
في أول جمعة من رمضان: الاحتلال الإسرائيلي ينشر 3 آلاف شرطي في القدس
الاحتلال الإسرائيلي في القدس أول جمعة رمضان 2025
مع بداية شهر رمضان المبارك، يواجه الفلسطينيون في مدينة القدس الشرقية تحديات جديدة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستنشر 3 آلاف شرطي في القدس استعدادًا لأول صلاة جمعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى.
تعزيز الإجراءات الأمنية
تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض إجراءات مشددة على الفلسطينيين مع بداية شهر رمضان، حيث أوضحت الشرطة أنها ستعمل بقوات معززة على المعابر المحيطة بالقدس وأزقة البلدة القديمة. هذه الإجراءات تأتي في وقت حساس، إذ يتوقع أن يصل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء أول صلاة جمعة في الشهر الفضيل.
منذ أواخر فبراير الماضي، وضعت قوات الاحتلال في حالة تأهب قصوى استعدادًا للشهر الكريم، بما في ذلك نشر المزيد من القوات على الحواجز المؤدية إلى القدس. تعتبر هذه الإجراءات جزءًا من سياسة إسرائيل السنوية التي تهدف إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين، خاصةً خلال شهر رمضان، حيث يصعب على العديد من الفلسطينيين الوصول إلى المسجد الأقصى نتيجة القيود المفروضة عليهم.
الاقتحامات المستمرة للمستوطنين
في وقت تتسارع فيه هذه الإجراءات الأمنية، يواصل المستوطنون، بدعم من قوات الاحتلال، اقتحام المسجد الأقصى لليوم السادس على التوالي منذ بداية شهر رمضان. هذا التصعيد في الاقتحامات يتزامن مع تزايد التوترات في المنطقة، حيث يسعى الاحتلال إلى فرض واقع جديد في الأقصى يهدف إلى تغيير الوضع القائم.
هذه الانتهاكات المستمرة تتسبب في احتجاجات واسعة من قبل الفلسطينيين والمصلين الذين يعتبرون هذه الأفعال استفزازية، تؤكد استمرار سياسة الاحتلال في تهويد المدينة المقدسة وتهديد الوجود الفلسطيني في الأقصى.
التأثير على المصلين
منذ بداية شهر رمضان في العام الماضي، اقتصرت أعداد المصلين في المسجد الأقصى في غالبيتها على سكان القدس الشرقية والمواطنين العرب من الداخل الفلسطيني، بسبب القيود المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال على الفلسطينيين من خارج المدينة. هذا الوضع يعكس حالة الاستقطاب والفصل الذي يسعى الاحتلال إلى فرضه بين الفلسطينيين في القدس والمناطق الأخرى، معتبراً ذلك جزءًا من سياسة الفصل العنصري التي يتبعها.
بينما يلتزم الفلسطينيون في القدس بالحفاظ على حقوقهم في أداء شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى، يواصل الاحتلال محاولات التضييق عليهم من خلال فرض الحواجز وإجراءات التفتيش المذلة، مما يزيد من معاناتهم ويزيد من التوترات في المدينة.
محاولة للضغط على المصلين
تسعى سلطات الاحتلال إلى تكثيف الضغط على الفلسطينيين خلال شهر رمضان عبر فرض قيود إضافية على التنقل والعبادة. فبالإضافة إلى نشر القوات الأمنية، يقوم الاحتلال أيضًا بفرض قيود على دخول الفلسطينيين من خارج القدس الشرقية، وهو ما يساهم في الحد من أعداد المصلين القادمين من الضفة الغربية والمدن الأخرى في فلسطين.
هذه الإجراءات تؤكد استمرار السياسة الإسرائيلية الرامية إلى فرض السيطرة على القدس والمسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم الدينية بحرية. في الوقت نفسه، يعكس هذا الوضع حالة التوتر الدائم التي يعيشها الفلسطينيون في القدس، والذين يواجهون تحديات يومية في الحفاظ على هويتهم وأماكنهم المقدسة.
استمرار المقاومة الفلسطينية
رغم هذه الإجراءات القاسية، يواصل الفلسطينيون مقاومتهم الاحتلال بكل السبل المتاحة، بما في ذلك التظاهرات الشعبية، والاعتصامات، والاحتجاجات داخل القدس. كما يستمرون في الصلاة في المسجد الأقصى في ظل هذه التحديات، متوحدين في الدفاع عن مقدساتهم.
في الختام، تبقى القدس تحت حصار مستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول بكل وسيلة فرض سلطته على المدينة، بينما يظل الفلسطينيون في القدس يقاومون هذا الواقع بكل قوتهم، مؤكدين أن القدس والمسجد الأقصى هما جزء لا يتجزأ من هويتهم ودينهم.
إقراء ايضا: