الحاخام هنري حمرة·· مرشح يهودي يعيد فتح ملف الأقليات في سوريا الجديدة
الحاخام هنري حمرة·· مرشح يهودي يعيد فتح ملف الأقليات في سوريا الجديدة
الحاخام هنري حمرة:يشكل إعلان الحاخام السوري هنري حمرة ترشحه لانتخابات مجلس الشعب حدثاً لافتاً. ليس فقط لأنه أول يهودي يترشح لهذا المنصب منذ عام 1967، بل لأنه يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل الأقليات في سوريا الجديدة. بعد سقوط نظام بشار الأسد.
عودة يهودية إلى المشهد السوري
ينتمي حمرة إلى عائلة يهودية عريقة في دمشق. فجده وأبوه ولدوا فيها قبل أن يجبر أفراد الطائفة على مغادرة البلاد في عهد حافظ الأسد عام 1992. واليوم، يعود حمرة بعد أكثر من ثلاثة عقود ليخوض تجربة سياسية غير مسبوقة، في وقت تحاول فيه الطائفة اليهودية استعادة وجودها التاريخي الممتد لآلاف السنين·
خطاب جامع ورسالة سياسية
في تصريحاته، شدد حمرة على أن سوريا بلد يحترم جميع مواطنيه. بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية، مؤكداً أن حملته الانتخابية تركز على:
المساهمة في رفع “قانون قيصر” عن السوريين·
إعادة إعمار دور العبادة بمختلف أطيافها: المساجد والكنائس والمعابد·
دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق العدالة بعد سقوط النظام السابق·
هذا الخطاب يحمل بعداً رمزياً، إذ يسعى لتقديم نموذج جامع يضع المواطنة فوق الانتماءات الدينية·
إعادة إحياء التنوع السوري
ترشح حمرة يقرأ على أنه مؤشر على انفتاح السلطة الجديدة في دمشق تجاه الأقليات. ورغبة في إعادة بناء صورة سوريا كبلد متعدد الأديان والطوائف. ومع أن الوجود اليهودي في سوريا تقلّص إلى بضع عائلات بعد أن كان بالآلاف، إلا أن هذه الخطوة قد تمثل بداية لإحياء إرثهم الثقافي والديني في البلاد·
تحديات أمام البرلمان الجديد
ورغم رمزية هذا الترشح، لا تخلو الانتخابات من انتقادات. أبرزها آلية الاختيار التي تعتمد على تعيين ثلث الأعضاء من قبل الرئيس أحمد الشرع، واستثناء ثلاث محافظات خارجة عن سلطة دمشق من العملية. وهذا يثير جدلاً حول مدى ديمقراطية العملية السياسية في مرحلتها الانتقالية·
دلالة رمزية تتجاوز الشخص
الحاخام هنري حمرة:سواء فاز حمرة بمقعده النيابي أم لم يفز، فإن مجرد ترشحه يعكس بداية مرحلة جديدة من المصالحة مع التاريخ السوري. فهي لحظة تستحضر تنوع البلاد الغني الذي حاولت الأنظمة السابقة تهميشه، وتعيد فتح الباب أمام الأقليات للمشاركة في صياغة مستقبل سوريا·
إقراء المزيد:
تركيا ومراقبة ملف دمج قسد: قراءة في الموقف وأبعاده السياسية
أنفاق منبج وتل رفعت:تركيا تعلن تدمير أنفاق “قسد” بطول 642 كيلومتراً: رسائل عسكرية وسياسية متشابكة
خلايا إيران في الجنوب السوري: ورقة ضغط إسرائيلية أم تهديد أمني حقيقي؟