
إطلاق الموقع الإلكتروني للجنة انتخابات مجلس الشعب·· خطوة نحو شفافية أكبر أم إطار شكلي؟
إطلاق الموقع الإلكتروني للجنة انتخابات مجلس الشعب:أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا، يوم الأربعاء 27 آب 2025، عن إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بها، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى ضمان نزاهة العملية الانتخابية وتعزيز الشفافية أمام المواطنين والهيئات الرقابية· يأتي هذا التطور في سياق مرحلة انتقالية حساسة تمر بها البلاد، بعد التغييرات السياسية والدستورية التي شهدتها سوريا خلال العام الجاري·
مراقبة سورية ودولية للعملية الانتخابية
أكد المتحدث الإعلامي باسم اللجنة، نوار نجمة، خلال مؤتمر صحفي بدمشق، أن عدداً من المنظمات السورية والدولية تقدمت بطلبات لمتابعة سير العملية الانتخابية، وقد عُقدت اجتماعات تنظيمية معها· هذا الإعلان يحمل دلالة واضحة على محاولة إضفاء الشرعية على الانتخابات، خصوصاً من خلال إشراك هيئات رقابية خارجية، وإن كان نجاح هذه الخطوة مرهوناً بمدى استقلالية هذه المنظمات وطبيعة تقاريرها لاحقاً·
إدخال المحامين إلى الدوائر الانتخابية
من أبرز النقاط التي لفتت الانتباه إعلان اللجنة إدخال محامين إلى الدوائر الانتخابية لمراقبة سير العملية· هذه الخطوة غير مسبوقة في التجارب السابقة، وتُظهر محاولة واضحة لتعزيز الثقة، حيث يُنظر إلى وجود المحامين كضمان إضافي ضد أي تجاوزات أو عمليات تزوير·
النظام الانتخابي المؤقت ومشاركة السوريين في الداخل والخارج
أوضحت اللجنة أن النظام الانتخابي المؤقت لا يميز بين الناخبين داخل سوريا وخارجها، حيث يحق للجميع المشاركة في التصويت عبر المراكز الانتخابية ضمن دوائرهم المحددة· هذه النقطة مهمة كونها تعكس توجهاً لإشراك المغتربين واللاجئين في العملية السياسية، وهو أمر كان محل خلاف واسع خلال السنوات الماضية·
توزيع مقاعد مجلس الشعب
بموجب القرار رقم 24 لعام 2025، تم تحديد عدد مقاعد مجلس الشعب وفق التوزيع الجغرافي للمحافظات:
حلب: 32 مقعداً·
دمشق وريفها: 22 مقعداً (10 للعاصمة، 12 للريف)·
حمص وحماة: 12 مقعداً لكل منهما·
الحسكة ودير الزور: 10 مقاعد لكل منهما·
إدلب: 12 مقعداً·
درعا والرقة: 6 مقاعد لكل منهما·
اللاذقية: 7 مقاعد·
طرطوس: 5 مقاعد·
السويداء والقنيطرة: 3 مقاعد لكل منهما·
هذا التوزيع يعكس محاولة لموازنة الكثافة السكانية والتوزيع الجغرافي، لكنه يثير في الوقت نفسه تساؤلات حول آلية تنظيم الانتخابات في المناطق الخارجة عن السيطرة الكاملة للدولة مثل إدلب أو بعض مناطق الشمال الشرقي·
شروط عضوية الهيئة الناخبة
حددت اللجنة العليا جملة من الشروط للانضمام إلى الهيئة الناخبة، أبرزها:
أن يكون سورياً بالولادة أو قد اكتسب الجنسية قبل 1 أيار 2025·
أن يكون مسجلاً في دائرته الانتخابية أو مقيماً فيها خمس سنوات متتالية قبل عام 2011·
أن يكون قد أتم الخامسة والعشرين من العمر·
أن يتمتع بحسن السيرة والسلوك وألا يكون محكوماً بجناية أو جرم مخل بالشرف، باستثناء القضايا السياسية والأمنية·
هذه الشروط تبدو مصممة لاستيعاب فئات واسعة من السوريين، بما في ذلك أولئك الذين تضرروا سياسياً خلال العقود الماضية، في محاولة لخلق مناخ سياسي أكثر شمولية·
بين الطموح والواقع
رغم الطابع المؤسسي الذي تحاول اللجنة إبرازه، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة هذه الترتيبات على إقناع السوريين والمجتمع الدولي بأن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة· فالتجربة السورية السابقة مع الانتخابات كانت مرتبطة دائماً بغياب الثقة، والتحدي الحقيقي اليوم هو ترجمة هذه الخطوات الشكلية إلى ممارسة ديمقراطية فعلية·
خاتمة
إطلاق الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات، إدخال المحامين، والسماح برقابة دولية كلها إشارات على رغبة في إضفاء طابع شرعي على العملية الانتخابية في سوريا· لكن النجاح الحقيقي لهذه الخطوات لن يقاس بالإجراءات التقنية، بل بمدى انعكاسها على ثقة المواطن السوري في أن صوته مسموع وأن البرلمان المقبل سيكون ممثلاً فعلياً لإرادة الشعب·
إقراء المزيد:
سوريا ستصدر أوراقا نقدية جديدة وتحذف صفرين من العملة
المجموعة العربية تؤكد على ربط أمن سوريا بالأمن العربي·· ورسائل ضمنية إلى إسرائيل
بيدرسون: يجب احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها
وزارة المالية تعلن بدء العمل بالصفقات الضخمة في سوق دمشق للأوراق المالية
اغتيال قياديين من قسد في الرقة يشعل التوتر الأمني