
نعيم قاسم: نريد سوريا موحدة لجميع أبنائها ونتمنى أن تعادي حكومتها الجديدة إسرائيل
نعيم قاسم: في كلمة متلفزة ألقاها بمناسبة الذكرى التاسعة لمقتل القيادي في “حزب الله” مصطفى بدر الدين، دعا أمين عام الحزب، نعيم قاسم، إلى الحفاظ على وحدة سوريا، مؤكداً على ضرورة أن تكون الدولة السورية “لكل أبنائها ومن دون الاعتداء على الأقليات”.
موقف ثابت أم إعادة تموضع؟
تصريحات قاسم، التي جاءت بعد تحولات جذرية في المشهد السوري وسقوط نظام الأسد، أعادت التأكيد على موقف الحزب المعلن تجاه إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته حاول أن يُظهر نبرة أكثر انفتاحاً تجاه التغيرات الجارية داخل سوريا، عبر التمسك بوحدة أراضيها وحق شعبها في اختيار مستقبله السياسي.
وقال قاسم:
“نتمنى أن تكون الحكومة الجديدة في سوريا معادية لإسرائيل”، مؤكداً على أهمية “احترام خيارات الشعب السوري في تحديد دستوره وحكومته”.
انتقاد واضح لإسرائيل.. ورسائل للدولة اللبنانية
في جانب آخر من خطابه، جدّد قاسم اتهام إسرائيل بـ”خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 3 آلاف مرة” منذ تشرين الثاني الماضي، داعياً الدولة اللبنانية إلى اتخاذ موقف أكثر فاعلية تجاه هذه الانتهاكات، ومشدداً على أن المقاومة ستبقى “صامدة في وجه محاولات فرض الإملاءات الإسرائيلية على لبنان”.
الإمداد العسكري… وواقع ما بعد الأسد
وفي ما بدا إقرارًا بتأثر الحزب بالتحولات السورية، كشف قاسم عن فقدان “حزب الله” خط الإمداد العسكري عبر سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مؤكداً أن الحزب “سيبحث عن طرق بديلة” لتعويض ذلك.
وفي تبريره لدعم النظام السوري خلال السنوات الماضية، قال قاسم إن الأسد “كان في موقع معادٍ لإسرائيل”، وهو ما اعتبره الحزب نقطة التقاء في المواقف الإقليمية.
تغيّر في اللهجة؟
تصريحات قاسم الأخيرة بدت حذرة أكثر من خطاباته السابقة، لا سيما حين أكد على “حق الشعب السوري في اختيار حكومته”، في موقف يُفهم منه قبول ضمني للواقع السياسي الجديد في سوريا، بعد سنوات من الدعم العلني للنظام السابق.
كما أن تأكيده على “وحدة سوريا لجميع أبنائها” يأتي في توقيت حساس، مع تصاعد الأصوات السورية الداعية لبناء دولة جديدة تتجاوز الانقسامات الطائفية والتدخلات الخارجية، بما فيها الدور الذي لعبه “حزب الله” نفسه في السنوات الماضية.
خلاصة
في ضوء التغيرات التي تشهدها الساحة السورية، يبدو أن “حزب الله” يحاول إعادة صياغة خطابه بما يتماشى مع الوقائع الجديدة، دون أن يتخلى عن ثوابته الإيديولوجية، وعلى رأسها العداء لإسرائيل. ومع ذلك، يبقى مستقبل علاقة الحزب بالحكومة السورية الجديدة رهناً بتوازنات إقليمية ودولية معقّدة.
إقراء ايضا:
موفق طريف: لا نتدخل في شؤون دروز سوريا وندعو لوحدة البلاد
ترمب يلمّح إلى رفع العقوبات عن سوريا: “نفكر في بداية جديدة”
وفد أممي يزور السويداء ويبحث الأوضاع الأمنية مع وجهاء الطوائف
وزير الخارجية الإسرائيلي: نرغب بعلاقات مستقرة مع “النظام السوري الجديد”
الرئيس الشرع:إلغاء قرارات الحجز الاحتياطي على ممتلكات السوريين الصادرة بأوامر أمنية
ترمب في الرياض.. قمة إقليمية ولقاء مرتقب مع الرئيس السوري في أول جولة خارجية