أخبار سياسية

عودة الضباط المنشقين إلى الجيش السوري: خطوة مثيرة للجدل في المشهد العسكري

عودة الضباط المنشقين إلى الجيش السوري:في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السورية، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن فتح باب العودة أمام الضباط المنشقين، سواء من الأفراد أو صف الضباط أو الضباط، ممن غادروا صفوف الجيش خلال السنوات الماضية· هذه الخطوة تأتي في وقت حساس يشهد فيه البلد إعادة تشكيل لمؤسساته الأمنية والعسكرية بعد سنوات من الصراع·

خلفية الانشقاقات

منذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011، شهد الجيش السوري موجات من الانشقاقات، كان أبرزها بين عامي 2012 و2014، حين غادر آلاف الضباط والجنود الخدمة، بعضهم اتجه نحو فصائل المعارضة المسلحة، فيما لجأ آخرون إلى دول مجاورة أو أوروبية· هذه الانشقاقات تركت فراغاً في الكوادر العسكرية المؤهلة، خاصة في قطاعات الطيران، الهندسة العسكرية، والاستخبارات·

مضمون القرار الجديد

وزارة الدفاع أوضحت أن العودة متاحة لكل من يود “تصحيح وضعه” وفق إجراءات إدارية وأمنية محددة، تشمل التحقق من ملفه الشخصي، والتأكد من عدم تورطه في أعمال مسلحة ضد الجيش أو الدولة· كما أشارت إلى أن العائدين قد يتم إعادة دمجهم في الخدمة الفعلية أو إحالتهم إلى التقاعد، بحسب أعمارهم وخبراتهم·

الأبعاد السياسية والعسكرية

هذا القرار لا يقتصر على كونه إجراءً تنظيمياً، بل يحمل أبعاداً سياسية واضحة· فإعادة الضباط المنشقين قد تساعد النظام على استعادة بعض الكفاءات العسكرية التي خسرت خلال الحرب، كما أنها رسالة موجهة للداخل والخارج بأن المؤسسة العسكرية تسعى لإغلاق ملف الانشقاقات وإعادة اللحمة إلى صفوفها·

في المقابل، يرى محللون أن هذه الخطوة قد تواجه عقبات، أبرزها انعدام الثقة بين المنشقين والنظام، والخوف من الملاحقات الأمنية أو الانتقام· كما أن بعض الضباط السابقين قد يكونون قد استقروا في بلدان اللجوء، ما يجعل عودتهم غير مرجحة·

التحديات أمام التنفيذ

التحقق الأمني: قد يستغرق وقتاً طويلاً ويثير مخاوف لدى الراغبين بالعودة·

التأقلم مع التغيرات: الجيش السوري تغير بشكل كبير من حيث الهيكلية والعقيدة خلال السنوات الماضية·

التأثير الاجتماعي: عودة بعض الشخصيات قد تثير ردود فعل في مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة·

الخلاصة

عودة الضباط المنشقين إلى الجيش السوري تمثل خطوة معقدة تتداخل فيها الحسابات الأمنية والسياسية والاجتماعية· نجاح هذه المبادرة يعتمد على كيفية إدارة الحكومة للملف، وضمان توفير بيئة آمنة للعائدين، مع معالجة جذور الانقسام الذي شهدته المؤسسة العسكرية·

 

إقراء المزيد:

القصة الكاملة لفيديو السيارة داخل الجامع الأموي في دمشق

لقاء بروكسل للمكونات السورية 2025: تؤكد أنه تشاوري وتمهيدي للحوار

الغاز الأذربيجاني في سوريا:وصول الغاز إلى محطة جندر في حمص·· خطوة جديدة لزيادة ساعات الكهرباء في سوريا

اكتشاف جثث عائلة مقيّدة في حمص أثناء إزالة الأنقاض

حكمت الهجري يشكر إسرائيل ويطالب بفتح تحقيق دولي في أحداث السويداء: مواقف وتحولات في المشهد السوري

اجتماع عمّان السوري الأردني الأميركي·· والحوار مع وجهاء السويداء مؤجَّل

البلعوس في دمشق: توثيق الانتهاكات في السويداء والمحاسبة على رأس الأولويات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى