عملة السورية الجديدة: بعد طرحها رسمياً.. ما الذي يهم السوريين في العملة الجديدة؟
عملة السورية الجديدة: بعد طرحها رسمياً.. ما الذي يهم السوريين في العملة الجديدة؟
عملة السورية الجديدة:مع بدء تداول العملة السورية الجديدة. دخل الشارع السوري في نقاش واسع تجاوز الشكل والتصميم. ليصل إلى جوهر السؤال الأهم: ماذا ستغيّر هذه العملة فعلياً في حياة الناس؟ فالعملة بالنسبة للمواطن ليست ورقة ملوّنة أو رمزاً سيادياً فقط، بل أداة يومية ترتبط بالراتب. والقدرة الشرائية، والأمان الاقتصادي.
بين الرمز والقيمة
يرى كثير من السوريين أن أهمية العملة الجديدة تكمن أولاً في رمزيتها. خاصة خلوّها من صور ورموز النظام السابق، وهو ما اعتبره البعض خطوة معنوية تعكس بداية مرحلة مختلفة. هذا البعد الرمزي منح شريحة من المواطنين شعوراً بالارتياح، وكأن العملة باتت تمثلهم أكثر من السابق.
في المقابل، يؤكد آخرون أن الرمز وحده لا يكفي، وأن القيمة الحقيقية للعملة تقاس بقدرتها على تلبية الاحتياجات اليومية، لا بما تحمله من ألوان أو رسومات.
التصميم… رأي لا يحسم الجدل
التصميم الجديد كان محور نقاش واسع. فبينما أعجب البعض بالبساطة والحياد والتركيز على عناصر طبيعية وإنتاجية، رأى آخرون أن العملة افتقرت إلى العمق التاريخي والحضاري الذي يعبّر عن سوريا كبلد غني بإرثه وآثاره.
هذا التباين يعكس حقيقة أساسية: الذائقة البصرية تختلف، لكن التصميم مهما كان متقناً يبقى عاملاً ثانوياً إذا لم يترافق مع تحسن فعلي في الوضع الاقتصادي.
المعيار الحقيقي: الراتب والمعيشة
السؤال الأكثر تكراراً بين السوريين كان: هل ستُحسّن العملة الجديدة مستوى المعيشة؟ كثيرون ربطوا تقييمهم النهائي بمرحلة صرف الرواتب والتعامل اليومي، معتبرين أن أي عملة، مهما كان شكلها، ستفشل إذا بقي الراتب عاجزاً عن تغطية أساسيات الحياة.
من هذا المنطلق، يعتقد مواطنون أن نجاح العملة مرهون بالسياسات النقدية، وضبط التضخم، وتأمين احتياطي نقدي يضمن استقرارها، وليس بعملية الاستبدال بحد ذاتها.
خطوة تقنية لا حل سحري
ينظر مختصون إلى العملة الجديدة بوصفها خطوة تنظيمية وتقنية تهدف إلى تسهيل التداول وتحسين إدارة الشأن النقدي، لكنها ليست حلاً سحرياً لأزمات الاقتصاد المتراكمة. فالعملة أداة ضمن منظومة أوسع تشمل الإصلاح المصرفي، وتحريك عجلة الإنتاج، وخلق فرص عمل حقيقية.
الخلاصة
ما يهم السوريين في العملة الجديدة لا يختصره شكلها ولا رمزيتها وحدها، بل قدرتها على استعادة الثقة، وتحسين القدرة الشرائية، وتخفيف العبء المعيشي. وحتى يتحقق ذلك، ستبقى العملة الجديدة بالنسبة لكثيرين خطوة أولى، يُحكم عليها من خلال الواقع لا من خلال التصميم.
ففي النهاية، القيمة الحقيقية لأي عملة لا تُقاس بما تُطبع عليه، بل بما تتيحه لحاملها من عيش كريم واستقرار اقتصادي.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
الإفراج عن قيادي سابق في درعا بعد ساعات من اعتقاله
وجهاء القرداحة يرفضون دعوات الاعتصام و الانجرار وراء دعوات الفتنة
إدانة ألمانية لهجمات الساحل السوري: السفارة الألمانية بدمشق تدين هجمات “الفلول”
الخارجية السورية ترفض اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال



