
الجيش السوري ينسحب من أشرفية صحنايا وسط تنسيق أمني مع وجهاء المنطقة بعد استعادة الأمن..
الجيش السوري ينسحب من أشرفية صحنايا:شهدت منطقة أشرفية صحنايا جنوب دمشق تطورات ميدانية وأمنية متسارعة خلال الساعات الماضية، حيث أعلنت مصادر عسكرية استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة، أعقبها انسحاب الجيش السوري بعد تأمين الأوضاع بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي ووجهاء المنطقة، وذلك عقب اشتباكات دامية وغارات إسرائيلية متكررة.
السيطرة والانسحاب
صرّح مصدر عسكري مساء الأربعاء أن قوات الجيش السوري والأمن العام فرضت سيطرتها على أشرفية صحنايا، بعد مواجهات عنيفة مع مجموعات مسلحة و”خارجين عن القانون”، فيما أكدت مديرية أمن ريف دمشق لاحقًا انسحاب الجيش بعد إتمام مهامه الأمنية، وبدء مرحلة التنسيق مع وجهاء المنطقة لملاحقة المتورطين وإلقاء القبض عليهم.
تصعيد ميداني ودماء مدنية
الاشتباكات بدأت مساء الثلاثاء وبلغت ذروتها يوم الأربعاء، حيث استخدمت المجموعات المسلحة الرشاشات الثقيلة وقذائف RPG في الهجوم على نقاط أمنية، بحسب وزارة الداخلية. وأسفرت المعارك عن مقتل 16 عنصرًا من قوى الأمن، وسقوط 4 شهداء مدنيين، إضافة إلى إصابة 10 آخرين برصاص قنّاصة، قبل دخول القوات الأمنية.
القصف الإسرائيلي: رسائل متعددة
بالتزامن مع الأزمة، شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية ست غارات على المنطقة خلال اليوم نفسه، استهدفت بعضها مواقع للجيش السوري ومدخل المدينة الشرقي، مما أدى إلى سقوط شهداء من المدنيين والأمن، وخلّف موجة نزوح واسعة بين السكان.
وبررت إسرائيل القصف بأنه “تحذيري”، زاعمة حماية الطائفة الدرزية في سوريا، في تصريح اعتبره مراقبون تدخلاً مباشرًا في الشأن السوري الداخلي. كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أن “بلاده لن تسمح بالمساس بالدروز”، في تصريح وصفه محللون بأنه توظيف سياسي للطائفة الدرزية في سياق الصراع الإقليمي.
تحرك درزي ورسائل داخلية
في موازاة التصعيد، جرى اجتماع موسع في مدينة داريا ضم مسؤولين حكوميين ووجهاء من السويداء وأشرفية صحنايا، بمشاركة مشايخ عقل الدروز وقادة من حركة “رجال الكرامة”، أبرزهم الشيخ يحيى الحجار والشيخ ليث البلعوس.
وصل وفد من كبار وجهاء محافظة السويداء إلى منطقة أشرفية صحنايا، في خطوة تهدف إلى دعم جهود التهدئة واحتواء التوتر، في مشهد حمل دلالات اجتماعية وسياسية لافتة. ويأتي هذا التحرك الأهلي والديني في ظل اتهامات متصاعدة لإسرائيل بمحاولة تأجيج الفتنة الطائفية، وفق ما أكده شيخ عقل طائفة الدروز في لبنان، الذي نبّه من “مشروع فتنة تعمل إسرائيل على تنفيذه لزعزعة الاستقرار الداخلي”.
الموقف التركي
في تطور لافت، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجمات الإسرائيلية بأنها محاولة لـ”تقويض مرحلة ما بعد الأسد”، مؤكدًا رفض بلاده لأي كيان انفصالي أو فدرالي في سوريا، وتمسكها بوحدة أراضيها. وهذا التصريح يُنظر إليه كمؤشر على قلق أنقرة من الفراغ الأمني والفوضى في الجنوب السوري، واحتمالات تصاعد الدور الإسرائيلي هناك.
خلاصة وتحليل
-
أشرفية صحنايا أصبحت بؤرة جديدة للتوتر جنوب دمشق، مع تصاعد تدخلات داخلية وخارجية.
-
إسرائيل تسعى لتوسيع نفوذها وتأثيرها بحجج “حماية الأقليات”، وهي استراتيجية مألوفة استخدمتها سابقًا في الجنوب السوري.
-
الطائفة الدرزية ترفض التورط في مشاريع خارجية وتتمسك بالحل الوطني الجامع.
-
الجيش السوري يرسل رسالة مفادها: بسط الأمن أولاً، ثم الانسحاب لصالح الحل الاجتماعي المحلي.
إقراء ايضا:
خط أنابيب كركوك بانياس.. خطوط النفط تحدد معالم التقارب العراقي السوري
توقيف عنصر سابق بالفرقة 25 متورط بارتكاب مجازر في اللاذقية
سوريا تفسخ عقد تأهيل مطاحن مع شركة روسية بقيمة 16.7 مليون يورو
الشيباني يلتقي المندوب الدائم للصين في الأمم المتحدة بحثًا عن تعزيز العلاقات..
مقتل وإصابة 15 عنصراً من قسد بهجوم مسلح في ريف دير الزور الغربي
التسجيل المسيء للنبي في جرمانا يشعل فتيل التوتر: قتلى وجرحى والسلطات تحقق