
تكتيك إسرائيلي مباغت: كيف أدخل الموساد الطائرات المسيّرة إلى عمق إيران؟
كيف أدخل الموساد الطائرات المسيّرة إلى عمق إيران؟في تطور نوعي لأساليب الحرب الحديثة، كشفت مصادر إسرائيلية عن تنفيذ عملية استخباراتية بالغة التعقيد داخل الأراضي الإيرانية، تم خلالها إدخال طائرات مسيّرة واستخدامها في تنفيذ ضربات دقيقة ضد مواقع عسكرية. العملية التي جرت يوم الجمعة، وصفتها الصحافة الغربية بأنها تمثل نقلة جديدة في فنون القتال والتجسس، وتعيد إلى الأذهان عملية “البيجر” التي نفذها الموساد ضد حزب الله في لبنان سابقاً.
من قلب العدو.. هجوم مزدوج التأثير
استخدام الطائرات المسيّرة لم يعد جديداً في الحروب، لكنها عندما تُطلق من داخل أراضي العدو، فإن الأثر العسكري والنفسي يتضاعف. فكما فعل الأوكرانيون مؤخراً باستهداف مطارات روسية انطلاقاً من الداخل، فعلت إسرائيل الشيء ذاته مع إيران.
المشهد تكرّر بشكل مفاجئ، إذ أظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي قيام عملاء من جهاز “الموساد” بإطلاق مسيّرات من عمق الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى استهداف مواقع حساسة، وتسجيل أضرار كبيرة.
سنوات من التحضير والعمل السري
المسؤولون الإسرائيليون أوضحوا أن العملية لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت تتويجاً لسنوات من العمل السري، شمل إرسال فرق كوماندوز إلى طهران، وجمع معلومات دقيقة عن مواقع الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي.
ووفق مصادر أمنية تحدثت لـ”وول ستريت جورنال”، فقد تم تهريب مكونات المسيّرات على مدى أشهر داخل شاحنات وحاويات تجارية، لتُجمع لاحقاً داخل إيران على شكل طائرات رباعية وأخرى صغيرة مفخخة قادرة على حمل ذخائر موجهة.
فرق خاصة ضربت الدفاعات الجوية
الهجوم لم يكن عشوائياً، بل نفذته فرق صغيرة ومجهّزة انتشرت قرب مواقع دفاع جوي ومنصات إطلاق صواريخ. فمع بدء العملية، قامت هذه الفرق بتدمير الرادارات الإيرانية، وضربت منصات الإطلاق أثناء خروجها من مخابئها، ما شل قدرة الدفاع الإيراني على التصدي للهجوم.
استخدام شركاء دون علمهم
اللافت في تفاصيل العملية أن إدخال المسيّرات تم عبر “قنوات تجارية شرعية”، حيث استُخدم شركاء أعمال إيرانيون دون علمهم، في مشهد يُذكّر بتكتيكات سابقة استخدمها الموساد في لبنان.
كما تم تدريب عناصر إيرانية على استخدام هذه المسيّرات في دول أخرى، ثم أُعيد نشرهم داخل إيران لتنفيذ المهمة الدقيقة.
مسيّرات صغيرة.. بقدرات قاتلة
الخبراء أشاروا إلى أن المسيّرات المستخدمة كانت من نوع “كوادكوبتر” صغيرة نسبياً، لكن بعضها قادر على حمل قنابل صغيرة أو أدوات تفجير دقيقة. وبهذا الحجم الصغير، يصبح من الصعب اكتشافها أو اعتراضها داخل المدن أو المناطق الجبلية.
تحذيرات من تطور الحرب المسيّرة
وسائل إعلام إيرانية حذّرت من أن إسرائيل بدأت باستخدام شاحنات مدنية لإطلاق المسيّرات، ما يعني أن حروب المستقبل قد تشهد استخدام وسائل مدنية بشكل مموّه لتنفيذ هجمات عسكرية.
المحلل فرزان ثابت من معهد الدراسات العليا في جنيف، اعتبر أن هذا التطور طبيعي في ضوء التقدم التكنولوجي، لكنه يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراعات الخفية، خصوصاً عندما يتم تهريب المسيّرات على شكل أجزاء مفككة يصعب تتبعها.
سباق تسلح دفاعي مضاد
إيران، بدورها، تعمل حالياً على تطوير منظومة دفاع جوي متطورة متعددة الطبقات، قادرة على رصد التهديدات من كل الاتجاهات بزاوية 360 درجة، حسب تصريحات رسمية. لكن الهجوم الأخير يطرح علامات استفهام حول فعالية هذه المنظومة، خاصة أن المسيّرات أُطلقت من مسافات قصيرة نسبياً داخل البلاد دون أن يتم رصدها مسبقاً.
عنصر المفاجأة.. مفتاح الهجوم الناجح
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علّق على العملية قائلاً إن “عنصر المفاجأة” كان جوهر النجاح. وأضاف أن هذه العملية تُعد امتداداً لتكتيكات سابقة، مثل هجوم “البيجر” في لبنان عام 2024، الذي استخدمت فيه أجهزة تفجير محمولة عن بعد لاستهداف عناصر من حزب الله.
نقلة نوعية في الصراع الإسرائيلي – الإيراني
ما جرى في طهران ليس مجرد هجوم بطائرة مسيّرة، بل يمثل تحوّلاً جذرياً في شكل الصراع بين إسرائيل وإيران، من المواجهات التقليدية إلى استخدام أساليب غير مألوفة، تعتمد على التخفي والاختراق والتكنولوجيا.
ومع استمرار هذه التكتيكات وتطورها، يُتوقع أن تصبح المسيّرات سلاحاً رئيسياً في المعارك القادمة، إلى أن تظهر وسائل ردع جديدة أو استراتيجيات أكثر تطوراً.
إقراء المزيد:
سوريا تعلن فتح مجالها الجوي بالكامل أمام حركة الطيران المدني
مرسوم رئاسي جديد يشكّل اللجنة العليا للإشراف على أول انتخابات برلمانية في عهد الشرع
نائب أردوغان: سوريا المستقرة ستنمو بسرعة بعد إسقاط نظام الأسد
الجنوب السوري تحت النيران.. إسرائيل تعترض مسيّرات إيران والحرائق تلتهم الحقول
سقوط بقايا صاروخين إيرانيين في ريف درعا أثناء توجههما نحو إسرائيل