نواف سلام: أمامنا فرصة لحوار يحترم السيادة بين لبنان وسوريا

نواف سلام:الحوار بين لبنان وسوريا

أكد رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، أن هناك فرصة حقيقية لفتح حوار جاد بين لبنان وسوريا يقوم على احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشددًا على أهمية ضبط الحدود بين الجانبين وفق الأطر القانونية المعتمدة، بما يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.

جاء ذلك خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري أمام مجلس النواب اللبناني، حيث أوضح سلام أن الحكومة اللبنانية تدرك تمامًا حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة، وهو ما يستدعي تعزيز العلاقات مع سوريا على أسس واضحة تحترم استقلال كل طرف. ولفت إلى أن الحوار المرتقب يهدف إلى بناء جسور الثقة بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين اللبناني والسوري.

حل قضية اللاجئين السوريين

وفيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين، شدد نواف سلام على أن الحكومة اللبنانية لن تتجاهل هذا الملف، محذرًا من أن استمرار وجود مئات الآلاف من اللاجئين في لبنان دون وضع خطة ويبدو أن عودتهم الطوعية والآمنة قد تكون لها “آثار وجودية” على لبنان. وأضاف: “نحن لا ننكر المعاناة التي يواجهها الشعب السوري، لكن لبنان يمر بظروف استثنائية تتطلب منا العمل بجدية على هذا الملف، مع الحفاظ على كرامة اللاجئين وحمايتهم”.

وأكد سلام أن الحكومة تسعى، بالتنسيق مع الجهات الدولية، إلى توفير الضمانات اللازمة لعودة اللاجئين إلى سوريا بشكل آمن، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين الحكومتين الجديدتين في البلدين من أجل تحقيق هذه الخطوة.

تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا

من جهة أخرى، أشار سلام إلى أن المرحلة الجديدة في سوريا، بعد تولي أحمد الشرع رئاسة البلاد، تشكل فرصة لتعزيز العلاقات اللبنانية السورية. وقال: “نحن أمام مرحلة جديدة، وعلينا استغلال هذه الفرصة لتحقيق تعاون مثمر بين البلدين يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.

كما تطرق سلام إلى أهمية إعادة فتح قنوات التواصل الرسمي بين الحكومتين، بما يضمن ترسيم الحدود بشكل قانوني وواضح، ويمنع أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لأي من الطرفين.

رفض التدخلات الخارجية

وأشار رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن لبنان يرفض أي محاولات لفرض أجندات خارجية على علاقاته مع سوريا، مؤكدًا أن الحوار يجب أن ينبع من إرادة البلدين فقط، دون أي ضغوط أو تدخلات.

وختم سلام حديثه بالتأكيد على أن الحكومة اللبنانية ستواصل العمل على تمتين العلاقات مع جميع الدول العربية، مع التركيز على سوريا بحكم الروابط التاريخية والجغرافية، مؤكدًا أن المرحلة القادمة تتطلب تعاونًا مشتركًا لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.