قضية المغيبين قسرًا حاضرة أمام الجميع. وشددوا على أن خيمة الحقيقة ستظل قائمة حتى تتحقق العدالة ويتم الكشف عن مصير جميع المفقودين.
معاناة لا تنتهي رغم سقوط النظام
منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، تصاعدت المطالبات بكشف مصير عشرات الآلاف من المعتقلين الذين اختفوا في سجون النظام على مدى السنوات الماضية. ورغم الإفراج عن بعض المعتقلين، ما تزال هناك آلاف الحالات مجهولة المصير، وسط ترجيحات بوجود مقابر جماعية تضم رفات المغيبين.
شهادات الناجين تكشف فظائع السجون
الناجون الذين أفرج عنهم في الأشهر الأخيرة تحدثوا عن انتهاكات مروعة داخل المعتقلات، من تعذيب ممنهج إلى عمليات تصفية جسدية. وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان هذه الجرائم في مراكز احتجاز سيئة السمعة مثل سجن صيدنايا وفرع فلسطين والفرع 215، واعتبرتها انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
العدالة مستمرة.. رغم كل شيء
بينما لا تزال خيمة الحقيقة منصوبة على مدخل اليرموك، يصر أهالي المغيبين على الاستمرار بنضالهم حتى تتحقق العدالة، وتنكشف الحقائق كاملة، ويتم محاسبة جميع المتورطين بهذه الجرائم.
خيمة الحقيقة اليوم هي صوت كل أم تنتظر، وكل أب يفتقد ابنه، وكل أخ أو أخت لم يفقدوا الأمل. هي وعد بأن لا تُنسى هذه القضية، ولن تغلق حتى يعود الحق لأصحابه.