
ترامب يختبر سياسة جديدة تجاه سوريا: دعم إنجيلي ويهودي لرفع العقوبات
ترامب يختبر سياسة جديدة تجاه سوريا: نشرت صحيفة الإيكونوميست تقريراً يكشف عن بوادر تحول في سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه سوريا، مشيرة إلى تقارب غير متوقع بين بعض الأوساط الجمهورية والإنجيلية مع الحكومة السورية الجديدة، وسط تردد رسمي داخل البيت الأبيض.
وفي خطوة لافتة، قام عضوا الكونغرس كوري ميلز ومارلين ستاتزمان بزيارة غير رسمية إلى دمشق، حيث التقيا مسؤولين في حكومة الرئيس أحمد الشرع. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الزيارة كانت “ناجحة للغاية”، رغم أنها أثارت تساؤلات بشأن التوجهات المستقبلية لسياسة ترامب حيال سوريا.
وعقب الزيارة، أعرب ميلز عن “تفاؤل حذر”، لافتاً إلى أن الرئيس الشرع أبدى انفتاحاً مبدئياً على المشاركة في مبادرات إقليمية مثل “اتفاقيات أبراهام”، في حال توفرت ظروف مناسبة.
انقسام أميركي وتردد في التعامل
ورغم هذه المؤشرات، ما تزال الإدارة الأميركية مترددة في التعامل الرسمي مع النظام السوري الجديد، حيث لم تُعاد العلاقات الدبلوماسية بعد، بينما لا تزال العقوبات المفروضة قائمة، على عكس بعض الدول الأوروبية التي بدأت خطوات تطبيع تدريجية.
ويأتي هذا التردد في وقت يعاني فيه السوريون من أزمات اقتصادية خانقة، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص حاد في المواد الغذائية، الأمر الذي يزيد من الضغوط على الحكومة الجديدة، ويثير قلق المانحين والمغتربين.
في المقابل، لا تزال شخصيات أميركية مؤثرة، أبرزها سباستيان غوركا وتولسي غابارد، تعارض أي تقارب مع النظام الجديد، معتبرة أن سوريا ما تزال تمثل خطراً أمنياً، وسط تشكيك في نوايا القيادة الجديدة.
دعم إنجيلي ويهودي متزايد
وفي تطور لافت، يبرز مؤخراً دعم متزايد من قادة دينيين إنجيليين ويهود أميركيين لحكومة دمشق، حيث التقى القس المقرب من ترامب، جون مور، والحاخام أبراهام كوبر، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في نيويورك.
وقال مور إن اللقاء كان “مؤثراً”، مؤكداً على أهمية دعم سوريا اقتصادياً من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي. وبحسب الإيكونوميست، يخطط مور لتنظيم زيارة لوفد يضم شخصيات دينية إنجيلية ويهودية إلى دمشق، في محاولة للضغط على واشنطن لتخفيف العقوبات وفتح قنوات حوار.
تحفظ إسرائيلي ومطالب أميركية
من جانب آخر، عبّرت إسرائيل عن تحفظها تجاه أي تقارب محتمل بين واشنطن ودمشق، مطالبة بالاستمرار في سياسة العزلة والضغط. كما طرحت واشنطن قائمة مطالب على الحكومة السورية الجديدة، من بينها التعاون في ملف الأميركيين المفقودين، ومنع تعيين المقاتلين الأجانب، وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كتنظيم إرهابي.
ورغم بعض التحفظات الأميركية، أقر مسؤولون بأن دمشق أحرزت تقدماً في بعض الملفات، ما قد يمهد لمزيد من التفاهم المشروط.
نافذة جديدة لعلاقة محتملة
ووفق التقرير، فإن زيارة النائبين الجمهوريين قد تفتح الباب أمام زيارات غير رسمية أخرى، وتشجع على بناء تواصل أوسع بين دمشق وشخصيات مؤثرة في الحزب الجمهوري، خصوصاً في حال نجحت القيادة السورية في ربط الأمن الإقليمي بحماية الأقليات، وهو ما يلقى صدى واسعاً لدى التيار الإنجيلي المحافظ في الولايات المتحدة.
إقراء ايضا:
وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا
تدهور الزراعة في حماة يدفع لفتح سد الرستن للمرة الثانية هذا العام
موقف سوريا من التطبيع مع إسرائيل: لا حديث عن “الاتفاقيات الإبراهيمية”
موفق طريف يلتقي جيش الاحتلال: لا أمان في سوريا دون ضمان حقوق الدروز
أردوغان: الفدرالية في سوريا مجرد وهم.. ولن نسمح بفرض أمر واقع