أخبار محلية

شركات تعود وأخرى تتراجع.. عودة الطيران إلى سوريا في مهبّ التحديات

 عودة الطيران إلى سوريا :بعد سنوات من القطيعة الجوية، بدأت شركات طيران أجنبية استئناف رحلاتها إلى سوريا تدريجياً، في خطوة تعبّر عن انفراجة دبلوماسية جزئية عقب سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024. لكن هذا الانفتاح يواجه عقبات متعددة، من بينها الاضطرابات الإقليمية، ومخاوف السلامة الجوية، والبنية التحتية المتضررة، ما يجعل استعادة الربط الجوي الكامل مع العالم ما تزال مهمة شاقة.

11 شركة طيران تعود إلى الأجواء السورية

وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، من المتوقع أن تبدأ 11 شركة طيران أجنبية بتسيير رحلاتها إلى سوريا خلال شهر تموز الجاري، مقارنة بثلاث شركات فقط في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتشمل قائمة العائدين شركة طيران الإمارات، إضافة إلى شركتين أوروبيتين لأول مرة منذ 2011، هما دان إير الرومانية وإير ميدتيرانيان اليونانية.

التوترات الإقليمية تعيق التوسع

في المقابل، قررت شركات كبرى مثل الملكية الأردنية، القطرية، الخطوط التركية وفلاي دبي تقليص أو تعليق عدد من رحلاتها في الأسابيع الأخيرة، نتيجة إغلاق المجال الجوي في عدة مناطق من الشرق الأوسط بسبب التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مما أثر على مسارات الطيران فوق سوريا.

بنية تحتية متدهورة وتحذيرات من “الاستهداف الخاطئ”

ما تزال سوريا تُعاني من ضعف البنية التحتية في مطاراتها، الأمر الذي يُعقّد عودة الشركات الكبرى. فقد أبدت “الرابطة الدولية للنقل الجوي” (IATA) قلقها حيال مستوى السلامة والتنظيم، مطالبة بتحسين الإشراف الفني وتحديث الأنظمة بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وفي هذا السياق، أوضحت وكالة السلامة الجوية الأوروبية (EASA) أن المجال الجوي السوري لا يزال محفوفاً بالمخاطر، محذّرةً من احتمالات استهداف الطائرات المدنية بالخطأ، في ظل استمرار التوترات المسلحة في بعض المناطق.

لوفتهانزا وإير فرانس تدرسان العودة.. دون قرار

رغم إرسال وفود فنية من شركات كبرى مثل لوفتهانزا وإير فرانس KLM لتقييم الأوضاع في مطار دمشق، إلا أن الشركتين أكدتا أنهما ليستا بصدد استئناف الرحلات في الوقت الراهن، بسبب استمرار القيود الأمنية والتقنية.

اعتماد جزئي على رادارات دول الجوار

أعادت هيئة الطيران المدني السورية فتح المجال الجوي بالكامل في 24 حزيران الماضي، لكنها أقرت بأن سوريا لا تزال تعتمد على رادارات لبنانية وتركية لرصد الحركة الجوية، نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنى التقنية خلال الحرب.

كما أشارت الهيئة إلى وجود مشاريع مؤجلة لبناء مطارات جديدة في دمشق وحلب والمنطقة الوسطى، لكنها معلقة في الوقت الراهن بسبب ضعف التمويل المحلي والضغوط الاقتصادية المستمرة.

رحلات دولية أقل من نصف ما قبل الحرب

رغم التحسن التدريجي، لا يزال عدد الرحلات المجدولة في سوريا أقل بـ 42% من مستويات ما قبل الحرب، بحسب منصة “سيريوم” المتخصصة ببيانات الطيران. ويعود ذلك إلى قيود التأشيرات على المسافرين السوريين، وتردد شركات السياحة والسفر في الدخول للسوق السوري غير المستقر.

القطرية تعود إلى حلب بعد عقد من التوقف

أعلنت الخطوط الجوية القطرية، اليوم الأربعاء، عن استئناف رحلاتها إلى مطار حلب الدولي اعتباراً من العاشر من آب 2025، بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات. وقالت الشركة إنها ستبدأ بثلاث رحلات أسبوعياً (الأحد، الاثنين، الأربعاء)، على أن يتم رفع العدد إلى أربع رحلات أسبوعياً في أيلول المقبل.


خلاصة

تعيش عودة الطيران المدني إلى سوريا لحظة مفصلية بين تطلعات الانفتاح ومعوّقات الواقع. وبينما تمثّل استعادة الرحلات خطوة نحو إعادة دمج سوريا في المشهد الإقليمي والدولي، فإن المخاوف الأمنية، وضعف البنية التحتية، والتوترات الإقليمية المستمرة، تجعل من هذه العودة مرحلة تجريبية محفوفة بالتحديات.

إقراء ايضا:

وزير إسرائيلي يدعو لاغتيال الرئيس السوري وسط تصعيد جنوب البلاد

قطر ترحب بوقف التصعيد في السويداء وألمانيا تدعو إلى عملية سياسية شاملة

المبعوث الأميركي لسوريا واحتواء التصعيد في السويداء

تنسيق أميركي إسرائيلي في استهداف السويداء.. إسرائيل تستهدف رتلًا عسكريًا سوريًا في السويداء

فضل عبد الغني: ما جرى في السويداء نتيجة غياب التشاركية السياسية في سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى