حرائق كسب تغلق الطرق وتفجّر مخلفات حرب.. ووزارة الأوقاف تدعو السوريين لدعم الإغاثة

منذ يوم واحد

0 10 3 دقائق

حرائق كسب تغلق الطرق وتفجّر مخلفات حرب:تشهد مدينة كسب في ريف اللاذقية الشمالي كارثة بيئية وأمنية متصاعدة، نتيجة اندلاع سلسلة من الحرائق الكبيرة التي طالت الأحراج والمناطق الجبلية المحيطة بالمدينة، وامتدت ألسنة النيران لتلامس أطراف المناطق السكنية، ما دفع الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات طارئة، شملت إغلاق الطرق وإجلاء السكان من عدة أحياء.

وفيما تتواصل جهود الإطفاء منذ فجر الجمعة في ظل ظروف جوية صعبة ورياح نشطة تزيد من سرعة انتشار النيران، أفادت فرق الدفاع المدني أن طريق كسب الرئيسي أُغلق بالكامل أمام حركة المدنيين، من أجل تأمين ممرات آمنة لآليات الإطفاء وضمان فعالية عمليات السيطرة على الحرائق، التي خرج بعضها عن السيطرة بسبب تضاريس المنطقة الوعرة.

نيران تلامس المنازل وتفجّر ذخائر قديمة

بحسب ما أكدته مصادر ميدانية لـ”تلفزيون سوريا”، فإن النيران اقتربت خلال الساعات الماضية من منازل المدنيين عند مدخل مدينة كسب، وتسببت في انفجارات متتالية ناجمة عن مخلفات حرب قديمة تعود إلى عهد النظام المخلوع، كانت مدفونة في منطقة “نبع المر” وجوارها.

وقال أحد عناصر الدفاع المدني في تصريح خاص: “الانفجارات ناتجة عن ذخائر غير منفجرة دفنت سابقًا في مناطق حرجية قرب كتيبة عسكرية مهجورة، ويبدو أن الحريق حرّكها، مما شكّل خطراً كبيراً على السكان وفرق الإنقاذ”.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا توثق أصوات الانفجارات وتصاعد أعمدة الدخان من منطقة الانفجار، وسط حالة من الذعر بين الأهالي، فيما أكدت مصادر محلية أن فرق الدفاع المدني تعمل على إخلاء المناطق المحيطة حرصاً على سلامة السكان.

الدفاع المدني يعلن الطوارئ.. وتحذيرات من توسع الحرائق

من جانبها، أعلنت مديرية الدفاع المدني حالة الطوارئ الكاملة في كسب، داعية السكان إلى عدم التوجه إلى مواقع الحريق أو الاقتراب منها، وشددت على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة.

وقال مسؤول الإطفاء في الدفاع المدني إن “التحدي الأكبر لا يكمن فقط في توسع رقعة النيران، بل أيضاً في الطبيعة الجغرافية الجبلية للمنطقة، ووجود مخلفات حربية غير مأمونة تشكّل تهديداً مضاعفاً على طواقم الإطفاء”.

وأضاف: “في بعض المواقع، لا يمكن للآليات الثقيلة الوصول، لذلك نعمل يدوياً في عدة مناطق، مع مراقبة مستمرة لأي تطور مفاجئ في اتجاه الحريق أو انفجارات محتملة”.

وزارة الأوقاف تطلق نداء إغاثة وطني

وفي بُعد ديني وإنساني للأزمة، أطلقت وزارة الأوقاف السورية نداءً عاجلاً في خطب الجمعة اليوم، دعت فيه جميع السوريين إلى دعم جهود الإغاثة في الساحل السوري، من خلال التبرع العيني أو المالي، وتقديم ما يمكن من مساعدات لوجستية لفرق الدفاع المدني والمنظمات الإنسانية العاملة على الأرض.

وقالت الوزارة في بيان رسمي:

“ما يجري في كسب من حرائق وتحديات بيئية وأمنية يتطلب وقوف الجميع، حكومةً وشعباً، في وجه هذه الكارثة. إطفاء النار واجب ديني وإنساني، والمساعدة فيه من أعظم أبواب الصدقة والعمل الصالح”.

ودعت الوزارة رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية والفعاليات المدنية للمساهمة بشكل فوري في توفير مضخات المياه، وخزانات التزويد، والمواد العازلة للحرارة، والوقود اللازم لتشغيل آليات الدفاع المدني في المناطق المنكوبة.

قنابل موقوتة تحت الأرض

في السياق ذاته، حذرت منظمات مدنية من أن مخلفات الحرب المدفونة في مناطق متعددة من الريف الساحلي السوري تشكل “قنابل موقوتة” تنفجر في كل مرة يطرأ فيها حدث طبيعي أو بيئي مثل الحرائق أو السيول أو الزلازل.

وأكدت تقارير سابقة صادرة عن منظمات إنسانية عاملة في مناطق الساحل أن آلاف الألغام والقذائف غير المنفجرة لا تزال مدفونة في مناطق جبلية، خاصة تلك التي شهدت معارك في السنوات الأولى للثورة، ولم تُزال حتى اليوم نتيجة ضعف الإمكانيات أو التهميش الرسمي لهذا الملف.

وتطالب هذه المنظمات الحكومة السورية بإطلاق مشروع وطني بالتعاون مع جهات دولية لإزالة تلك المخلفات وتطهير المناطق المحاذية للأرياف والمناطق الحراجية، خصوصاً مع تزايد الكوارث البيئية وحرائق الغابات سنوياً في فصل الصيف.

السكان في حالة ترقب.. والمخاوف مستمرة

في ظل هذا الوضع الميداني المعقّد، يعيش سكان كسب حالة من القلق والترقب، في انتظار نجاح فرق الإطفاء في احتواء الحريق ومنع توسعه نحو الأحياء السكنية. ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية حتى اللحظة، فإن الأضرار المادية في الأشجار والممتلكات بدأت بالظهور تدريجياً، وسط غياب الإحصاءات الرسمية حتى الآن.

وأكدت فرق الإنقاذ أن الأولوية الآن هي السيطرة على النيران، وتفادي أي خسائر في الأرواح، لا سيما مع اقتراب الحريق من بعض التجمعات السكنية والطرقات الحيوية.