أخبار محلية

مستشار الأمن القومي البريطاني في دمشق يلتقي الرئيس الشرع: انفتاح سياسي وتردد دبلوماسي

مستشار الأمن القومي البريطاني في دمشق : في تطور لافت على صعيد العلاقات السورية البريطانية، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الثلاثاء في العاصمة دمشق، مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، في لقاء هو الأول من نوعه منذ إعلان استئناف العلاقات بين البلدين قبل نحو شهر·

وذكرت وزارة الخارجية السورية أن اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة، ناقش ملفات إقليمية ودولية حساسة، إلى جانب بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية· وأكد الشرع، خلال الاجتماع، انفتاح سوريا على المبادرات الصادقة الداعمة لأمن واستقرار المنطقة، بشرط احترام سيادة البلاد واستقلال قرارها الوطني·

دبلوماسية مترددة رغم رفع العقوبات

ويأتي هذا اللقاء بعد زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى دمشق، والتي شهدت الإعلان الرسمي عن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين· إلا أن تنفيذ هذا الإعلان لا يزال بطيئاً، إذ لم يتم تبادل السفراء بعد، كما لم يُعلن عن إعادة فتح السفارات المغلقة منذ عام 2012·

صحيفة “ذا ناشيونال” كانت قد كشفت مؤخراً عن وجود تحفظات بريطانية وعراقيل لوجستية وسياسية تؤخر هذا المسار، وسط انتقادات لمسار متردد من قبل لندن، يقابله انفتاح أسرع من دول أوروبية أخرى كفرنسا·

ملفات لوجستية وأمنية تعرقل التنفيذ

بحسب التقرير، فإن مقر السفارة البريطانية في دمشق يحتاج إلى ترميم شامل، كما أن الظروف الأمنية في بعض المناطق السورية، لا سيما أحداث الساحل والصدامات في السويداء، تجعل العواصم الغربية أكثر حذراً، خصوصاً مع مراعاة موقف واشنطن وتل أبيب·

ويُذكر أن السفارة البريطانية في سوريا كانت تعمل سابقاً من بيروت، قبل أن تُغلق تماماً في أعقاب اندلاع الحرب في البلاد عام 2011·

دور القنوات الخلفية والدبلوماسية الموازية

يلعب مستشار الأمن القومي الحالي، جوناثان باول، دوراً محورياً في هذا المسار، إذ سبق له العمل كرئيس تنفيذي لمؤسسة “إنتر ميديت” البريطانية، التي أدارت القنوات الخلفية مع دمشق منذ 2015· ويُعد لقاؤه مع وزير الخارجية السوري في منتدى دافوس مطلع العام الحالي، مقدمة غير رسمية للتقارب الجاري·

كما تبرز الدبلوماسية البريطانية آن سنو كلاعب مؤثر في إعادة تشكيل العلاقة، حيث كانت أول دبلوماسية غربية تزور دمشق بعد سقوط النظام السابق، ونجحت في إقناع وزراء بريطانيين برفع العقوبات من خلال جهودها الميدانية وشبكة علاقاتها الواسعة داخل سوريا·

مطالبات بفتح السفارات

وفي سياق موازٍ، تتزايد أصوات الجالية السورية في بريطانيا المطالِبة بعودة التمثيل الدبلوماسي الكامل· وتقول المهندسة السورية رنيم الوير المقيمة في لندن إن غياب السفارة السورية يعرقل حياة الكثير من السوريين هناك، لا سيما في قضايا رسمية كتوثيق الشهادات· وأكدت أن وجود بعثة دبلوماسية بريطانية في دمشق ضروري لضمان الحماية القانونية للسوريين من حملة الجنسيات المزدوجة والمقيمين العائدين·

تقارب محسوب في مرحلة انتقالية

المتابعون يرون في زيارة باول مؤشراً على رغبة لندن في لعب دور سياسي هادئ خلال المرحلة الانتقالية في سوريا، عبر مزيج من التفاعل الحذر والانفتاح المدروس· وبينما لا تزال كثير من التفاصيل التنفيذية غير واضحة، يبدو أن بريطانيا تختبر مقاربة جديدة في التعامل مع دمشق، عنوانها التوازن بين المصالح الأمنية والاستراتيجية، وبين ضغط الرأي العام الداخلي والتزاماتها الإقليمية·

إقراء المزيد:

لقاء الشيباني والشرع في بلودان:جلسة هادئة بعد يوم مزدحم

عمرة جزئية في مصفاة بانياس تمهّد لرفع الإنتاجية بنسبة 25%

الغاز الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا: مشروع استراتيجي لتعزيز أمن الطاقة

قافلة مساعدات إنسانية تصل إلى السويداء بإشراف الهلال الأحمر

رفع علم الاحتلال في السويداء: حادثة فردية أم انعكاس لتحوّل في الخطاب الاحتجاجي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى