
السويداء تشتعل مبكراً.. 87 حريقاً منذ بداية أيار وتحذيرات من الأسوأ
السويداء تشتعل مبكراً:مع دخول فصل الصيف، تشهد محافظة السويداء في جنوب سوريا تصاعداً مقلقاً في عدد الحرائق، حيث اندلع منذ بداية شهر أيار/مايو أكثر من 87 حريقاً، وسط مطالبات متزايدة بتعزيز قدرات فرق الإطفاء وتجهيزها لمواجهة موسم يبدو أكثر قسوة من الأعوام السابقة.
حرائق متنوعة واستنفار مستمر
قال قائد فوج إطفاء السويداء، فادي الداود، إن الحرائق التي اندلعت خلال الأسابيع الماضية شملت الأعشاب الجافة، والأشجار المثمرة، والمناطق الحراجية، وحتى بعض المنازل. وعلى الرغم من ضعف الإمكانات، يواصل عناصر الإطفاء جهودهم لإخماد النيران والحد من توسعها.
وأشار الداود إلى أن الفوج يعاني من نقص حاد في عدد السائقين والعناصر المدربة، بالإضافة إلى قدم الآليات وغياب المعدات الحديثة، وهو ما يشكّل تحدياً كبيراً في ظل ارتفاع وتيرة الحرائق مع بداية الموسم.
دعوات لتعزيز الجاهزية
طالب المسؤولون المحليون بضرورة دعم فوج الإطفاء وتزويده بآليات متطورة ومعدات حديثة مثل السلالم والمقصّات الهيدروليكية، خاصة أن بعض الحرائق طالت مباني سكنية متعددة الطوابق، ما صعّب عمليات الإخلاء والإطفاء.
كما شدّد الداود على أهمية استقدام سائقين جدد وزيادة عدد فرق الإطفاء في المناطق الريفية، التي غالباً ما تكون بعيدة عن مراكز المدينة وتعاني من بطء الاستجابة.
ارتفاع درجات الحرارة يزيد المخاطر
تزامناً مع تحذيرات الأرصاد الجوية من موجة حر مرتقبة، أطلق الدفاع المدني السوري تحذيرات عاجلة من ازدياد خطر اندلاع الحرائق، خصوصاً في المناطق الحراجية والزراعية.
ودعت الفرق الأهالي إلى الالتزام بإجراءات الوقاية، أبرزها: عدم رمي أعقاب السجائر، وعدم إشعال النيران في الغابات أو الأعشاب الجافة، والامتناع عن حرق النفايات قرب الأحراش أو المناطق السكنية.
إحصائيات مقلقة منذ بداية العام
تشير تقارير الدفاع المدني إلى أن فرقه تعاملت منذ مطلع العام وحتى بداية آذار مع أكثر من 2200 حريق في مختلف أنحاء سوريا، تسببت بوفاة 34 مدنياً وإصابة 140 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وبينما تعود بعض الحرائق إلى أسباب كهربائية أو استخدام مصادر طاقة بديلة، فإن نسبة كبيرة منها ناتجة عن الإهمال، ما يدفع إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بقواعد السلامة في فصل الصيف.
نحو صيف آمن.. هل تتحرك الجهات المعنية؟
مع بدء موسم الحرائق في السويداء مبكراً هذا العام، تبدو الحاجة ملحة إلى خطة طوارئ متكاملة تشمل دعم الأفواج بالكوادر والمعدات، وتفعيل برامج التوعية المجتمعية. فهل تتحرك السلطات المعنية قبل أن يتحوّل الصيف إلى كارثة بيئية وإنسانية؟