القيادة الأميركية الوسطى: الأمن السوري يعترض شحنات أسلحة لحزب الله
القيادة الأميركية الوسطى: الأمن السوري يعترض شحنات أسلحة لحزب الله
شحنات أسلحة لحزب الله:في تطور أمني جديد يعكس تبدل خريطة التحالفات داخل سوريا بعد التغييرات السياسية الأخيرة. أعلن قائد القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم)، الأدميرال براد كوبر. أن قوات الأمن السورية تمكنت خلال الأسابيع الماضية من اعتراض عدة شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني.
التصريحات التي بثها المكتب الإعلامي للقيادة المركزية جاءت في سياق تهنئة مباشرة للأمن الداخلي السوري. على “كفاءته في رصد ومنع تهريب الأسلحة الدقيقة”، وعلى رأسها صواريخ موجهة كانت تُنقل عبر منطقة القصير الحدودية.
وبحسب المعلومات المنشورة، فإن عملية الاعتراض لم تكن حدثاً منفصلاً، بل نتيجة سلسلة رصد وتتبع تحركت خلالها وحدات الأمن الداخلي عبر عدة محاور. قبل أن تعلن ضبط الشحنات التي كانت معدّة للتهريب باتجاه الأراضي اللبنانية. ونُشرت لقطات مصورة تُظهر الأسلحة المصادرة، والتي شملت صواريخ موجهة وذخائر متنوعة. إضافة إلى تجهيزات اتصالات مرتبطة بعمليات النقل.
الأدميرال كوبر شدّد في بيانه على وجود “مصلحة مشتركة” تجمع الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين مع السلطات السورية. في منع تدفق السلاح إلى حزب الله، معتبراً أن جهود دمشق الأخيرة تصب في تعزيز الاستقرار ومنع التصعيد على الجبهة السورية – اللبنانية. وأشار أيضاً إلى أن واشنطن ترى في هذه الخطوات “تحولاً مهماً” يعيد ضبط البيئة الأمنية في المناطق الحدودية التي لطالما شكّلت معبراً لنشاطات تهريب السلاح.
تنسيق غير معلن مع واشنطن: عمليات مشتركة ضد داعش
وفي سياق متصل، كشفت القيادة الأميركية الوسطى عن تنفيذ سلسلة عمليات مشتركة مع وزارة الداخلية السورية أواخر الشهر الماضي، استهدفت مواقع تنظيم داعش في جنوب البلاد. العملية جرت بين 24 و27 تشرين الثاني، وشملت مزيجاً من الغارات الجوية الأميركية والتحركات الميدانية التي نفذتها وحدات من الأمن الداخلي السوري.
ووفق البيان، تمكن الطرفان من تحديد عدة مخازن أسلحة تابعة للتنظيم في محيط ريف دمشق وجنوب البلاد. وتم تدمير المستودعات بشكل كامل خلال الضربات، ما أدى إلى القضاء على كمية كبيرة من الذخائر وقطع السلاح.
وتضمنت العملية تدمير:
أكثر من 130 قذيفة مورتر وصاروخ
مدافع رشاشة متوسطة وثقيلة
ألغاماً مضادة للدبابات
عبوات ناسفة بدائية
كمية من المواد المخدرة التي كان التنظيم يستخدمها في التمويل
وقال الأدميرال كوبر إن نتائج العملية “تعزز المكاسب المحققة ضد تنظيم الدولة وتمنع أي محاولة لإعادة تفعيل خلاياه في الجنوب السوري”. مشيراً إلى أن التعاون مع الداخلية السورية جاء بعد أسابيع من تبادل معلومات حول تحركات خلايا التنظيم في ريف دمشق.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه العمليات قد تشكل بداية مرحلة جديدة من التعاون الأمني بين واشنطن ودمشق في ملف مكافحة الإرهاب. خصوصاً بعد إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية السورية وابتعادها عن أنماط العمل السابقة التي كانت تفتقر للمهنية والشفافية.
تأثيرات إقليمية محتملة
توقيف شحنات السلاح المتجهة إلى حزب الله لا يعد خطوة أمنية فحسب، بل يحمل رسائل سياسية واضحة في لحظة حساسة تشهد توتراً بين إسرائيل ولبنان، وتوسعاً في حدود المواجهة عبر سوريا·
ويرى مراقبون أن هذه العمليات قد تكون جزءاً من إعادة تموضع جديد تحاول فيه سوريا إرسال إشارات بأنها تتحرك بعيداً عن نفوذ المجموعات المسلحة المرتبطة بإيران، وبأنها تتعامل مع ملف السلاح غير الشرعي ضمن إطار ضبط الحدود ومنع استخدام أراضيها كمعبر للصراعات الإقليمية·
كما أن إعلان القيادة الأميركية عن تعاون مباشر مع وزارة الداخلية السورية. وهو تصريح نادر خلال العقد الأخير—يظهر أن واشنطن تجد حالياً فائدة عملية في دعم أي جهود محلية تقلص من نشاط داعش وحزب الله معاً، خصوصاً في مناطق تشهد فراغاً أمنياً وتداخل نفوذ لعدة جهات.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
انضباط مقاتلي ردع العدوان.. ما خلفياته وكيف انعكس على مجريات المعركة؟
كمين بيت جن الإسرائيلي: جيش الاحتلال يحقق في احتمالية “تسريب معلومات”
الولايات المتحدة راضية عن النتائج في سوريا
انفجار مستودع ذخيرة في كفرتخاريم يتسبب بإصابة عدد من المدنيين
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية:سوريا تطالب باستعادة حقوقها وامتيازاتها



