أخبار محلية

أنفاق منبج وتل رفعت:تركيا تعلن تدمير أنفاق “قسد” بطول 642 كيلومتراً: رسائل عسكرية وسياسية متشابكة

أنفاق منبج وتل رفعت:أعلنت وزارة الدفاع التركية، يوم الخميس، عن تدميرها شبكة أنفاق ضخمة يبلغ طولها 642 كيلومتراً في ريف حلب الشمالي، موزعة بين مدينة منبج (380 كم) وبلدة تل رفعت (262 كم)· هذه الأنفاق كانت قد أنشأتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) خلال فترة سيطرتها على المنطقة، قبل أن تفقدها لصالح فصائل الجيش الوطني السوري في عملية “فجر الحرية” أواخر عام 2024، بالتزامن مع سقوط نظام بشار الأسد·

الأنفاق كرمز للتحصين العسكري

الأنفاق التي كشفتها تركيا ليست مجرد منشآت عسكرية، بل تعكس طبيعة العقيدة الدفاعية التي تبنتها “قسد” في السنوات الماضية· فقد اعتمدت الأخيرة على حفر تحصينات تحت الأرض لتأمين خطوط دفاع طويلة الأمد ضد أي عملية عسكرية تركية محتملة·

لكن الإعلان عن هذا الرقم الضخم – أكثر من 600 كيلومتر – يحمل أيضاً بعداً سياسياً، إذ يهدف إلى إظهار حجم التهديد الذي شكّلته قسد على الحدود الجنوبية لتركيا، وتبرير استمرار العمليات العسكرية التركية في سوريا والعراق·

البعد السياسي: “قسد” بين الدمج أو المواجهة

في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية اللواء البحري زكي أكتورك، أن بلاده تتابع “عن كثب” ملف دمج “قسد” في الدولة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع·

هذا الموقف يعكس توازن أنقرة الدقيق: فهي لا تعارض المسار السياسي من حيث المبدأ، لكنها ترفض أي صيغة قد تسمح لـ”قسد” بالاحتفاظ باستقلال عسكري أو سياسي داخل الدولة السورية·

الرئيس الشرع نفسه كان قد حذر في تصريحات سابقة من أن فشل مسار الدمج قبل نهاية العام 2025 قد يدفع تركيا إلى التحرك عسكرياً، ملمحاً إلى أن بعض الأجنحة داخل “قسد” وحزب العمال الكردستاني تعرقل تنفيذ الاتفاقات·

تركيا ورسالة الضغط المزدوجة

يبدو أن الإعلان عن تدمير الأنفاق جاء في توقيت مقصود لإيصال رسائل متعددة:

لدمشق: تركيا تريد ضمان أن مسار دمج “قسد”. لن يتحول إلى إعادة تدوير لقوة عسكرية تعتبرها أنقرة امتداداً للـ PKK·

لقسد: أنقرة تؤكد أن البديل عن الدمج بشروط صارمة هو العودة إلى الخيار العسكري·

للإقليم: ربط تصريحات أكتورك بين عمليات سوريا وشمال العراق (عملية “المخلب-القفل”) يظهر أن تركيا تتعامل مع ملف قسد وPKK كجبهة واحدة ممتدة·

خلاصة

لا يقتصر الإعلان التركي على كشف تفاصيل ميدانية تتعلق بتدمير شبكة أنفاق عسكرية. بل يتجاوز ذلك ليشكل ورقة ضغط سياسية وأمنية. في ملف من أكثر الملفات حساسية في المشهد السوري بعد سقوط النظام السابق.

فبينما تسعى دمشق بقيادة الشرع إلى احتواء “قسد”. ضمن إطار الدولة الجديدة، تبعث أنقرة برسالة واضحة مفادها:

إما دمج قسد بشروط تضمن الأمن القومي التركي، أو مواجهة عسكرية جديدة شمال سوريا·

 

إقراء المزيد:

syria-future

هدم منازل أثرية في القنيطرة:إعلام عبري يكشف هدم الاحتلال

إتلاف مخلفات الحرب في سهل الغاب غربي حماة

إدارة أمن السويداء: سليمان عبد الباقي يتسلّم الملف بتفويض من الداخلية

اتفاق سوريا والأردن وأميركا: يرسم خريطة طريق لمعالجة ملف السويداء

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى