
شهادات مروعة للبدو في السويداء.. ناجون يروون لحظاتهم الأخيرة في السويداء
شهادات مروعة للبدو في السويداء:وسط تصاعد العنف والانفلات الأمني في محافظة السويداء، بدأت تتكشف فصول مروعة من الانتهاكات التي طالت عشائر البدو، عقب انسحاب القوات النظامية وتكليف فصائل محلية بمهام الأمن، بموجب اتفاق لم يُنفّذ فعليًا على الأرض.
موجة نزوح وتهجير قسري
منذ صباح الخميس، شهدت محافظة السويداء موجة تهجير قسري لعائلات من عشائر البدو، بعد هجمات انتقامية نفذتها فصائل محلية مسلحة أحرقت خلالها منازل المدنيين. وأسفرت هذه الأعمال عن سقوط قتلى وجرحى، بينما لجأت مئات العائلات إلى محافظة درعا وسط ظروف إنسانية قاسية ونقص حاد في الخدمات.
ورغم الإعلان عن وقف لإطلاق النار بوساطة أميركية، فإن وتيرة الانتهاكات لم تهدأ، لتبقى الأوضاع في السويداء مفتوحة على كل الاحتمالات.
ذبح وحرق وخطف.. روايات تصدم الضمير
سردت نساء نازحات من أحياء المقوس والمزرعة شهادات تقشعر لها الأبدان. إحداهن أكدت لـ”تلفزيون سوريا” مقتل ابنها الطالب الجامعي “بدم بارد”، على يد عناصر مسلحة اقتحمت المنزل وأحرقت ممتلكاتهم، قبل أن تطرد النساء والأطفال بالقوة.
وقالت سيدة أخرى: “شاهدت شباناً يُذبحون أمام أعيننا، كانوا يرددون عبارات دينية وهم يقتلونهم، لقد أحرقوا منازلنا وأهانونا، دون أن نفرّق بين المذنب والبرئ”.
فيما روى رجل نازح من حي المقوس، ويقيم الآن في أحد مراكز الإيواء بدرعا، تفاصيل مروعة: “بقينا محاصرين ستة أيام، رأيت نساء يُقتلن مع أطفالهن، وتمت تصفية رجال بالسكاكين. لا يمكن وصف ما حدث إلا بأنه تطهير عرقي”.
دعوات للنجدة وتحشيد عشائري
مع تصاعد العنف، أطلقت عائلات بدوية نداءات استغاثة للعشائر السورية والحكومة، مطالبة بتدخل فوري لإنقاذ من تبقى من المدنيين. وقالت مصادر محلية إنّ قوات عشائرية من محافظات عدة حاولت الوصول إلى السويداء، لكنها مُنعت من التقدم من قِبل قوات الجيش والأمن.
وأكدت المصادر نفسها وقوع اشتباكات متفرقة في محيط الثعلة وشهبا بين مقاتلي العشائر والفصائل المسلحة، وسط مساعٍ حكومية لاحتواء الموقف وتفعيل الاتفاق الأمني المتعثر.
مشاهد إنسانية قاسية.. ومعاناة بلا نهاية
تداول ناشطون على مواقع التواصل مشاهد مأساوية لعائلات من البدو محاصرة في البادية، بلا طعام أو ماء، تحت الشمس الحارقة، في ظل غياب أي دعم إنساني.
وأكد أحد المهجّرين أن عناصر الفصائل سرقوا سيارات العائلات وممتلكاتهم، بل واحتجزوهم لساعات قبل الإفراج عنهم. وقالت فتاة نازحة إن المسجد في بلدتهم أُحرق بالكامل، مضيفة: “لم يبقَ أحد منا هناك. الجميع إمّا قُتل أو فُقد”.
بدوره، أعلن الدفاع المدني السوري أنه تم إجلاء أكثر من خمسين عائلة من مناطق عرى والشقراوية ورساس وكناكر، إلى مراكز إيواء مؤقتة، وسط استمرار حركة النزوح.
إدانات وتحذيرات
في كلمة مصورة، أقر الشيخ حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية، بوقوع انتهاكات، مؤكداً أن من ارتكبها “لا يمثل إلا نفسه”. بالمقابل، أظهرت مقاطع فيديو بعض شيوخ السويداء وهم يستضيفون عائلات بدوية، في مساعٍ لاحتواء الفتنة.
من جانبها، نقلت وكالة “سانا” أن “مجموعات خارجة عن القانون” ارتكبت عمليات تصفية بحق نساء وأطفال في حي المقوس، مؤكدة سقوط عدد كبير من المدنيين.
بداية النزاع واتساع رقعته
انطلقت شرارة النزاع بعد عملية سلب على طريق دمشق – السويداء، أعقبها خطف متبادل بين الفصائل والعشائر، قبل أن تنفجر المواجهات المسلحة، ما أدى إلى تدخل الجيش الذي سرعان ما انسحب من المحافظة. الاتفاق الذي أعقب ذلك لم يُفعّل فعلياً، بل مهّد لموجة عنف طالت المدنيين بالدرجة الأولى.
إقراء ايضا:
وزير إسرائيلي يدعو لاغتيال الرئيس السوري وسط تصعيد جنوب البلاد
قطر ترحب بوقف التصعيد في السويداء وألمانيا تدعو إلى عملية سياسية شاملة
بيان رئاسي يدين انتهاكات السويداء ويتعهد بمحاسبة المتورّطين
تنسيق أميركي إسرائيلي في استهداف السويداء.. إسرائيل تستهدف رتلًا عسكريًا سوريًا في السويداء
شركات تعود وأخرى تتراجع.. عودة الطيران إلى سوريا في مهبّ التحديات