أخبار سياسية

قلق إسرائيلي من ضغوط ترمب للانسحاب من جبل الشيخ جنوب سوريا

قلق إسرائيلي من ضغوط ترمب للانسحاب من جبل الشيخ جنوب سوريا

 

الانسحاب من جبل الشيخ:في تطور سياسي وعسكري لافت، تصاعدت المخاوف داخل إسرائيل. من احتمال أن يفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. تقديم تنازلات تتعلق بالوجود العسكري الإسرائيلي في جبل الشيخ داخل الأراضي السورية. هذا القلق يأتي تزامناً مع الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض. وهي الزيارة التي أعادت خلط الأوراق في الجنوب السوري وأعطت زخماً جديداً للمطالب السورية باستعادة الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد عام 2024.

تقدم إسرائيلي داخل جبل الشيخ

بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تتحرك الجرافات الإسرائيلية باتجاه قمة جبل الشيخ داخل الأراضي السورية. حيث تجرى أعمال ترميم وتحصين في موقعين عسكريين على ارتفاع يصل إلى 2800 متر. هذه التحركات تأتي استعداداً لفصل الشتاء، في ظل قناعة إسرائيلية بأن وجودها العسكري في هذه المنطقة الاستراتيجية لن ينتهي قريباً.
ورغم هذه الترتيبات، فإن تل أبيب تدرك أن الواقع قد يتغير في أي لحظة إذا قررت واشنطن ممارسة ضغط مباشر عليها، خصوصاً بعد تحسن العلاقات السورية–الأميركية ومحادثات الشرع – ترمب التي وصفت بأنها الأهم منذ سنوات·

اتصالات هادئة بلا نتائج

التقارير الإسرائيلية تشير إلى وجود “اتصالات هادئة” بين مقربين من نتنياهو ومبعوثين يمثلون الحكومة السورية الجديدة. بهدف صياغة اتفاق وقف إطلاق نار جديد يحل محل الترتيبات التي كانت قائمة منذ عام 1974 وحتى سقوط نظام الأسد.
إلا أن هذه الاتصالات، وفق الصحيفة، لم تحرز أي تقدم فعلي حتى الآن. ورغم أن الاتفاق المقترح لا يصل إلى مستوى تطبيع أو معاهدة سلام، فإنه قد يشكّل إطاراً أمنياً جديداً للمنطقة الحدودية، ويعيد رسم قواعد الاشتباك بين الجانبين السوري والإسرائيلي·
لكن العقبة الأساسية تكمن في التردد الإسرائيلي؛ فإقرار اتفاق جديد قد ينظر إليه داخلياً على أنه تنازل في توقيت سياسي حساس بالنسبة لنتنياهو·

ضغط أميركي محتمل بعد زيارة الشرع

تُظهر المؤشرات أن الإدارة الأميركية تدرس فرض تفاهم أمني يلزم إسرائيل بتقليص وجودها في جبل الشيخ، على غرار الضغوط التي مورست سابقاً لفرض وقف إطلاق النار في غزة·
وتشير التحليلات إلى أن واشنطن ترى أن استقرار الجنوب السوري هو جزء من الاتفاق السياسي الأوسع لدعم الحكومة السورية الجديدة بقيادة الشرع، وهو أمر يتطلب تقليص التوترات على الحدود ووقف التوغلات الإسرائيلية·
وإذا ما قرر ترمب فرض ذلك، فسيجد نتنياهو نفسه أمام معادلة معقدة بين إرضاء الولايات المتحدة، الحليف الأهم، وبين المحافظة على الموقع الاستراتيجي الذي تعتبره إسرائيل “عينها” على الجولان والمسارات المحتملة لتهريب السلاح إلى لبنان·

أهمية جبل الشيخ بالنسبة لإسرائيل

يؤكد خبراء الأمن الإسرائيليون أن الانسحاب من قمة جبل الشيخ يشكل مخاطرة كبيرة من وجهة نظر تل أبيب· فالمنطقة المرتفعة تمنح إسرائيل قدرة رقابية واسعة على كامل الجولان وحتى أجزاء من جنوب لبنان، بالإضافة إلى متابعة التحركات داخل العمق السوري·
كما تشير التقارير إلى وجود 8 مواقع عسكرية إسرائيلية متنقلة داخل الجولان السوري، مزودة ببنية تحتية متطورة، وتنتشر قرب مناطق يسكنها حوالي 70 ألف سوري في ريف القنيطرة·
وبالتالي، فإن التخلي عن السيطرة أو تقليصها قد يُنظر إليه كضربة استراتيجية لخطوط المراقبة الإسرائيلية·

هل نحن أمام اتفاق جديد؟

الانسحاب من جبل الشيخ:تبدو الصورة ضبابية حتى الآن، لكن ما هو واضح أن زيارة الشرع إلى واشنطن خلقت ديناميكية جديدة في الملف السوري – الإسرائيلي· فالدبلوماسية الأميركية باتت ترى في استقرار الجنوب السوري جزءاً من ترتيبات الانتقال السياسي، وهو ما يفتح الباب أمام اتفاقات جديدة قد تُفرض على الأطراف·
وحتى اللحظة، يظل السؤال مفتوحاً:
هل ينجح ترمب في دفع إسرائيل لتقديم تنازلات استراتيجية في جبل الشيخ؟ أم أن تل أبيب ستقاوم الضغوط وتحافظ على موقعها مهما كلف الأمر؟
الأيام القادمة وحدها ستكشف اتجاه الرياح السياسية في جنوب سوريا·

إقراء المزيد:

الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟

انتحال الصفة الأمنية في حلب: اعتداء على صانع محتوى يثير الجدل

تزايد العنف بين الشباب السوريين في ألمانيا يثير قلق السلطات

سادكوب تعلن عن تجديد أسعار المحروقات في سوريا

الرئيس الشرع في البيت الأبيض: أول زيارة لرئيس سوري منذ إسقاط الأسد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى