احتمال زيارة أحمد الشرع واشنطن وفق تصريح توم باراك
زيارة أحمد الشرع واشنطن:كشف المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا. توم باراك، أن الرئيس السوري أحمد الشرع من المرجح أن يقوم بزيارة رسمية إلى واشنطن قريباً. في خطوة من شأنها أن تفتح فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين بعد أكثر من عقد من القطيعة والتوترات السياسية والعسكرية.
جاء تصريح باراك خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش “حوار المنامة” في البحرين. وهو منتدى سنوي دولي يشارك فيه مسؤولون رفيعو المستوى وخبراء في الأمن والسياسة. من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة أبرز القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط.
وقال باراك في كلمته:
“من المحتمل أن تنضم سوريا خلال الزيارة المرتقبة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة (داعش). إننا نراقب تطورات المرحلة الانتقالية في سوريا باهتمام ونرحب بالإشارات الإيجابية الصادرة من دمشق.”
عودة تدريجية للعلاقات السورية – الأميركية
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن ودمشق تحولاً تدريجياً نحو الانفتاح الحذر. بعد سنوات طويلة من العزلة والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على النظام السوري السابق. ومع انتقال السلطة إلى الرئيس أحمد الشرع في إطار العملية السياسية الجديدة. بدأت واشنطن بإعادة تقييم سياساتها تجاه سوريا، خصوصاً في ضوء الاستقرار النسبي الذي تشهده البلاد ومشاركة الحكومة الانتقالية في مبادرات مكافحة الإرهاب·
ويرى مراقبون أن زيارة الشرع المحتملة إلى العاصمة الأميركية ستكون الأولى من نوعها منذ عام 2010، وستحمل دلالات رمزية كبيرة، إذ تمثل اعترافاً ضمنياً بشرعية القيادة الجديدة في دمشق، وعودة سوريا إلى واجهة الدبلوماسية الدولية بعد أكثر من عقد من العزلة والصراع·
تحالف ضد الإرهاب·· وأفق جديد للتعاون الأمني
تصريحات باراك حول احتمال انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة تشير إلى تحول واضح في الموقف الأميركي· فواشنطن كانت قد قادت هذا التحالف منذ عام 2014 بالتنسيق مع قوات محلية في شمال وشرق سوريا، دون وجود أي دور رسمي للحكومة السورية السابقة·
غير أن التطورات الأخيرة، خصوصاً بعد إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية السورية ودمج عدد من الفصائل السابقة في إطار الجيش الوطني الموحد، فتحت الباب أمام إمكانية التعاون المشترك في مكافحة التنظيمات المتطرفة·
ويُتوقع أن تكون هذه القضية على رأس جدول أعمال زيارة الشرع المحتملة إلى واشنطن، إلى جانب ملفات إعادة الإعمار، عودة اللاجئين، وتخفيف العقوبات الاقتصادية التي لا تزال تثقل الاقتصاد السوري·
واشنطن ودمشق·· مصالح متقاطعة
من الناحية السياسية، يرى خبراء أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا الانفتاح إلى تعزيز نفوذها في الملف السوري في مواجهة التمدد الروسي والإيراني، إضافة إلى تأمين مصالحها في مناطق شمال شرق سوريا التي لا تزال تشهد وجوداً محدوداً للقوات الأميركية·
في المقابل، تبحث دمشق عن بوابة دبلوماسية جديدة تمكّنها من كسر العزلة الدولية واستقطاب الدعم الغربي لإعادة إعمار ما دمرته الحرب·
ويقول الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور سامر خلف، في تصريح لـ syria-future:
“زيارة الشرع إلى واشنطن، إن تمت، ستكون بمثابة إعلان غير مباشر عن نهاية مرحلة القطيعة بين البلدين· الولايات المتحدة تريد شريكاً مستقراً في سوريا الجديدة، وسوريا من جانبها تحتاج إلى دعم اقتصادي ودبلوماسي غربي لتثبيت مسارها الانتقالي·”
رسائل إلى المنطقة:زيارة أحمد الشرع واشنطن
لا يُنظر إلى هذه الزيارة فقط من زاوية العلاقات الثنائية، بل تُعتبر أيضاً رسالة سياسية إلى دول المنطقة، وخاصة تلك المنخرطة في الملف السوري مثل تركيا والسعودية وإيران·
ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لتقليص التوترات الإقليمية، يمكن أن تشكل إعادة التواصل مع دمشق وسيلة لضمان توازن القوى ومنع أي فراغ سياسي أو أمني قد تستفيد منه جهات أخرى·
كما يرى مراقبون أن التحالف العربي – الغربي الجديد في مكافحة الإرهاب قد يتوسع ليشمل سوريا، خاصة بعد أن أبدت الحكومة الانتقالية استعدادها للتعاون مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة في ملفات أمنية وإنسانية حساسة·
حوار المنامة·· منصة للتقارب
يأتي هذا التطور في ختام أعمال “حوار المنامة” الذي عقد هذا العام تحت شعار “الأمن في عالم متغير”· وقد شهد المنتدى حضور شخصيات دولية بارزة، بينها وزراء خارجية ودفاع من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، في حين كان الملف السوري من بين المحاور الرئيسية للنقاشات·
ووفق مصادر دبلوماسية حضرت المؤتمر، فإن تصريحات باراك لاقت ترحيباً حذراً من المشاركين، خاصة من الدول العربية التي بدأت منذ أشهر بإعادة فتح سفاراتها في دمشق ودعم عملية إعادة الإعمار·
بين الحذر والتفاؤل
ورغم التفاؤل النسبي الذي رافق تصريحات المبعوث الأميركي. إلا أن هناك حذراً في الأوساط السياسية السورية من الإفراط في التفاؤل قبل أن تتحول هذه الزيارة إلى واقع ملموس. فالمسار الدبلوماسي بين البلدين ما يزال محفوفاً بالتعقيدات، خاصة مع استمرار العقوبات الأميركية المفروضة. بموجب “قانون قيصر” والاشتراطات المتعلقة بحقوق الإنسان والإصلاح السياسي.
لكن مراقبين يؤكدون أن مجرد طرح فكرة الزيارة على الطاولة يعد مؤشراً على بداية عهد جديد. وأن واشنطن باتت تدرك أن تجاهل دمشق في المرحلة المقبلة لم يعد خياراً واقعياً في ظل التحولات الإقليمية الجارية.
ختام
زيارة أحمد الشرع واشنطن:سواء تمت الزيارة قريباً أم تأجلت. فإن الحديث عنها بحد ذاته يعكس تغيراً حقيقياً في موازين الدبلوماسية الإقليمية. ويفتح الباب أمام مرحلة من الحوارات الجادة بين الولايات المتحدة وسوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع.
فبعد سنوات من الصراع والعزلة، يبدو أن دمشق تسير بخطوات واثقة نحو استعادة موقعها السياسي على الساحة الدولية. مدفوعة برغبة مشتركة في طي صفحة الحرب، ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية بروح من الشراكة لا المواجهة.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
حملة الشرع ضد الفساد: توبيخ للمقربين وتقييد نشاط شقيقه التجاري
تأسيس حزب سياسي في دمشق: خطوة جديدة يقودها الرئيس أحمد الشرع
العثور على مقبرة جماعية في حي السحاري بدرعا
ضبط حبوب مخدرة في إدلب: أكثر من 140 ألف حبة والقبض على عدد من المتورطين



