الدفاع السورية تكشف عن ابتعاث ضباط سوريين إلى تركيا والسعودية لتأهيل كوادر الجيش
الدفاع السورية تكشف عن ابتعاث ضباط سوريين إلى تركيا والسعودية لتأهيل كوادر الجيش
ابتعاث ضباط سوريين إلى تركيا والسعودية:في خطوة غير مسبوقة منذ عقود. أعلنت وزارة الدفاع السورية عن انطلاق بعثة عسكرية جديدة تضم مجموعة من طلاب الضباط السوريين. للدراسة والتدريب في الكليات العسكرية بتركيا والمملكة العربية السعودية. في إطار برنامج تطويري واسع يهدف إلى تأهيل كوادر الجيش السوري ورفع مستوى الكفاءة المهنية والقدرات التقنية لضباطه.
الخطوة التي كشف عنها وزير الدفاع مرهف أبو قصرة عبر منصة (X) أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والعسكرية. كونها تعكس مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون الإقليمي في المجال الدفاعي. خصوصاً بين سوريا ودولتين كانتا على خلاف حاد معها لسنوات طويلة.
خطوة استراتيجية لإعادة بناء الجيش
جاء في تغريدة الوزير أبو قصرة:
هذه التصريحات تشير بوضوح إلى أن الجيش السوري يسير نحو نهج جديد من التطوير والتحديث، يهدف إلى الاستفادة من الخبرات المتقدمة في الدول الإقليمية ذات القدرات العسكرية المتطورة. فتركيا والسعودية تمتلكان أنظمة تدريب عسكرية متكاملة. تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والتعليم الأكاديمي المتقدم. ما يجعل التجربة فرصة فريدة للضباط السوريين لاكتساب مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات الحروب الحديثة.
تعاون عسكري يعكس تحسّن العلاقات الإقليمية
يأتي هذا التعاون العسكري في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية ودبلوماسية مهمة. حيث عادت العلاقات بين سوريا وكلٍّ من تركيا والسعودية إلى مسار التقارب والتنسيق، بعد سنوات من القطيعة.
ويعتبر ابتعاث الضباط إلى الكليات العسكرية في أنقرة والرياض. دليلاً عملياً على الثقة المتبادلة وإرادة الأطراف الثلاثة في بناء تعاون طويل الأمد يقوم على المصالح المشتركة·
ويرى محللون أن هذه الخطوة تتجاوز بعدها التعليمي. فهي تحمل رسائل سياسية إيجابية عن استعداد دمشق لتطوير علاقاتها مع دول المنطقة على أساس من الشراكة والاحترام المتبادل.
شكر رسمي من وزارة الدفاع السورية
وفي تغريدة ثانية، وجه وزير الدفاع مرهف أبو قصرة الشكر إلى تركيا والسعودية، قائلاً:
“تعرب وزارة الدفاع عن تقديرها لما تبديه المؤسسات العسكرية في كلا البلدين من حرصٍ على تبادل الخبرات وتطوير القدرات. بما يسهم في توطيد علاقات التعاون وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتطوير قدرات الجيش العربي السوري”.
ويعكس هذا الموقف حرص الوزارة على تعزيز الدبلوماسية العسكرية كأداة لإعادة بناء الثقة وتوسيع مجالات التعاون بين الجيوش العربية والإقليمية.
إصلاح هيكلي وتطوير مناهج التدريب
تشير مصادر عسكرية إلى أن البعثة الجديدة تأتي ضمن خطة شاملة لإصلاح المؤسسة العسكرية السورية، تشمل تحديث برامج التدريب والتعليم وإدخال العلوم العسكرية الحديثة في مناهج الكليات الحربية داخل البلاد·
كما تهدف الوزارة إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في التعليم العسكري، عبر التدريب على أنظمة المحاكاة القتالية، تحليل البيانات الميدانية، والتعامل مع الأسلحة الذكية·
الابتعاث إلى تركيا والسعودية سيمنح الضباط السوريين فرصة للاحتكاك بالمدارس العسكرية الحديثة، والتعرف على نماذج القيادة وإدارة المعارك وفق المفاهيم الاستراتيجية الجديدة، وهو ما يعتبره المراقبون استثماراً بعيد المدى في رأس المال البشري العسكري السوري.
رسالة إلى الداخل والخارج
القرار السوري يبعث برسالة واضحة للداخل، مفادها أن الجيش السوري يدخل مرحلة تحديث شاملة تتماشى مع متطلبات المرحلة الجديدة بعد سنوات الحرب، وتعتمد على العلم والانضباط والتدريب الاحترافي·
أما على الصعيد الخارجي، فيشير إلى أن دمشق باتت أكثر انفتاحاً على التعاون الدولي، وأنها مستعدة للاستفادة من الخبرات الإقليمية بعيداً عن التجاذبات السياسية·
ويقول مراقبون إن هذا القرار قد يشكل نقطة تحول في طبيعة العلاقات الدفاعية بين سوريا والدول العربية، ويفتح الباب أمام برامج تدريب مشتركة وتبادل للخبرات على المدى الطويل·
ابتعاث ضباط سوريين إلى تركيا والسعودية
من المتوقع أن تشمل البعثة عشرات من الضباط المتفوقين في الكليات العسكرية السورية، والذين سيخضعون لدورات متقدمة في:
القيادة الميدانية الحديثة
الاستراتيجية الدفاعية والهجومية
إدارة أنظمة الطيران والمراقبة الجوية
التكتيكات الإلكترونية والدفاع السيبراني
وتشير معلومات أولية إلى أن مدة الدراسة والتدريب ستتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، مع إمكانية التوسع لاحقاً في برامج التبادل الأكاديمي بين الجيوش الثلاثة·
دلالات سياسية وعسكرية عميقة
تحمل هذه الخطوة أبعاداً تتجاوز التعليم العسكري، فهي تمثل انفتاحاً استراتيجياً جديداً لسوريا على محيطها العربي والإقليمي·
ويرى خبراء أن التعاون مع تركيا والسعودية يعكس توجهاً عملياً نحو استقرار المنطقة، ويعزز فرص التكامل الأمني في مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب، أمن الحدود، ومكافحة تهريب السلاح والمخدرات·
كما يُعدّ هذا التعاون مؤشراً على رغبة دمشق في تحييد الجيش عن الصراعات السياسية الداخلية والخارجية، والتركيز على تطويره كمؤسسة وطنية محترفة قائمة على الكفاءة والانضباط·
نحو جيش علمي حديث
من الواضح أن وزارة الدفاع السورية تسعى من خلال هذه الخطوات إلى إعادة تعريف مفهوم الجندية في البلاد، بحيث يصبح الجيش مؤسسة وطنية علمية تستثمر في التعليم والبحث والتكنولوجيا·
وبحسب مصادر داخل الوزارة، فإن هناك خططاً لإنشاء مراكز بحث عسكرية مشتركة مع دول صديقة، وتأسيس برامج تأهيل لضباط الصف والمهندسين العسكريين، ضمن رؤية تمتد حتى عام 2030·
خاتمة:ابتعاث ضباط سوريين إلى تركيا والسعودية
إن إعلان وزارة الدفاع السورية عن ابتعاث ضباط إلى تركيا والسعودية يمثل نقطة تحول في مسار المؤسسة العسكرية السورية. ودليلاً على أن مرحلة جديدة قد بدأت قوامها التعاون والانفتاح والتأهيل العلمي.
هذه الخطوة، وإن كانت تبدو محدودة من حيث العدد. إلا أنها تحمل دلالات كبرى على الصعيدين العسكري والسياسي. وتشير إلى أن سوريا تسعى بجدية لبناء جيش حديث قادر على حماية الوطن والمشاركة في حفظ استقرار المنطقة·
ومع انطلاق هذه البعثة، تبدو دمشق وكأنها تكتب فصلاً جديداً من تاريخ جيشها — فصلاً عنوانه “العلم قبل السلاح، والتعاون قبل المواجهة”·
إقراء المزيد:
خروقات في الشيخ مقصود: “أسايش” تتهم الحكومة السورية بالتصعيد ودمشق تنفي الاتهامات
بعد زيارة الشرع إلى موسكو.. مبعوث بوتين إلى سوريا يلتقي وزير الخارجية الإيراني
الدبلوماسية السورية الجديدة: وزير الخارجية أسعد الشيباني يعلن نيته زيارة الصين
المرسوم 66 في دمشق: المحافظ يربط مصيره بقرار رئاسي
تطوير التخطيط الحضري في دمشق:دمشق توقع مذكرات تعاون مع UNDP وجامعة فينيسيا