
حزب العمال الكردستاني يعقد مؤتمراً تمهيدياً لحل نفسه وتسليم سلاحه
حزب العمال الكردستاني يعقد مؤتمراً :في خطوة مفاجئة، عقد حزب العمال الكردستاني (PKK) مؤتمره الثاني عشر هذا الأسبوع في شمالي العراق، في استجابة لدعوة زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان الذي يقبع في السجون التركية منذ أكثر من 26 عامًا. وجاء هذا المؤتمر الذي انعقد بين الخامس والسابع من مايو 2025 في مناطق الدفاع المشروع شمالي العراق، وسط تطورات سياسية هامة في المنطقة.
وحسب تقرير صادر عن وكالة فرات للأنباء، المقربة من الحزب، تم اتخاذ قرارات هامة خلال المؤتمر تستند إلى الدعوة التي أطلقها أوجلان في فبراير 2025، والتي حث فيها على نزع سلاح الحزب وتقديم نفسه على أنه حركة تسعى إلى السلام وتطوي صفحة من الصراع الدموي دام لأكثر من أربعين عامًا. وأكد البيان الذي نشرته الوكالة أن هذه القرارات تعتبر تاريخية، ما يفتح الباب أمام تحول كبير في الصراع التركي الكردي الذي طال أمده.
وفي الوقت ذاته، ذكرت الوكالة أن الحزب يعتزم في القريب العاجل نشر الوثائق والمعلومات التفصيلية المتعلقة بالقرارات التي تم اتخاذها خلال هذا المؤتمر، في خطوة تهدف إلى الشفافية أمام الرأي العام وتوضيح موقف الحزب بشأن مراحل الحل السياسي الجاري.
من جانب آخر، تشير بعض التقارير إلى أن هذه المبادرة تأتي عقب إعلان حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار ابتداءً من 1 مارس 2025، استجابة لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان. ومع ذلك، على الرغم من هذا الإعلان، استمرت الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة بين مقاتلي الحزب والقوات التركية في عدة مناطق بشمال العراق، مما يعكس الصعوبات التي يواجهها الحزب في تطبيق وقف إطلاق النار بشكل كامل.
وتعتبر هذه الخطوة تطورًا مهمًا في سياق الصراع التركي الكردي، حيث كان الحزب يشن عمليات مسلحة ضد الحكومة التركية على مدى عقود طويلة. ورغم تصنيف تركيا والعديد من الدول الغربية لحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، إلا أن هذه المحاولة لحل الحزب تمثل تحولًا غير مسبوق في استراتيجية الحزب.
في هذا السياق، جدير بالذكر أن تركيا، منذ أكثر من 25 عامًا، تواصل نشر قواعد عسكرية في شمال العراق لمكافحة الحزب، في محاولة لإضعاف نفوذه في المنطقة التي يتحصن فيها مقاتلو الحزب في جبال قنديل والمناطق المحيطة. ورغم الاتفاقات السابقة على وقف إطلاق النار، فإن التوترات بين الطرفين لم تهدأ تمامًا، مما يعكس مدى التعقيد الذي يكتنف أي محاولات لإنهاء هذا الصراع الطويل.
ويُعد هذا المؤتمر خطوة متقدمة نحو إيجاد حل دبلوماسي للصراع الكردي في تركيا، ويثير تساؤلات حول المستقبل السياسي لحزب العمال الكردستاني، الذي كان لفترة طويلة أحد أبرز الحركات الكردية في المنطقة.
إقراء ايضا:
وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا