أخبار سياسية

منظمة يابانية تطالب بكشف هوية مرتكبي مجزرة الكيماوي في الغوطة ومحاكمتهم

منظمة يابانية تطالب بكشف هوية مرتكبي مجزرة الكيماوي:في الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية والغربية بريف دمشق، دعت منظمة “اليابان تقف مع سوريا” إلى الإسراع في كشف هوية جميع المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة، وتقديمهم للعدالة الدولية· تأتي هذه الدعوة في وقت ما زال فيه ملف العدالة الانتقالية في سوريا محور اهتمام حقوقي دولي، وسط استمرار المعاناة التي خلفتها سنوات الحرب الطويلة·

مرور 12 عاماً على أفظع هجوم كيماوي في سوريا

في 21 آب 2013، تعرضت الغوطة الشرقية لغارات بالأسلحة الكيماوية أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 مدني، بينهم رجال ونساء وأطفال وشيوخ، فيما أصيب الآلاف بحالات اختناق وأضرار صحية طويلة المدى· رغم مرور أكثر من عقد على هذه المجزرة، ما زالت العديد من التساؤلات قائمة حول المسؤولين عن تنفيذها ومن ساعد على حماية الجناة·

منظمة “اليابان تقف مع سوريا” اعتبرت في بيانها على حسابها في “إكس” أن الحق في معرفة الحقيقة والمساءلة لا يزال مطلباً ملحّاً أكثر من أي وقت مضى، مشددة على ضرورة كشف كل من ساهم في هذه الجريمة، بدءاً من الرئيس السابق بشار الأسد، مروراً بالمنفذين المباشرين، ووصولاً إلى كل من سهّل وحمى هذا النظام من المحاسبة·

المنظمة اليابانية: التضامن مع الضحايا

منذ تأسيسها في طوكيو عام 2012، ركزت منظمة “اليابان تقف مع سوريا” على دعم الشعب السوري عبر النشاط الحقوقي والإغاثي، وتوثيق الانتهاكات، والدفاع عن العدالة الانتقالية·

وقالت المنظمة في بيانها:

“سنستمر في السعي لضمان استعادة الحقوق لأصحابها، وتخليد ذكرى الشهداء في ذاكرة سوريا الجمعية.”

وأكدت أن أصوات الناجين وأهالي الضحايا ستبقى حاضرة في كل مسارات العدالة، وأن شهاداتهم ومطالبهم جزء أساسي لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع مستقبلاً·

إدانة النظام البائد وتدمير الأدلة

أشارت المنظمة إلى أن النظام السابق أنكر المجزرة، وحاول تدمير الأدلة، ولفّق روايات مضللة، وأسكت الشهود، إلا أن الناجين اليوم أصبح لديهم القدرة على الشهادة بحرية· هذا التحدي المستمر أمام العدالة الانتقالية يظهر الحاجة إلى دعم دولي فعال لضمان محاكمة عادلة لجميع المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا·

العدالة الانتقالية وحقوق الضحايا

تركز العدالة الانتقالية على ثلاثة محاور رئيسية:

كشف الحقيقة: معرفة من ارتكب الجرائم وكيف تم تنفيذها·

المساءلة: تقديم المسؤولين عن الجرائم إلى المحاكم·

إصلاحات المؤسسات: ضمان منع تكرار الانتهاكات·

وقالت المنظمة اليابانية إن الحق في معرفة الحقيقة جزء لا يتجزأ من حقوق الضحايا وعائلاتهم، وأن تكريم معاناتهم وإدراجها في الذاكرة التاريخية لسوريا يشكل ضمانة لعدم تكرار الفظائع·

صوت الناجين وأهمية التوثيق

الناجون وأهالي الضحايا لعبوا دوراً محورياً في توثيق المجزرة، عبر شهاداتهم المباشرة والمقابلات والتقارير الحقوقية· وقد أصبح توثيق هذه الجرائم أحد الأدوات الأساسية لدعم المحاكمات الدولية، وضمان أن تبقى الجرائم ضد الإنسانية في سوريا حاضرة في الوعي المحلي والدولي·

دور المجتمع المدني الياباني

منظمة “اليابان تقف مع سوريا” تعمل أيضاً على بناء جسور تواصل بين المجتمع المدني الياباني والسوري، ونشر الوعي الدولي حول معاناة السوريين، وخصوصاً المعتقلين والضحايا· كما تسعى لتعزيز الضغوط الدولية على الجهات المعنية لضمان ملاحقة المسؤولين عن الجرائم الكبرى في سوريا·

لا وطن من دون محاسبة

أكدت المنظمة أن أي عملية شفاء وطني أو مصالحة حقيقية في سوريا لا يمكن أن تتحقق دون محاسبة المسؤولين عن الجرائم الكبرى، وقالت:

“لا يمكن تحقيق شفاء وطني حقيقي أو مصالحة صادقة أو مستقبل أفضل دون إعادة الحقوق لأصحابها.”

تظل هذه الرسالة محوراً أساسياً لكل من يسعى لتحقيق العدالة الانتقالية في سوريا، حيث أن الاعتراف بالجرائم ومحاسبة مرتكبيها يشكلان شرطاً مسبقاً لإعادة بناء المجتمع واستعادة الثقة بين المواطنين والدولة·

خلاصة

في الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي، تعيد منظمة “اليابان تقف مع سوريا” التأكيد على أن العدالة والمساءلة ليست خياراً بل ضرورة· كشف هوية المسؤولين عن المجزرة ومحاكمتهم يمثل خطوة أساسية لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم، ولحماية حقوق الضحايا، ولتخليد التاريخ الحقيقي لسوريا·

تظل المجزرة الكيماوية في الغوطة رمزاً لأهوال الحرب السورية، وتذكيراً دائماً بأهمية العدالة الدولية والحقوقية، ودور المجتمع المدني الدولي في متابعة هذه القضايا حتى تحقيق المحاسبة الحقيقية·

 

إقراء المزيد:

سوريا ستصدر أوراقا نقدية جديدة وتحذف صفرين من العملة

المجموعة العربية تؤكد على ربط أمن سوريا بالأمن العربي·· ورسائل ضمنية إلى إسرائيل

بيدرسون: يجب احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها

وزارة المالية تعلن بدء العمل بالصفقات الضخمة في سوق دمشق للأوراق المالية

اغتيال قياديين من قسد في الرقة يشعل التوتر الأمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى