
ضابط إسرائيلي في قلب سوريا: لقاءات مثيرة للجدل مع زعماء دروز وسط تصعيد إقليمي
ضابط إسرائيلي في قلب سوريا: في خطوة غير مسبوقة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن دخول أحد كبار ضباطه إلى الأراضي السورية ولقائه مع شخصيات درزية، ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة الدور الإسرائيلي المتنامي في الجنوب السوري، وخلفيات هذا التحرك الذي يأتي بالتوازي مع غارات مكثفة ضد مواقع الجيش السوري.
زيارة سرية وسط التوترات.. ماذا يفعل غسان عليان في سوريا؟
أفادت إذاعة جيش الاحتلال أن اللواء غسان عليان، منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، زار سوريا مؤخرًا وعقد لقاءات مع “زعماء دروز”، دون تحديد المناطق التي دخلها أو هوية الشخصيات التي التقاها.
الزيارة تأتي بعد تقارير نُشرت في شباط الماضي، كشفت عن لقاءات جمعت عليان بقيادات درزية سورية لتعزيز العلاقات، في وقت تتصاعد فيه ادعاءات إسرائيل بأنها “تحمي الدروز” في سوريا.
خطة لتجنيد الدروز السوريين؟ تصاريح عمل داخل الأراضي المحتلة
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، كُلّف اللواء عليان بإعداد خطة لمنح سوريين من الطائفة الدرزية تصاريح عمل لدخول الأراضي المحتلة صباحًا والعودة مساءً، على غرار ما يُطبّق مع بعض الفلسطينيين في الضفة الغربية.
هذه الخطة أثارت شكوكًا حول نوايا الاحتلال باستخدام العامل الاقتصادي لاختراق النسيج الاجتماعي السوري، وتوظيفه سياسيًا في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
من هو غسان عليان؟ الضابط الدرزي في قلب مشاريع الاحتلال
اللواء غسان عليان وُلد في قرية شفا عمرو بالجليل عام 1972، وبرز اسمه كقائد للواء “غولاني” خلال عدوان 2014 على غزة، حيث أُصيب بجروح خطيرة.
لاحقًا، تدرج في المناصب العسكرية، وتولى قيادة “كوغات”، الوحدة المسؤولة عن تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يشمل إصدار تصاريح العمل ومتابعة المشاريع المدنية بالتنسيق مع منظمات دولية.
ويُنظر إليه كأحد أبرز رموز سياسات الاحتلال “الناعمة” التي تجمع بين السيطرة العسكرية والتحكم بالموارد والاحتياجات المدنية.
إسرائيل ومزاعم حماية الدروز.. غطاء لتدمير البنية العسكرية السورية؟
في الأسابيع الأخيرة، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من غاراته على مواقع في دمشق وريفها، خصوصًا في محيط القصر الرئاسي، تحت شعار “حماية الدروز”.
لكن تقارير إسرائيلية، أبرزها من صحيفة يديعوت أحرونوت، أكدت أن هذه الغارات تستهدف بالدرجة الأولى تدمير ما تبقى من البنية العسكرية السورية، وخصوصًا الأسلحة الاستراتيجية التي قد تُستخدم ضد إسرائيل، فيما تُستخدم “حماية الدروز” كذريعة إعلامية لتمرير العدوان.
الموقف السوري الرسمي: كل السوريين تحت الحماية دون تمييز
من جانبها، تؤكد الحكومة السورية الجديدة تمسكها بوحدة البلاد، ورفضها أي تدخل خارجي، سواء كان تحت شعار حماية الأقليات أو مكافحة الإرهاب. وتشدد على أن جميع المواطنين السوريين، بمن فيهم أبناء الطائفة الدرزية، يتمتعون بحقوق متساوية في ظل القانون، وأن التدخل الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية.
أبعاد التحرك الإسرائيلي: أمن أم إعادة تموضع سياسي؟
زيارة عليان إلى سوريا لا يمكن فصلها عن السياق الجيوسياسي الأوسع، خاصة مع التراجع الإيراني وغياب الحضور الروسي الفاعل بعد سقوط نظام الأسد.
ويبدو أن إسرائيل تسعى لإعادة ترتيب أوراقها في الجنوب السوري، عبر بناء شبكات تواصل محلية واستخدام أدوات “ناعمة” كالتوظيف والعمل والتواصل مع الزعامات التقليدية، بهدف خلق نفوذ ميداني مستدام في المناطق الحدودية.
إقراء ايضا:
وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا
الرئاسة السورية: الرئيس الشرع لا يملك حساباً على السوشال ميديا
تطبيق شام كاش يدخل الخدمة: راحة للموظفين أم عبء جديد
“الكاتو المسموم”.. إيران تهرّب المخدرات إلى سوريا عبر الحلويات المغلّفة
الاتفاق في السويداء: محافظ السويداء نقترب من جني ثمار الحلول التدريجية
إسرائيل تشن 12 هجمة جوية على سوريا.. تصعيد خطير وتحذيرات من استغلال الأقليات