أردوغان: تركيا باتت قوة عالمية لا يمكن تجاهلها في معادلات السلام
أردوغان: تركيا باتت قوة عالمية لا يمكن تجاهلها في معادلات السلام
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا أصبحت اليوم قوة عالمية. لا يمكن تجاهلها في أي معادلة تخص السلام أو الاستقرار في المنطقة والعالم. مشيراً إلى أن بلاده تخطّت مرحلة التحديات نحو مرحلة جديدة من التأثير الإقليمي والدولي. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول يوم السبت. حيث تناول فيها التحولات الجيوسياسية الراهنة ودور تركيا المتنامي في السياسة الدولية.
تركيا في قلب النظام العالمي الجديد
قال أردوغان إن العالم يشهد “مرحلة مؤلمة تهتز فيها أسس النظام الذي أسسه المنتصرون بعد الحرب العالمية الثانية”. موضحاً أن الصراعات والحروب المتصاعدة في الشرق الأوسط وأوروبا تعيد تشكيل ميزان القوى الدولي. وأن تركيا أصبحت في موقع محوري ضمن هذا التغيير.
وأضاف أن التنافس في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتجارة قد نقل الصراع على النفوذ السياسي والعسكري. إلى مستويات جديدة، مشيراً إلى أن أنقرة استطاعت بفضل سياساتها المتوازنة أن تتجنب الدخول في النزاعات المباشرة. مع الحفاظ على نفوذها في مناطق متعددة.
سياسات حكيمة جنبت تركيا المخاطر
أوضح أردوغان أن بلاده واجهت خلال العقد الماضي محاولات متعددة لزعزعة استقرارها. سواء من خلال الضغوط الاقتصادية أو الحملات السياسية والإعلامية. إلا أنها نجحت في تجاوز المخاطر بفضل السياسات الاستراتيجية التي انتهجتها.
وأشار إلى أن تركيا استطاعت خلال تلك الفترة تعزيز استقرارها الداخلي. والاستمرار في تطوير صناعاتها الدفاعية واقتصادها الوطني، رغم التحديات الإقليمية والعالمية.
وقال: “تحركنا بثبات في مواجهة الأزمات، ولم نسمح لأي جهة بجرّنا إلى نزاعات لا تخدم مصالحنا الوطنية·”
رد على الانتقادات الغربية
في معرض حديثه، رد الرئيس التركي على الانتقادات التي وجهت لبلاده بشأن سياستها الخارجية. قائلاً إن “الادعاءات حول ابتعاد تركيا عن التحالف الغربي وتوجهها نحو الشرق باءت بالفشل”. مؤكداً أن أنقرة “اختارت طريقها المستقل الذي يقوم على التوازن والمصالح المشتركة”.
وأوضح أن تركيا ليست ضد الغرب أو الشرق، وإنما مع بناء نظام عالمي أكثر عدالة وتوازناً. وأن علاقاتها مع روسيا والصين والعالم العربي لا تتعارض مع عضويتها في حلف الناتو أو شراكاتها مع الاتحاد الأوروبي.
أردوغان: تركيا باتت قوة عالمية في السياسة والدفاع والاقتصاد
شدد أردوغان على أن تركيا أصبحت اليوم قوة يحسب لها حساب في المجالات كافة. بفضل تطورها الصناعي والدفاعي والاقتصادي.
وأشار إلى أن الصناعات الدفاعية التركية أصبحت قادرة على تلبية احتياجات البلاد بنسبة تفوق 80%. وأن صادراتها الدفاعية وصلت إلى عشرات الدول، من آسيا إلى أفريقيا.
كما تحدث عن نجاح تركيا في تحقيق معدلات نمو اقتصادية مستقرة رغم الاضطرابات العالمية. قائلاً: “اقتصادنا اليوم من بين أقوى 20 اقتصاداً في العالم، ونحن نسعى لنكون من بين العشرة الأوائل في السنوات القادمة.”
تركيا في معادلات السلام من سوريا إلى غزة
أردوغان أكد أن تركيا أصبحت طرفاً أساسياً في كل الملفات الإقليمية الكبرى. من الأزمة السورية إلى الحرب في غزة، مروراً بالصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وقال إن أنقرة لعبت دوراً محورياً في تأمين اتفاق الحبوب في البحر الأسود. وفي جهود الوساطة بين موسكو وكييف، كما ساهمت في تخفيف التوترات في جنوب القوقاز والبلقان.
وأضاف أن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي ظلم أو اعتداء في المنطقة”، مؤكداً أن تركيا تسعى إلى “تحقيق السلام العادل الذي يحفظ سيادة الدول واستقرار الشعوب·”
رؤية “قرن تركيا” تدخل حيّز التنفيذ
أردوغان اعتبر أن بلاده على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة ضمن مشروعه المعروف باسم “قرن تركيا”، والذي يهدف إلى جعل الجمهورية التركية واحدة من القوى الكبرى في العالم مع حلول الذكرى المئوية الثانية لتأسيسها عام 2123·
وأوضح أن هذا المشروع لا يقتصر على التنمية الاقتصادية والعسكرية فقط، بل يشمل إصلاحات شاملة في التعليم والتكنولوجيا والطاقة والسياسة الخارجية، مشيراً إلى أن “تركيا تسعى لتكون نموذجاً للديمقراطية المستقلة القادرة على تحقيق التنمية والعدالة في آن واحد·”
توازن بين القوة والدبلوماسية
أكد الرئيس التركي أن أنقرة تعتمد مبدأ “القوة مع الحكمة”، أي الجمع بين القدرة العسكرية والحنكة الدبلوماسية·
وقال إن تركيا تعمل مع جميع الأطراف لبناء منطقة خالية من الإرهاب، لا سيما في الشمال السوري والعراقي، مضيفاً أن هذا الهدف “سيكون إنجازاً دائماً نقدمه للأجيال القادمة”·
وأشار إلى أن السياسة الخارجية التركية تعتمد على الاستقلالية الاستراتيجية، بحيث تتخذ قراراتها بما يخدم مصالحها الوطنية دون خضوع لأي ضغوط خارجية·
تركيا·· شريك لا غنى عنه في النظام الدولي
أردوغان: تركيا باتت قوة عالمية:في ختام كلمته، شدد أردوغان على أن تركيا أصبحت اليوم “أول دولة تتبادر إلى الأذهان عند الحديث عن السلام والطمأنينة والاستقرار”، مشيراً إلى أن من المستحيل بناء أي معادلة دولية من دون أخذ تركيا بعين الاعتبار·
وأضاف أن “العالم يدرك الآن أن تجاهل تركيا يعني تجاهل أحد أهم الأعمدة في ميزان الاستقرار الإقليمي والدولي·”
وختم حديثه بالتأكيد على أن بلاده “ستواصل المضي قدماً نحو تحقيق رؤيتها الكبرى بثقة، وبمشاركة شعبها وشركائها في الداخل والخارج·”
إقراء المزيد:
دوام طلاب فرع السويداء جامعة دمشق:الدراسة في دمشق ودرعا والقنيطرة 2025
إعادة الأملاك إلى أصحابها:أكثر من 500 عقار·· لجنة رد الحقوق في عفرين
إلغاء عقوبات قيصر على سوريا: ضغوط ترمب وإصرار إسرائيل 2025
الدفاع التركية: التعاون مع سوريا مستمر لتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية



