مقالات و آراء

عزمي بشارة:الحوار الوطني في سوريا يجب أن ينتج مبادئ دستورية ملزمة

عزمي بشارة:الحوار الوطني في سوريا

أكد المفكر العربي ومدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عزمي بشارة، أن الحوار الوطني في سوريا لن يكون له قيمة حقيقية إذا كان مجرد شكلية أو محاولة لإرضاء الأطراف دون الوصول إلى نتائج ملموسة. وقال بشارة إن الحوار يجب أن يسفر عن مبادئ دستورية ملزمة تُبنى عليها بنية الدستور السوري الجديد.

في حوار مع صحيفة “العربي الجديد”، ناقش بشارة ملفات عدة مثل التهديدات الإسرائيلية، ومستقبل العلاقة بين روسيا والنظام السوري في ظل الظروف الجديدة، بالإضافة إلى الدعم العربي في رفع العقوبات عن سوريا، والعلاقة مع المجتمع الدولي، وتطرق إلى موضوعات مثل العدالة الانتقالية، ومكانة الجيش في المستقبل السوري.

عزمي بشارة:الحوار الوطني في سوريا حوار وطني شامل

بشارة أشار إلى ضرورة أن يكون الحوار الوطني في سوريا شاملًا لجميع مكونات الشعب السوري من مختلف التيارات السياسية والاجتماعية، مع ضرورة إبعاد النظام السابق وأتباعه. واعتبر أن السؤال الأهم يتعلق بكيفية تحديد إلزامية نتائج هذا الحوار في صياغة دستور جديد، الذي يجب أن يتفق عليه الجميع بما يضمن الحقوق والحريات ويشجع على العيش المشترك. وأكد على أن الحوار يجب أن يتجاوز الشكليات ويؤدي إلى مبادئ دستورية ملزمة.

العلاقة مع روسيا

فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، أشار بشارة إلى أن موسكو لن تتخلى عن بشار الأسد بسهولة، نظرًا للدعم الذي قدمته له في فترة طويلة، بما في ذلك التدخل العسكري في 2015. ورغم ذلك، استبعد بشارة أن يكون هناك تحول جذري في هذه العلاقة، مشيرًا إلى أن الإدارة الجديدة في سوريا تتمتع بالبراغماتية اللازمة لتطوير علاقات عملية مع روسيا في مجالات متعددة.

التهديدات الإسرائيلية

بشارة تحدث عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه سوريا، التي تركز على إضعافها وتقسيمها إلى مناطق عدة. ورأى أن غياب المؤسسات في سوريا حاليًا يتيح لإسرائيل فرصة للتوسع والبحث عن نفوذ داخل الأراضي السورية. كما شدد على ضرورة أن تدرك الإدارة الجديدة أهمية الحفاظ على وحدة الشعب السوري، خصوصًا في ظل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية.

الدعم العربي

أوضح بشارة أهمية الدعم العربي لسوريا في المرحلة الحالية، مشيرًا إلى ضرورة التركيز على الدعم الدبلوماسي لرفع العقوبات، بالإضافة إلى دعم اقتصادي مباشر في قطاعات مثل الزراعة والصناعة. وأكد أن سوريا بحاجة أيضًا إلى تشجيع الاستثمارات في السياحة والبنية التحتية لتحفيز الاقتصاد السوري.

معالجة الانتهاكات

فيما يتعلق بالانتهاكات التي ارتكبها بعض الأفراد بحق السوريين، أشار بشارة إلى أهمية دور المنظمات الحقوقية في لفت النظر إلى هذه الممارسات. واعتبر أن هذه الانتهاكات قد تكون خارجة عن سيطرة الإدارة الجديدة، لكنها تحتاج إلى رد فعل سريع وتنظيم دقيق لمحاسبة المخالفين.

العدالة الانتقالية

بشأن العدالة الانتقالية، أشار بشارة إلى أن هذه العملية لم تُنفذ بعد في سوريا، ولكنها يجب أن تكون من أولويات المرحلة المقبلة. واعتبر أن التشريع في هذا المجال ضروري لضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم، بالإضافة إلى تعزيز المصالحة الوطنية.

الجيش السوري

أما عن موضوع الجيش السوري، فقد اعتبر بشارة أن الحل العسكري الذي أدى إلى حل الجيش كان خطوة صعبة، ولكنه في نفس الوقت يتيح الفرصة لبناء جيش وطني موحد بعيدًا عن الولاءات الطائفية والفصائلية.

الانفتاح الدولي

أشار بشارة إلى أن الانفتاح الدولي على الإدارة الجديدة في سوريا، بما في ذلك دعوة الرئيس أحمد الشرع إلى باريس، يهدف إلى دعم سوريا في مرحلة الانتقال الحالية ويعكس رغبة العديد من الدول في ضمان استقرار المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى