أخبار سياسيةأخبار محلية

الرئاسة السورية، اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني

الرئاسة السورية، اللجنة التحضيرية

أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية، اليوم الأربعاء، تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، مؤكدة صحة الأسماء التي سبق أن نشرتها وسائل الإعلام صباح اليوم. وجاء الإعلان عبر بيان رسمي على منصة إكس، حيث أوضحت الرئاسة أن اللجنة التحضيرية ستتولى مهام وضع نظامها الداخلي وتحديد معايير العمل التي تضمن نجاح المؤتمر. كما أشارت إلى أن دور اللجنة سينتهي فور صدور البيان الختامي للمؤتمر.

أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني

تضم اللجنة التحضيرية سبعة أعضاء، وهم:

  • حسن الدغيم
  • ماهر علوش
  • محمد مستت
  • مصطفى الموسى
  • يوسف الهجر
  • هند قبوات
  • هدى الأتاسي

لقاء الرئيس السوري مع هيئة التفاوض والائتلاف الوطني

يأتي تشكيل اللجنة عقب لقاء رسمي جمع الرئيس السوري، أحمد الشرع، مع وفد من هيئة التفاوض السورية والائتلاف الوطني السوري في قصر الشعب بدمشق. وخلال اللقاء، قام الوفد بتسليم الملفات الخاصة بعمل المؤسستين تمهيدًا لحلّهما، في خطوة تُعدّ جزءًا من إعادة هيكلة المشهد السياسي السوري استعدادًا لمؤتمر الحوار الوطني.

وكان الرئيس السوري قد أعلن في وقت سابق أن اللجنة التحضيرية ستجري مشاورات موسعة مع مختلف الأطياف السورية قبل انعقاد المؤتمر، بهدف ضمان مشاركة واسعة وإرساء قاعدة توافقية تمهد لمرحلة جديدة.

الرئيس الشرع: الإعلان الدستوري سيكون نتاج مشاورات موسعة

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن صياغة الإعلان الدستوري لن تكون قرارًا فرديًا، بل ستُبنى على مشاورات تعكس إرادة الشعب السوري بجميع مكوناته، مضيفًا:

“لا يمكن لفرد واحد أو مجموعة صغيرة اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل سوريا. هذه العملية يجب أن تكون شاملة، وأن تعتمد على آراء ومقترحات مختلف الأطراف لضمان الوصول إلى رؤية مشتركة.”

وأشار الشرع إلى أن الإعلان الدستوري سيحدد القواعد الأساسية التي ستقوم عليها المرحلة القادمة، بما يشمل ملامح الهوية السورية والنظام السياسي للدولة، مشددًا على أن التوافق الوطني هو السبيل الوحيد لضمان نجاح أي تحول سياسي.

كما تطرّق إلى الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية، موضحًا أن العملية قد تستغرق بين أربع إلى خمس سنوات وصولًا إلى الانتخابات. وعلل ذلك بالحاجة إلى إصلاحات هيكلية في مؤسسات الدولة، إلى جانب ضرورة توفير أدوات تقنية دقيقة تتيح إجراء إحصاءات دقيقة لضمان نزاهة العملية الانتخابية.

وأضاف:

“الهدف ليس مجرد إجراء انتخابات، بل ضمان أن تكون هذه الانتخابات عادلة وشفافة، بحيث تعكس الإرادة الحقيقية للشعب السوري. دون ذلك، ستبقى العملية الانتخابية موضع تشكيك، وهو ما لا نريده.”

نبذة عن أعضاء اللجنة التحضيرية

حسن الدغيم

ولد في جرجناز بريف إدلب عام 1976، وتخرج في كلية الشريعة، كما حصل على دبلوم الفقه المقارن. عمل خطيبًا ومدرسًا لمادة التربية الإسلامية، ثم انخرط في العمل السياسي والثوري منذ انطلاق الثورة السورية.

شغل منصب قاضٍ شرعي في المحاكم السورية بشمال البلاد، وأسّس هيئة توجيهية معنية بالإرشاد والتوعية في صفوف الجيش الحر، والتي تطورت لاحقًا إلى إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري. كما عمل على تدريب الكوادر الوطنية على القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.

ماهر علوش

كاتب وباحث سوري متخصص في العدالة الانتقالية والمحاسبة في سوريا، وله دراسات ومقالات عديدة تتناول الوضع السياسي السوري.

محمد مستت

من مواليد مدينة حلب عام 1985، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الإلكترونية من جامعة حلب، إلى جانب دبلوم في العلوم السياسية وماجستير في الدراسات الإسلامية.

عمل في مؤسسة الاتصالات العامة بحلب، ثم انتقل إلى العمل في مجالات التطوير الإداري والتنموي، حيث ساهم في تعزيز الحوار البيني بين مؤسسات الثورة السورية في الشمال السوري، وشارك في التحضيرات المتعلقة بالانتقال السياسي في سوريا.

يوسف الهجر

كان يعمل في  منصب مدير المكتب السياسي لهيئة تحرير الشام.

هند قبوات

سياسية وباحثة وناشطة في المجتمع المدني، تشغل منصب مديرة قسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية بجامعة جورج ماسون. كما عملت أستاذة زائرة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وشغلت عدة مناصب، منها:

  • عضو في الهيئة العليا للمفاوضات (2015 – 2017)
  • النائب السابق لرئيس مكتب هيئة التفاوض في جنيف (2017 – 2022)

وهي أيضًا رئيسة منظمة تستقل، التي تُعنى بتعليم النساء ودعمهن في المجتمع السوري.

هدى الأتاسي

مهندسة معمارية سورية، وناشطة في العمل الإنساني والتطوعي، حيث ركّزت على قضايا تمكين المرأة، ومساعدة الأطفال، ودعم النازحين داخل سوريا، إضافة إلى تقديم الدعم للاجئين السوريين في لبنان.تشغل حاليًا منصب المدير الإقليمي لمؤسسة الإغاثة الإنسانية الدولية.

مؤتمر الحوار الوطني: خطوة نحو إصلاحات شاملة

تسعى اللجنة التحضيرية إلى تهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني، الذي يُعدّ خطوة أساسية نحو إعادة بناء الدولة السورية وفق أسس ديمقراطية تضمن مشاركة جميع الأطياف.

ويهدف المؤتمر إلى إعادة هيكلة النظام السياسي، وتحديد ملامح مستقبل البلاد عبر حوار وطني شامل، يُراعي التنوع السوري ويسعى إلى تحقيق العدالة والمصالحة.

المرحلة القادمة: تحديات وآفاق

الرئاسة السورية، اللجنة التحضيرية

من المتوقع أن تواجه اللجنة التحضيرية تحديات كبيرة، أبرزها تحقيق توافق سياسي واسع بين مختلف التيارات، إلى جانب معالجة القضايا الشائكة مثل شكل الحكم، والهوية الوطنية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة.

لكن رغم هذه التحديات، يرى المراقبون أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني قد يكون بداية حقيقية نحو إنهاء حالة الانقسام، وفتح الباب أمام مستقبل أكثر استقرارًا لسوريا وشعبها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى