أخبار دولية

السيطرة على غزة ستستغرق أشهراً.. جيش الاحتلال يكشف خططه العسكرية المقبلة

السيطرة على غزة ستستغرق أشهراً.. جيش الاحتلال يكشف خططه العسكرية المقبلة

 

السيطرة على غزة:أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أن السيطرة الكاملة على مدينة غزة ستتطلب عدة أشهر من العمليات العسكرية، في إطار حرب إبادة جماعية يشنها على القطاع منذ ما يقارب العامين· هذا التصريح جاء على لسان المتحدث العسكري إيفي ديفرين خلال مؤتمر صحفي، حيث قال إن المرحلة الجديدة من عملية “عربات جدعون” قد بدأت، مشيراً إلى أن الهدف هو “إعادة المختطفين وهزيمة حركة حماس في غزة”·

عملية “عربات جدعون” وأهدافها

أوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال أن السيطرة على مراكز الثقل في المدينة ستستغرق بضعة أشهر، تعقبها أشهر إضافية لفرض السيطرة على بقية البنية التحتية· وتشارك في العملية فرق عسكرية ضخمة، من بينها الفرقة 98 والفرقة 162، على أن تنضم الفرقة 36 قريباً، بينما تعمل الفرقة 99 في شمال القطاع، والفرقة 143 في جنوبه·

رغم إعلان الجيش بدء “الاجتياح البري”، فإن مصادر محلية أكدت عدم حدوث أي توغل واسع حتى الآن، معتبرة أن إسرائيل تحاول عبر هذه التصريحات ممارسة حرب نفسية ضد السكان والفصائل الفلسطينية·

الواقع الميداني في السيطرة على غزة

تواصل القوات الإسرائيلية قصف الأبراج السكنية والمرافق الحيوية في مدينة غزة بشكل مكثف· ووفق تقارير فلسطينية، فإن الاستهداف الممنهج للأحياء المأهولة يهدف إلى دفع السكان للنزوح نحو الجنوب، في ظل سياسة “الأرض المحروقة” التي تتبعها إسرائيل·

وبحسب الإحصائيات الفلسطينية، أسفرت الحرب المستمرة عن 64,964 قتيلاً و165,312 جريحاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب وفاة 428 فلسطينياً بسبب المجاعة، بينهم 146 طفلاً· هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها القطاع·

ملف الأسرى والمختطفين

تقدر إسرائيل وجود 48 أسيراً لها في غزة، بينهم 20 أحياء· في المقابل، يقبع أكثر من 11,100 فلسطيني في السجون الإسرائيلية، بينهم نساء وأطفال، يعانون من ظروف اعتقال قاسية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي·

وتؤكد حركة “حماس” أن ملف الأسرى لا يمكن حله إلا ضمن اتفاق شامل يضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال، بينما ترفض حكومة بنيامين نتنياهو حتى الآن أي مقترحات لتبادل الأسرى أو إنهاء الحرب·

الأهداف المعلنة والأجندة الخفية: السيطرة على غزة

رغم تبرير إسرائيل لعملياتها العسكرية تحت شعار “القضاء على حماس”، يرى محللون أن الهدف الحقيقي يتجاوز ذلك ليشمل:

إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل بعد خطة أقرها نتنياهو في آب الماضي·

فرض تهجير قسري للسكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وربما خارج فلسطين لاحقاً·

إعادة رسم الخريطة الديموغرافية والسياسية بما يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية للمنطقة·

المواقف الدولية والإقليمية

أثارت العملية ردود فعل دولية واسعة:

الأمم المتحدة وصفت الوضع في غزة بـ”المروع”، محذرة من كارثة إنسانية أكبر في حال التوغل البري·

الاتحاد الأوروبي دعا إسرائيل إلى ضبط النفس، محذراً من تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي·

الولايات المتحدة، ورغم التحفظ العلني، قدمت دعماً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل، بينما أبدى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دعماً علنياً للهجوم·

الدول العربية عبّرت عن إدانتها للعدوان، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار، غير أن غياب آلية دولية ضاغطة جعل الموقف العربي أقرب إلى الموقف الرمزي·

كارثة إنسانية متفاقمة

إلى جانب القصف المباشر، يواجه سكان غزة حصاراً خانقاً يمنع دخول الغذاء والدواء والوقود· المستشفيات خرجت عن الخدمة في معظمها، والمدارس تحولت إلى ملاجئ مكتظة بالنازحين· كما تفاقمت أزمة المياه والكهرباء، في مشهد يصفه خبراء بأنه “أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”·

سيناريوهات المستقبل

تشير تقديرات المراقبين إلى عدة احتمالات:

استمرار الحرب لعدة أشهر مع محاولات إسرائيل فرض سيطرتها تدريجياً على أحياء غزة·

توسيع العمليات العسكرية نحو خان يونس وجنوب القطاع، ما يعني نزوحاً أكبر ومزيداً من الضحايا·

ضغوط دولية لوقف الحرب قد تزداد مع تصاعد الكارثة الإنسانية، ما يفتح المجال لاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار·

فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، إذ أثبتت المعارك السابقة أن المقاومة الفلسطينية قادرة على امتصاص الضربات وإطالة أمد الصراع·

خلاصة

السيطرة على غزة:تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن السيطرة على مدينة غزة ستستغرق “أشهر” تعكس حجم المأزق الذي تواجهه إسرائيل ميدانياً، في ظل مقاومة فلسطينية مستمرة ووضع إنساني متدهور يضعها تحت ضغط دولي متزايد· وبينما تحاول تل أبيب فرض معادلة عسكرية جديدة، يبدو أن غزة تقف اليوم على مفترق طرق، بين استمرار الإبادة أو ولادة معادلة سياسية مختلفة قد تغير مستقبل الصراع بأكمله·

 

إقراء المزيد:

syria-future

هدم منازل أثرية في القنيطرة:إعلام عبري يكشف هدم الاحتلال

إتلاف مخلفات الحرب في سهل الغاب غربي حماة

إدارة أمن السويداء: سليمان عبد الباقي يتسلّم الملف بتفويض من الداخلية

اتفاق سوريا والأردن وأميركا: يرسم خريطة طريق لمعالجة ملف السويداء

كتائب الضفادع البشرية في سوريا تنفذ تدريبات ميدانية تحت الماء لتعزيز الجاهزية القتالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى