اليوم السابع من الحرب: إسرائيل تهدد باغتيال خامنئي وأوروبا تتحرك للتهدئة
اليوم السابع من الحرب: في اليوم السابع من المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل، بلغ التصعيد العسكري ذروته مع توالي الضربات الجوية والصاروخية بين الطرفين، وتهديدات صريحة باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وسط تحركات دبلوماسية أوروبية محمومة لمحاولة احتواء الأزمة المتفجرة.
تل أبيب تحت القصف.. وتهديد باغتيال خامنئي
مع ساعات فجر الخميس، سُجل تطور خطير حين أعلنت إسرائيل على لسان وزير دفاعها يسرائيل كاتس أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية هو “تدمير البرنامجين النووي والصاروخي الإيراني”، مضيفًا أن القيادة الإيرانية وعلى رأسها المرشد خامنئي ستتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي، ملمحًا إلى استهداف مباشر له.
ترافق هذا التهديد مع موجة قصف إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية ومرافق نووية في طهران ومحيطها، فيما واصلت إيران إطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة، بعضها أصاب مناطق سكنية إسرائيلية بشكل مباشر.
بات يام تدفع الثمن.. خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات
أفادت “القناة 12” العبرية أن مدينة بات يام جنوبي تل أبيب كانت من أكثر المناطق تضرراً بعد سقوط صاروخ من طراز “خرمشهر” ذي رأس متفجر ضخم، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة أكثر من 800، إضافة إلى تدمير عشرات المباني. وتشير التقديرات إلى أن 1500 شخص على الأقل أصبحوا بلا مأوى، فيما تم تخصيص 600 غرفة فندقية لإيوائهم بشكل مؤقت.
بلدية تل أبيب أعلنت عن هدم 20 مبنى بشكل عاجل، بينما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن 7 مفقودين. كما تضرر مستشفى “سوروكا” في بئر السبع جراء انفجار قريب، تسبب بإصابات طفيفة وأضرار محدودة لم تؤثر على استمرارية العمل الطبي.
مشاركة دفاعية أميركية.. لكن لا قرار بالحرب
رغم عدم اتخاذ واشنطن قراراً رسمياً بالمشاركة في الهجمات، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية أسهمت في التصدي لصواريخ إيرانية خلال الأيام الماضية. ويأتي ذلك وسط اجتماعات مكثفة تُعقد داخل البيت الأبيض لبحث خيار توجيه ضربة عسكرية مباشرة ضد طهران.
وبحسب وكالة “بلومبرغ”، فإن وكالات فدرالية أميركية بدأت فعلياً استعدادات لعملية قد تُنفذ نهاية الأسبوع، وتُركز على منشأة “فوردو” النووية الإيرانية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات. في المقابل، نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول إيراني أن طهران لا تمانع لقاء ترامب لمناقشة وقف إطلاق النار، ما يشير إلى نافذة تفاوض غير مغلقة بالكامل.
تحركات أوروبية عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
وسط مخاوف من تحول المواجهة إلى حرب إقليمية واسعة، أعلنت مصادر دبلوماسية أوروبية أن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي سيلتقون نظيرهم الإيراني في جنيف يوم الجمعة، لمحاولة استئناف المحادثات النووية وبحث سبل التهدئة.
هذا التحرك جاء بعد أن عبّر دبلوماسيون أوروبيون عن قلقهم من التصعيد، خاصة بعد أن هددت إيران بأن قواعد أميركية في الشرق الأوسط باتت ضمن دائرة الاستهداف إذا استمر العدوان الإسرائيلي.
إيران تتهم الوكالة الدولية وتعلن اعتقال خلية تجسس
من جانبها، صعدت طهران خطابها السياسي تجاه الغرب، حيث اتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمساهمة في “العدوان الظالم” الإسرائيلي، واعتبرت أن تقارير الوكالة تُستخدم غطاءً للهجمات.
وفي تطور داخلي لافت، أعلنت وكالة “فارس” الإيرانية اعتقال 18 شخصاً في مشهد بتهمة العمل لصالح الموساد وتطوير طائرات مسيّرة تجسسية وهجومية، في تصعيد أمني يتزامن مع المواجهة الميدانية.
ضربات متبادلة وتحذيرات من “المرحلة الأخطر”
الجيش الإسرائيلي أعلن بدء موجة جديدة من الهجمات على مدينتي طهران وكرج، بالتزامن مع إطلاق إيران دفعة جديدة من صواريخ “الوعد الصادق 3” البعيدة المدى. وأشارت وسائل إعلام إلى أن إسرائيل أنذرت سكان مناطق في محيط منشآت نووية إيرانية مثل أراك–خنداب بالإخلاء، في مؤشر على اقتراب ضربات جوية مرتقبة.
انقسام أميركي داخلي.. وخوف عالمي من اتساع النزاع
في واشنطن، برز انقسام واضح داخل الكونغرس حول التدخل العسكري. فقد طالب خمسة أعضاء ديمقراطيين بعدم الانخراط في عمل عسكري دون تفويض واضح، فيما دعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى ضرب منشأة “فوردو” فوراً.
وأظهر استطلاع رأي أجرته فوكس نيوز أن 59% من الأميركيين يعتقدون أن الضربات الإسرائيلية تزيد من خطر نشوب حرب عالمية، بينما عارض 46% استمرار إسرائيل في استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
أما في بريطانيا، فقد حذر المدعي العام الحكومة من أن المشاركة في أي عمل عسكري يتجاوز الدفاع عن النفس قد يعد انتهاكاً للقانون الدولي.
خلاصة: المنطقة على حافة الانفجار.. هل تنجح الدبلوماسية قبل الانهيار؟
بين تهديدات إسرائيلية غير مسبوقة، وردود إيرانية عنيفة، وتردد أميركي مشوب بالتحضير، يقترب الشرق الأوسط من نقطة اللاعودة. ومع اتساع رقعة الأهداف وارتفاع الكلفة الإنسانية، يبقى الرهان الوحيد على الجهود الأوروبية الهشة التي تسعى لإحياء مسار تفاوضي بات تحت الأنقاض.
إقراء المزيد
برنامج إيران النووي وتأثيره الإقليمي: مقارنة لمسارات خمس دول نحو القنبلة
تصعيد التوتر بين إسرائيل وإيران.. الولايات المتحدة تعزز قواتها الجوية في الشرق الأوسط
درعا والقنيطرة تحت النار: كيف أصبحت بوابة للصواريخ والمسيّرات الإيرانية؟
اعتقال رئيس أمن الدولة في دير الزور بتهم جرائم حرب وسرقة نفط
هل تتحول إيران إلى تشيرنوبيل جديدة؟ خبراء يحذرون الشرق الأوسط على حافة إشعاع نووي
