أخبار سياسية

في ذكراها الـ14.. الشبكة السورية لحقوق الإنسان تبدأ نشاطها من دمشق بعد ترخيص رسمي

الشبكة السورية لحقوق الإنسان:في تحول تاريخي يعكس تغيّر المشهد السياسي والحقوقي في سوريا، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن انطلاق نشاطها الرسمي من العاصمة دمشق، بعد حصولها على الترخيص القانوني لأول مرة منذ تأسيسها، وافتتاح مكتبها داخل الأراضي السورية، وذلك في الذكرى الرابعة عشرة لتأسيسها.

وجاء هذا التطور بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، وبدء المرحلة الانتقالية التي فتحت الباب أمام عودة مؤسسات المجتمع المدني للعمل من داخل البلاد، بما في ذلك الجهات الحقوقية التي كانت تعمل في الخارج أو في ظروف سرية.


من التوثيق في الظل إلى الحضور العلني

تأسست الشبكة في حزيران 2011، مع بدايات الحراك الشعبي في سوريا، بهدف توثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولا سيما ما تعرّض له المتظاهرون السلميون من قمع ممنهج. وعلى مدار 14 عامًا، تحولت الشبكة من فريق توثيق صغير إلى مؤسسة حقوقية مرجعية معترف بها دوليًا.

وقد طوّرت الشبكة منهجيات صارمة لبناء قواعد بيانات ضخمة ومتخصصة، تشمل:

  • توثيق مقتل 234,576 مدنياً، بينهم آلاف الأطفال والنساء.

  • تسجيل نحو 177 ألف حالة اعتقال وإخفاء قسري.

  • أرشفة 919 هجوماً على منشآت طبية، و1703 على مدارس، وغيرها من البنى المدنية.

  • توثيق استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والعنقودية.

وتعد هذه القواعد مرجعًا أساسيًا لهيئات دولية مثل الأمم المتحدة، ولجنة التحقيق الدولية، والمحاكم الأوروبية، وقد استُخدمت في مسارات التقاضي الدولية المتعلقة بجرائم الحرب.


منفى قسري وتحديات أمنية.. حتى العودة إلى الداخل

لم تكن السنوات الماضية سهلة على فريق الشبكة. فقد واجهت تهديدات أمنية، شملت:

  • اعتقال واختفاء قسري لأعضاء منها.

  • محاولات اغتيال وهجمات إلكترونية.

  • حملات تشويه إعلامية، وصل بعضها لإنشاء منظمة وهمية تحمل نفس الاسم.

ورغم تلك التحديات، واصلت الشبكة عملها الحقوقي في بيئة محفوفة بالمخاطر، مع الحفاظ على المعايير المهنية والحيادية، ومبدأ مركزية الضحية في الخطاب الحقوقي.


نحو عدالة انتقالية شاملة

في ظل الانفتاح السياسي الجديد، وضعت الشبكة تصورًا واضحًا لدورها في المرحلة الانتقالية، يرتكز على العدالة والمحاسبة، وكشف مصير المفقودين، والمشاركة في إصلاح مؤسسات الدولة، خصوصًا الأمنية والقضائية، ودعم مسار العدالة الانتقالية الدستورية.

وأكدت الشبكة أن عملها سيبقى مرتكزًا على الدفاع عن الضحايا، والتوثيق المستقل، والتعاون مع الهيئات الدولية والمحلية، لضمان عدم الإفلات من العقاب، وتمكين السوريين من معرفة الحقيقة والمطالبة بحقوقهم.


من صوت الضحية إلى ذاكرة وطنية

في ختام بيانها بمناسبة الذكرى، شددت الشبكة على أن عودتها إلى دمشق ليست فقط محطة رمزية، بل خطوة عملية لبناء سوريا الجديدة، حيث تُحترم فيها الحقوق، وتُحفظ فيها الكرامة الإنسانية، ويُحاسب فيها من ارتكب الجرائم، مهما طال الزمن.

إقراء المزيد:

سوريا ونظام سويفت.. تحديات العودة إلى النظام المالي العالمي

غارة بريطانية بطائرة مسيرة تقتل عنصراً من “داعش” قرب سرمدا شماليّ سوريا

زيارة غير معلنة: وزير خارجية أبخازيا يلتقي نظيره السوري في دمشق

جامعة سورية – تركية مشتركة: خطوة جديدة لتعزيز التعاون العلمي بين البلدين

الاحتفاظ بالجولان شرط للتطبيع بين إسرائيل وسوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى