أخبار دولية

تزايد العنف بين الشباب السوريين في ألمانيا يثير قلق السلطات

تزايد العنف بين الشباب السوريين في ألمانيا يثير قلق السلطات

العنف بين الشباب السوريين في ألمانيا:كشفت بيانات جديدة صادرة عن شرطة ولاية شمال الراين – وستفاليا الألمانية عن ارتفاع ملحوظ في عدد المشتبه بهم من أصول سورية خلال السنوات العشر الماضية، خاصةً بين فئة الشباب الذكور، مع تسجيل تزايد في جرائم العنف واستخدام السكاكين، ما أثار قلق السلطات المحلية ودفعها لإطلاق مشروع بحثي موسع لدراسة الظاهرة·

مشروع “فرات” وتحليل أنماط الجريمة

بحسب مشروع التحليل المعروف باسم “فرات”، الذي أطلقه مكتب الشرطة الجنائية في الولاية. فإن عدد المشتبه بهم السوريين تضاعف خمس مرات خلال عقد واحد. ورغم ذلك، لم تُرصد مؤشرات واضحة على تشكّل جماعات إجرامية منظمة أو ما يعرف بـ”جرائم العشائر”.
وقال وزير داخلية الولاية هربرت رويل (من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي) إن السوريين “لا يمثلون بعد جهة فاعلة في الجريمة المنظمة”، لكنهم أصبحوا طرفاً رئيسياً في جرائم العنف الفردية.

ارتفاع جرائم العنف واستخدام السكاكين

أظهر التقرير أن نحو 38% من الجرائم التي ارتكبها سوريون في الولاية تتعلق بالعنف الجسدي. مثل الضرب والسرقة والتهديد، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدلات العامة التي لا تتجاوز 25% لدى الجنسيات الأخرى.
كما أشار إلى أن السوريين يميلون أكثر لاستخدام السكاكين في المشاجرات. وأنهم في الوقت نفسه من أكثر الفئات عرضة لجرائم الطعن· وعلّق الوزير رويل قائلاً:

“من المعتاد أن يحمل الشباب السكين معهم عند الخروج مساءً، وكأنها جزء من مظهرهم اليومي”.

عنف مبكر بين الأطفال والمراهقين

ولفت التحليل إلى أن مظاهر العنف لا تقتصر على الشباب فقط، بل تمتد إلى الأطفال والمراهقين من أصول سورية. وقال كريس بريكلينغهاوس، رئيس مشروع “فرات”. إن بعض الخبراء يرون أن العنف أصبح جزءاً من الهوية الثقافية لدى فئة من الشباب السوريين. نتيجة تجارب الحرب التي عاشوها في سوريا، ما جعل حمل السلاح أو السكين يبدو “أمراً طبيعياً” بالنسبة لهم.

تضاعف عدد المشتبه بهم خلال عقد

في عام 2015، سجلت الشرطة نحو 3400 مشتبه سوري في الولاية، بينما ارتفع العدد في عام 2024 إلى 17 ألفاً. في حين زاد عدد السوريين المقيمين من 84 ألفاً إلى 288 ألفاً خلال الفترة ذاتها.
ورغم أن الزيادة السكانية تُفسّر جزئياً هذا الارتفاع، إلا أن النمو الكبير في عدد المشتبه بهم يبقى مقلقاً، وفقاً للسلطات.

خلفية الدراسة وأحداث العنف

أطلقت الدراسة عقب سلسلة من الاشتباكات بين سوريين ولبنانيين في مدينتي إيسن وكاستروب-راوكسل صيف عام 2023. والتي شهدت شغباً واسعاً وتدخلات من ما يعرف بـ”القضاة العرفيين” لحل النزاع. مما دفع السلطات إلى دراسة ما إذا كانت هياكل عشائرية أو شبكات إجرامية بدأت بالتشكّل داخل الجالية السورية.

مخاوف من تشكّل مجتمعات موازية

أكد وزير الداخلية رويل أن السلطات “لا تريد أن تتكرر تجربة المجتمعات الموازية كما حدث مع بعض العشائر التركية-العربية”، مضيفاً:

“معظم السوريين الذين وصلوا منذ عام 2015 أناس شرفاء، لكن ليس الجميع كذلك”·

وأشار التقرير إلى أن الهياكل العشائرية السورية موجودة بالفعل في بعض مناطق الولاية، حتى وإن لم تكن ذات طبيعة إجرامية بعد، ما يرفع احتمالية تحوّلها مستقبلاً إلى شبكات منظمة·

العنف بين الشباب السوريين في ألمانيا

وفقاً للتحليل، فإن المجموعات التي يهيمن عليها سوريون تمثل حوالي 2% فقط من الجريمة المنظمة في الولاية· ومع ذلك، يظهر سوريون بشكل متكرر في قضايا تهريب البشر، وهي إحدى الجرائم التي تسجّل فيها النسبة الأعلى من المشتبه بهم السوريين مقارنة بجنسيات أخرى·
ويظل مصطلح “جرائم العشائر” مثيراً للجدل في ألمانيا، إذ يرى منتقدوه أنه يسهم في وصم مجتمعات بأكملها ويعزز الصور النمطية ضد المهاجرين·

توصيات وتشديد على الترحيل

يوصي التقرير بتطبيق إجراءات قانونية صارمة، إلى جانب تعزيز التعليم والتربية الثقافية والعمل الاجتماعي في المدارس، معتبرًا أن الوقاية تبدأ من الطفولة·
وفي خضم الجدل الدائر حول سياسات الترحيل إلى سوريا، قال الوزير رويل إن “المجرمين يجب أن يرحّلوا، حتى إلى سوريا”، مؤيداً موقف حزبه الاتحاد الديمقراطي المسيحي الداعي لتشديد سياسات الترحيل· لكنه أضاف:

“الترحيل وحده لا يكفي، فالمسألة تتعلق أيضاً بالاندماج والتعليم والثقافة”·

خلاصة

تزايد العنف بين الشباب السوريين في ألمانيا:تكشف دراسة “فرات” عن مزيج معقد من العوامل الاجتماعية والنفسية والثقافية وراء تزايد العنف بين الشباب السوريين في ألمانيا· وبينما تحذّر السلطات من إمكانية تشكّل هياكل إجرامية جديدة، تؤكد في الوقت ذاته أن الغالبية العظمى من السوريين ملتزمون بالقانون ويسعون للاندماج، وهو ما يجعل معالجة الظاهرة مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع لضمان أمن الولاية واستقرارها·

إقراء المزيد:

الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟

الدفاع المدني ينهي إزالة الأنقاض في 16 حيًا بحلب الشرقية

وزارة الدفاع التركية تنفي الشائعات: حول إشراك السوريين في الجيش

الاحتلال الناعم في القنيطرة: إسرائيل في محاولة لعزل الجنوب السوري

الوجود العسكري الأميركي في دمشق:قاعدة جوية بدمشق ضمن ترتيبات أمنية

اتفاقية توءمة بين تدمر وبيستوم لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى