
الأمن في حمص يضبط شحنة صواريخ مضادة للدروع ويكشف مستودعاً للأسلحة في القصير
الأمن في حمص يضبط شحنة صواريخ مضادة للدروع:في سياق الحملة الأمنية الواسعة التي تنفذها الحكومة السورية الجديدة لإعادة فرض الاستقرار على كامل الجغرافيا السورية عقب سقوط نظام الأسد، أعلنت مديرية الأمن في محافظة حمص، اليوم الإثنين 5 أيار 2025، عن إحباط عملية تهريب شحنة صواريخ مضادة للدروع كانت معدّة للتهريب إلى خارج البلاد، في عملية نوعية تُعد من أبرز النجاحات الأمنية المحققة خلال الأيام الماضية.
ونقلت قناة “الإخبارية السورية” عن مصادر أمنية أن وحدات من مديرية أمن حمص نجحت في ضبط عدة صواريخ مضادة للدروع من نوع “م.د”، كانت مخبأة تمهيداً لتهريبها خارج سوريا. وأشارت القناة إلى أن هذه العملية تُعد الثانية خلال 48 ساعة، مما يؤكد تصاعد وتيرة التهريب عبر الحدود، ومحاولات تجار السلاح وشبكات التهريب استغلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
سياق العملية: تهريب السلاح في مرحلة ما بعد النظام
وبحسب ما أفادت به مصادر حكومية، فإن العملية تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها الأجهزة الأمنية لتفكيك شبكات التهريب وضبط الحدود، بهدف الحفاظ على الأمن الداخلي ومنع تسرب الأسلحة إلى الخارج، خصوصاً في ظل مخاوف من وصولها إلى جهات مسلحة قد تسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وذكرت المصادر أن الأجهزة المختصة كانت قد تلقت معلومات استخباراتية حول تحركات مشبوهة في الريف الجنوبي لمحافظة حمص، لتباشر على إثرها عمليات الرصد والملاحقة التي أفضت إلى ضبط الشحنة في اللحظات الأخيرة قبل تهريبها.
مستودع سلاح في القصير: ضربة جديدة لشبكات التهريب
وفي سياق العمليات الأمنية ذاتها، أعلنت مديرية الأمن في حمص عن اكتشاف مستودع كبير للأسلحة في منطقة القصير، الواقعة جنوب غرب المدينة قرب الحدود اللبنانية. وبحسب البيان الرسمي، فقد ضم المستودع عدداً من الرشاشات المتوسطة، وصواريخ “كاتيوشا”، ومواد متفجرة جاهزة للاستخدام، يُعتقد أنها كانت مُعدة للتهريب أو للتوزيع على خلايا نائمة.
وتُعد منطقة القصير من أبرز البؤر التي كانت سابقاً تحت سيطرة ميليشيات تابعة للنظام السابق وأخرى مرتبطة بإيران، ما يجعلها نقطة ساخنة من حيث التهريب والأنشطة غير المشروعة، نظراً لقربها من الحدود اللبنانية وارتباطها بشبكات تهريب قديمة ومعقدة.
جهود حكومية متواصلة لتأمين الحدود وإغلاق المعابر غير الشرعية
منذ سقوط النظام السابق، وضعت الحكومة السورية الجديدة ملف تهريب السلاح والمخدرات على رأس أولوياتها الأمنية، وبدأت بتنفيذ سلسلة عمليات ميدانية تهدف إلى إغلاق المعابر غير النظامية، وتعزيز السيطرة على النقاط الحدودية التي كانت تُستخدم سابقاً لنقل الأسلحة والمواد الممنوعة.
ووفقاً لتقارير رسمية نشرتها وكالة “سانا”، فقد نجحت وزارة الداخلية في تنفيذ عدة مداهمات خلال الأشهر الماضية، تم خلالها ضبط كميات ضخمة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة إلى مواد متفجرة وعبوات ناسفة وأدوية مهربة ومخدرات، وعلى رأسها الكبتاغون والحشيش.
تنسيق أمني إقليمي متزايد
في مواجهة تصاعد تهديدات التهريب، بادرت الحكومة السورية إلى تعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار، خاصة العراق ولبنان والأردن، حيث تم تفعيل آليات لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتشكيل غرف تنسيق مشتركة لرصد شبكات التهريب العابرة للحدود.
وفي هذا السياق، شددت السلطات إجراءات التفتيش على الطرق الدولية والمعابر البرية، كما أعادت نشر وحدات من حرس الحدود في المناطق التي كانت سابقاً تحت سيطرة قوات النظام المخلوع أو الميليشيات الإيرانية، ما أسهم في تقليص عدد محاولات التسلل والتهريب بشكل ملحوظ.
قراءة أولية: الأمن في مواجهة شبكة ممتدة
تعكس هذه العمليات الأمنية المتتالية حجم التحديات التي تواجهها السلطات السورية في مرحلة ما بعد سقوط النظام، إذ لا تقتصر التهديدات على الإرهاب أو الفوضى الداخلية، بل تمتد إلى شبكات تهريب عابرة للحدود، تمتلك تمويلاً وخبرة طويلة في نقل الأسلحة والممنوعات.
ويبدو أن استعادة السيطرة على مستودعات السلاح وضبط الحدود ستكون من العوامل المفصلية في نجاح المرحلة الانتقالية، لا سيما أن استقرار الداخل السوري يرتبط عضوياً بمنع تسرب السلاح إلى الخارج أو إعادة توجيهه في صراعات إقليمية قد تعيد إشعال المنطقة.
إقراء ايضا:
وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا
الرئاسة السورية: الرئيس الشرع لا يملك حساباً على السوشال ميديا
تطبيق شام كاش يدخل الخدمة: راحة للموظفين أم عبء جديد
“الكاتو المسموم”.. إيران تهرّب المخدرات إلى سوريا عبر الحلويات المغلّفة
الاتفاق في السويداء: محافظ السويداء نقترب من جني ثمار الحلول التدريجية
إسرائيل تشن 12 هجمة جوية على سوريا.. تصعيد خطير وتحذيرات من استغلال الأقليات
قصف متبادل بين مجموعات مسلحة في ريف السويداء.. وتوتر متصاعد في الجنوب السوري
محادثات سعودية إيرانية بشأن سوريا وسط تصاعد التوترات الميدانية