
الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لسوريا بعد رفع العقوبات: لا حدود للتعاون مع الشعب السوري
الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لسوريا بعد رفع العقوبات: في تطور يُعد منعطفاً محورياً في العلاقات الأوروبية السورية، أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، ميخائيل أونماخت، التزام الاتحاد بدعم السوريين في مرحلة ما بعد العقوبات، مشيراً إلى أن العلاقة بين الطرفين “لا تعرف حدوداً” عندما يتعلق الأمر بخيارات الشعب السوري.
جاء ذلك في مقابلة حصرية أجراها أونماخت مع “تلفزيون سوريا”، بعد ساعات من إعلان الاتحاد الأوروبي قراره برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، والتي كانت سارية منذ سنوات على خلفية الصراع السياسي والعسكري في البلاد.
وأوضح أونماخت أن قرار رفع العقوبات يفتح الباب أمام “مرحلة جديدة من الازدهار وإعادة الإعمار”، مشدداً على أن الاتحاد الأوروبي حريص على مساعدة سوريا في تجاوز التحديات، ودعم جهودها نحو الاستقرار والتعافي الاقتصادي والاجتماعي.
دعم أوروبي شامل واستعداد للشراكة
في السياق ذاته، أشاد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، بانفتاح الرئيس السوري أحمد الشرع، في مكالمة هاتفية جمعتهما مؤخراً، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون بين سوريا والاتحاد الأوروبي، خاصة في ضوء الخطوات السياسية والاقتصادية الأخيرة التي شهدتها البلاد.
وكتب كوستا عبر حسابه في منصة “إكس”:
“رفع العقوبات يمثل فرصة حقيقية لتعافي سوريا وإعادة إعمارها. هذا القرار يمهّد الطريق أمام شراكة جديدة قائمة على المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية”.
رفع العقوبات: مرحلة انتقالية
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الأحد الماضي، موافقته المبدئية على رفع جميع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، بعد أيام من خطوة مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة بقرار من الرئيس دونالد ترمب.
ووفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن الحزمة الأوروبية المرفوعة شملت بشكل رئيسي النظام المصرفي السوري، الذي كان محروماً من الوصول إلى الأسواق المالية الدولية. كما لفتت إلى أن بعض العقوبات، كحظر السلاح وتجميد أصول شخصيات مرتبطة بالنظام المخلوع، لا تزال قائمة مؤقتاً.
آفاق التعاون الجديد
يُنظر إلى هذه الخطوة الأوروبية على أنها بداية لمرحلة إعادة تموضع في العلاقة مع سوريا، خصوصاً بعد مؤشرات سياسية وحقوقية اعتبرها الأوروبيون مشجعة على “الانخراط البنّاء”.
وفي الوقت الذي تستعد فيه دمشق لإعادة هيكلة علاقاتها الدولية، يعبّر مسؤولون أوروبيون عن استعدادهم لتقديم الدعم اللازم في ملفات عدة، تشمل:
-
إعادة الإعمار
-
دعم الاقتصاد السوري
-
تحسين ظروف اللاجئين السوريين في الداخل والخارج
-
تعزيز مؤسسات الدولة والبنية التحتية
-
وتوسيع برامج التعاون الأكاديمي والتنموي.
خاتمة
مرحلة ما بعد العقوبات تمثل اختباراً حقيقياً لكل من سوريا والاتحاد الأوروبي، فبينما تنتظر دمشق تدفق الدعم والاستثمارات، يترقب الأوروبيون خطوات سورية أكثر وضوحاً على صعيد الإصلاح السياسي، واحترام حقوق الإنسان، وضمان استقرار طويل الأمد في البلاد.
لكن الرسالة التي بدت واضحة من جميع الأطراف المعنية، هي أن صفحة جديدة قد فُتحت، و”لا حدود” لما يمكن أن تحققه الشراكة الأوروبية–السورية إذا ما أُديرت برؤية مشتركة قائمة على التعاون والثقة.
إقراء ايضا:
الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا: تحول سياسي أم بداية لمرحلة جديدة؟
شراكة أممية سعودية لإحياء إنتاج الخبز في سوريا وتعزيز الأمن الغذائي
إيران ترفض الشروط الأميركية: لا وقف للتخصيب والمحادثات مهددة بالفشل
الصحة السورية: خطة لإعادة تأهيل 200 مرفق صحي خلال 18 شهراً
“إنجاز تاريخي”.. الخارجية السورية ترحب بقرار رفع العقوبات الأوروبية
مجلس الأمن يدعو إلى استجابة عالمية عاجلة لاحتياجات سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية
الكهرباء تُغلق حساباتها المصرفية: توجه جديد نحو المركزية المالية في سوريا
فلاي دبي تعود إلى دمشق بعد 12 عاماً: استئناف الرحلات اعتباراً من حزيران 2025