أخبار سياسية

تنسيق أميركي إسرائيلي في استهداف السويداء.. إسرائيل تستهدف رتلًا عسكريًا سوريًا في السويداء

تنسيق أميركي إسرائيلي في استهداف السويداء:في تصعيد لافت على الساحة السورية، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة غارات على رتل عسكري تابع للجيش السوري، أثناء انسحابه من مدينة السويداء جنوب البلاد. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن القصف استهدف آليات ثقيلة ومواقع عبور، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية.

ضربات دقيقة تطال الرتل المنسحب

الغارات التي نُفذت فجر الثلاثاء طالت مواقع متفرقة على أطراف مدينة السويداء، تركزت على الطرق التي كانت تسلكها آليات الجيش أثناء الانسحاب، بما في ذلك ناقلات جنود ودبابات ومدافع ميدانية. وأفادت مصادر محلية بأن الطيران الإسرائيلي شن أربع غارات متتالية، مستهدفاً ما يُعتقد أنها طرق دعم لوجستي ومراكز إمداد.

إسرائيل: التحرك “بتوجيهات سياسية”

الجيش الإسرائيلي أكد في بيان رسمي أن الهجمات نُفذت “بتوجيهات من القيادة السياسية”، بعد رصد تحركات مكثفة لقوات النظام نحو المدينة منذ مساء أمس. ولفت البيان إلى أن القوات الإسرائيلية “ستواصل مراقبة التطورات على الأرض، وستبقى في حالة تأهب قصوى لأي طارئ”.

وفي هذا السياق، شدد الجيش الإسرائيلي على أن “القصف لم يكن عشوائيًا بل موجّه بدقة لتعطيل انتشار القوات السورية ومنعها من تعزيز مواقعها داخل المدينة”، مضيفاً أن الأهداف شملت معدات ثقيلة وطُرق إمداد رئيسية.

تنسيق معلن مع الجانب الأميركي

وفي تطور قد يحمل أبعاداً إقليمية، نقلت القناة “14” العبرية عن مصدر إسرائيلي أن الضربات في جنوب سوريا تمت “بتنسيق مع الجانب الأميركي”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن مستوى أو طبيعة هذا التنسيق. إلا أن الإعلان العلني عن ذلك يشير إلى تحول جديد في طريقة إدارة الملف السوري من قبل تل أبيب وواشنطن.

نتنياهو وكاتس: حماية “تحالف الأخوّة”

وفي بيان مشترك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أنهما أعطيا تعليمات مباشرة للجيش باستهداف أي تحرك عسكري سوري في اتجاه السويداء، معتبرين أن دخول هذه القوات يمثل “خرقاً لاتفاق فك الاشتباك ونزع السلاح”.

ولم يخفِ البيان نبرة التودد للطائفة الدرزية، حيث تحدث عن التزام إسرائيل بـ”حماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا”، في ما اعتبره المراقبون محاولة لإعادة تأكيد التحالف التاريخي الذي يجمع تل أبيب بدروز الجولان ودروز الداخل.

السياق الميداني: الجيش السوري ينسحب والشرطة تنتشر

يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت كانت فيه قوات الجيش السوري بصدد سحب آلياتها الثقيلة من مدينة السويداء، تمهيداً لتسليم السيطرة لقوى الأمن الداخلي، ضمن اتفاق وقف إطلاق نار تم التوصل إليه صباح اليوم بالتعاون مع وجهاء المدينة.

وقد أعلنت وزارة الدفاع السورية أن العمليات العسكرية انتهت، وأن الشرطة العسكرية بدأت الانتشار لضبط الأمن داخل الأحياء. إلا أن الغارات الإسرائيلية أربكت المشهد، وأثارت تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في المدينة الهشة أصلاً.

قراءة في المشهد

يشير القصف الإسرائيلي في هذا التوقيت إلى وجود نوايا واضحة من تل أبيب لتعطيل أي تمركز جديد للقوات السورية في جنوب البلاد، خاصةً في مناطق تشهد توتراً طائفياً مثل السويداء. كما أن الإعلان عن التنسيق مع واشنطن يعكس رغبة مشتركة في إعادة رسم قواعد الاشتباك في سوريا، وسط تصاعد التحركات الإيرانية وحضور ميليشيات حليفة لدمشق في الجنوب السوري.


خلاصة

تأتي الغارات الإسرائيلية في السويداء لتضيف بعداً إقليمياً جديداً على الأزمة السورية الداخلية. وبينما تحاول دمشق ضبط الوضع عبر تسوية داخلية، ترى تل أبيب في هذا التحرك العسكري السوري تهديداً مباشراً، في مشهد يعيد خلط الأوراق بين الجبهتين السياسية والعسكرية جنوب البلاد.

إقراء ايضا:

ضحايا الفوضى الأمنية في درعا.. 14 ضحية بين قتيل وجريح في أسبوع من الفوضى

لقاء سوري–إسرائيلي في باكو يناقش التهديدات الإقليمية والتنسيق الأمني

خلال عامين ربط ريف حلب الشمالي بالكهرباء التركية.. خطة لربط 42 وحدة إدارية

الداخلية السورية: الحسم في السويداء لصالح الدولة السورية بات قريباً ضمن رؤية الرئاسة

التوتر في السويداء 2025:جنبلاط يدعو إلى حل سياسي في السويداء برعاية الحكومة السورية ويرفض دعوات الحماية الخارجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى