أخبار سياسية

إدارة أزمة أم هندسة مستقبل·· ما الدور الإقليمي في ملف السويداء؟

الدور الإقليمي في ملف السويداء:اتفاق غير مسبوق وتوازنات متغيرة
أثار اتفاق وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، الذي جاء بوساطة أميركية ودعم أردني، جدلاً واسعاً حول مستقبل الجنوب السوري· فلم يعد الأمر مجرد تهدئة ميدانية، بل تحول إلى مسار سياسي أعمق يضم أطرافاً إقليمية ودولية، ويمنح إسرائيل دوراً غير مباشر في ملف داخلي سوري بامتياز·
وقد تضمّن الاتفاق بنوداً تنفيذية فورية مثل نشر قوات الأمن السورية في السويداء، والإفراج عن المحتجزين، وتقديم مساعدات إنسانية، في خطوة تعكس جدية الدول الضامنة في إنهاء حالة التوتر في المحافظة·

تحذيرات من التدويل والانقسام الداخلي

الرئيس السوري أحمد الشرع حذّر من محاولات بعض الشخصيات المحلية، مدعومة خارجياً، استغلال التوتر في السويداء للدفع باتجاه مشاريع انفصالية· كما أشار إلى أن بعض المجموعات المسلحة تسعى لإعادة إشعال الفوضى، رغم التزام الحكومة الجديدة بتقديم الدعم والخدمات للمحافظة·

الأردن·· دور محوري على خط النار

يرى وزير الإعلام الأردني السابق، سميح المعايطة، أن ما يجري في السويداء لم يعد شأناً محلياً، بل تحول إلى ملف إقليمي· وأوضح أن بلاده عملت على تطويق الأزمة مبكراً، خاصة أن أي انفلات أمني في السويداء يشكل تهديداً مباشراً للأردن· وأكد أن الاتفاق الحالي هو “إجرائي” بامتياز، تمهيداً لاتفاق أشمل في الجنوب·

الولايات المتحدة·· بين التسهيل والمراقبة

بدوره، أوضح المستشار الأميركي السابق حازم الغبرا، أن واشنطن معنية بإنجاح التجربة السورية الجديدة، وتسعى لمنع أي انفلات أمني جديد في الجنوب· وأشار إلى أن التحرر من نظام الأسد لا يكفي، بل المطلوب هو “تحرير العقل السوري” من أدوات الماضي، داعياً إلى خطاب جديد يعيد بناء الثقة بين السوريين·

إسرائيل·· من طرف خارجي إلى لاعب داخلي

يشير مراقبون إلى أن الدور الإسرائيلي لم يعد مقتصراً على الضربات الجوية، بل تطور إلى محاولة رسم مستقبل الجنوب السوري، عبر دعم بعض القوى المحلية، والسعي لإقامة مناطق عازلة أو منزوعة السلاح· ويصف البعض هذا الدور بأنه يتجاوز الإطار الأمني إلى مرحلة الشراكة الفعلية في صياغة معادلة الاستقرار·

دعوات للتفريق بين الأهالي والميليشيات

الباحث السوري محمود حمزة حذر من “الانزلاق الخطير” الذي شهده الملف، واتهم بعض الشخصيات في السويداء، وعلى رأسهم حكمت الهجري، بفتح أبواب التدخل الإسرائيلي علناً، معتبراً ذلك خروجاً عن الإجماع الوطني· كما شدد على ضرورة التفريق بين سلوك “الميليشيات الإجرامية” وبين الأهالي في جبل العرب·

من سيلعب دور الضامن في المرحلة المقبلة؟

يشير الغبرا إلى أن إسرائيل ترى في الجنوب جزءاً من أمنها القومي، وتبرر تدخلها بحماية حدودها· في المقابل، تسعى الولايات المتحدة لإشراك أطراف إقليمية مثل السعودية وتركيا لضمان استقرار الاتفاق، مشدداً على أن الاستقرار الدائم يحتاج إلى فكر سياسي جديد لا يعتمد فقط على القوة، بل على الحوار وبناء الثقة·

ختامًا: من يرسم حدود المرحلة؟

يبقى التساؤل الأبرز: من يرسم حدود المرحلة المقبلة؟ هل ستتحول التهدئة إلى حل دائم؟ وهل سيكون القرار سورياً خالصاً، أم أن الإقليم سيستمر في لعب دور أساسي؟
المؤكد أن الجنوب السوري لن يعود إلى ما كان عليه، وأن معادلة الداخل باتت مرتبطة عضوياً بمعادلات الإقليم·

 

إقراء المزيد:

انقطاع الاتصالات في السويداء·· ووزارة الاتصالات توضح الأسباب وتعلن عن خطوات عاجلة

القبض على مجموعة مسلحة في طرطوس خططت لزعزعة الأمن في طرطوس

محاولة إشعال حرائق بريف اللاذقية·· ضبط مجموعة من فلول النظام المخلوع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى