
بلدية غزة تحذر من عطش جماعي وانهيار شامل لمنظومتي المياه والصرف الصحي
بلدية غزة تحذر من عطش جماعي :أطلقت بلدية غزة اليوم الجمعة تحذيراً شديد اللهجة بشأن قرب حدوث كارثة إنسانية وصحية وبيئية غير مسبوقة، جراء الانهيار الوشيك في خدمات المياه والصرف الصحي، بسبب نفاد الوقود والتدمير المتعمد للبنية التحتية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تصريح رسمي، قال حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة، إن المدينة باتت على “أعتاب مرحلة العطش الجماعي”، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة استمرار الحصار وتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية.
مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي
وأوضح مهنا أن بلدية غزة تفتقر حالياً إلى الموارد الضرورية لتوفير المياه الصالحة للشرب أو صيانة شبكات الصرف الصحي، محذراً من أن “الوضع قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة”، ما قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، لا سيما في صفوف الأطفال وكبار السن والنازحين.
وناشدت البلدية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بسرعة التدخل وفتح المعابر لإدخال الوقود والمعدات الأساسية اللازمة لإعادة تشغيل الآبار ومحطات التحلية، وتفادي ما وصفته بـ”الانفجار الصحي والبيئي” في القطاع المحاصر.
نزوح نحو البحر وانعدام الخدمات
وأشار مهنا إلى أن مئات العائلات الفلسطينية اضطرت إلى اللجوء إلى شاطئ بحر مدينة غزة هرباً من القصف المتواصل، بعد أن دُمّرت منازلها أو أصبحت غير صالحة للسكن. إلا أن هذه المناطق الساحلية التي لجأ إليها النازحون تفتقر بشكل شبه تام إلى الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها المياه النظيفة والصرف الصحي، ما يزيد من خطورة الوضع الإنساني بشكل كبير.
وأضاف المتحدث أن المناطق الغربية والجنوبية من المدينة، والتي كانت تضم معظم آبار المياه وخزانات التوزيع، أصبحت خارج الخدمة تماماً، نتيجة القصف الجوي المباشر والهجمات البرية، مشيراً إلى أن العجز في توفير المياه للنازحين قد يؤدي إلى “كارثة صحية مرعبة في حال لم يتم التحرك العاجل”.
دمار واسع في البنية التحتية المائية
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تعرّضت البنية التحتية لقطاع المياه لأضرار جسيمة. وتشير الإحصائيات الصادرة عن الجهات المحلية إلى تدمير أكثر من 115 ألف متر من شبكات المياه، وتوقف عمل 63 بئراً رئيسية، إلى جانب تدمير أربع خزانات مركزية كانت تغذي أحياء واسعة من المدينة.
كما توقفت محطة التحلية الوحيدة في شمال غرب غزة عن العمل كلياً، بعد استهدافها، علماً أنها كانت توفّر ما يقارب 10 آلاف متر مكعب من المياه يومياً.
16 مليون دولار لإنقاذ المنظومة
وأكدت بلدية غزة أن المدينة تحتاج بشكل عاجل إلى نحو 16 مليون دولار لإعادة تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، مشيرة إلى أن تأخر الاستجابة الدولية قد يحول هذه الأزمة إلى كارثة إنسانية شاملة تهدد حياة مئات آلاف الفلسطينيين.
حصار خانق وتفاقم في الأوضاع الإنسانية
منذ إغلاق المعابر في 2 آذار/مارس الماضي، شددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة، مانعة دخول المواد الأساسية مثل الغذاء، والدواء، والوقود، وحتى المساعدات الإغاثية الدولية. ويُحذّر المراقبون من أن استمرار هذا الوضع قد يتسبب بانهيار تام في مقومات الحياة، وسط تقارير دولية تؤكد أن سكان غزة يعيشون كارثة إنسانية متواصلة.
أرقام مفزعة لحجم الإبادة
وحتى الآن، أسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة عن أكثر من 175 ألف قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية داخل مراكز الإيواء المؤقتة أو في العراء دون مياه أو كهرباء أو خدمات طبية.
إقراء ايضا:
الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا: تحول سياسي أم بداية لمرحلة جديدة؟
تفكيك النفوذ الإيراني في سوريا.. مغادرة قادة فصائل فلسطينية من دمشق
وزارة الاقتصاد تمنح غرف التجارة مهلة جديدة دون شرط التأمينات الاجتماعية
رجال الكرامة يرفضون اقتحام مبنى محافظة السويداء: “تصرف مخزٍ لا يمثل الجبل”