أخبار محلية

منظمات المجتمع المدني في الجنوب السوري تصدر بيانًا مشتركًا حول سوريا المستقبل

منظمات المجتمع المدني في الجنوب السوري تصدر بيانًا مشتركًا حول سوريا المستقبلدور المجتمع المدني في بناء دولة ديمقراطية ومستقرة

أصدرت مجموعة من المنظمات والمبادرات والجمعيات العاملة في جنوب سوريا بيانًا مشتركًا خلال لقاءٍ عُقد في مدينة صلخد جنوب السويداء، مؤكدةً على ضرورة بناء سوريا المستقبل كدولة شاملة لجميع أبنائها وبناتها، تقوم على العدالة والمساواة والاستقرار. هذا البيان يعكس رؤية متعددة الأبعاد تشمل القيم الديمقراطية، حقوق الإنسان، والمشاركة المجتمعية في صياغة مستقبل البلاد. من خلال التأكيد على أهمية العمل المشترك بين جميع الأطراف في الداخل والخارج، دعا البيان إلى الالتزام بمبادئ أساسية تضمن لسوريا عودة الأمن والاستقرار في ظل سيادة قانونية وعدالة اجتماعية.

الدولة السورية المستقبلية: ديمقراطية وشاملة

أكد البيان المشترك على أن سوريا المستقبل يجب أن تكون دولة ديمقراطية حديثة، قائمة على العدالة والمساواة. وأشار إلى ضرورة أن تتبنى الدولة السورية القيم الإنسانية العالمية، وتلتزم بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان، مما يسهم في إعادة الثقة بين المواطنين ويضمن حقوق جميع فئات المجتمع السوري. في هذا السياق، تم التأكيد على أن الدولة يجب أن تكون شاملة لكل الأطياف، سواء من حيث التنوع العرقي أو الطائفي أو الجغرافي.

رفض الاحتلال الإسرائيلي والتمسك بالسيادة السورية

أحد أهم النقاط التي ركز عليها البيان كان التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي السورية، مؤكدًا رفضه لأي محاولات توسع للاحتلال الإسرائيلي بعد سقوط النظام السابق. وأوضح البيان أن الاحتلال الإسرائيلي يعد انتهاكًا للقانون الدولي واعتداء على السيادة السورية، مشددًا على ضرورة استعادة جميع الأراضي المحتلة. كما رفض البيان أي انتهاك آخر للسيادة السورية من قبل أي جهة كانت، معتبرًا أن السيادة هي الأساس لضمان استقرار سوريا وأمنها الداخلي والخارجي.

المواطنة المتساوية والمشاركة السياسية

دعا البيان إلى ضرورة تحقيق المواطنة المتساوية في ظل هوية وطنية جامعة تحترم التنوع السوري. ومن خلال التأكيد على ضرورة العمل تحت مظلة الدولة ومؤسساتها الشرعية، طالب البيان باتخاذ قرارات تشاركية شاملة تضمن التفاعل بين جميع فئات المجتمع. كما دعا إلى تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في المشاركة السياسية، تقديم الخدمات، رفع مستوى الوعي في المجتمع، وتنظيم الرقابة لضمان الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون العامة.

العدالة الانتقالية وتحديد مصير المعتقلين

من بين القضايا الإنسانية الملحة التي نادى بها البيان هي ضرورة التركيز على العدالة الانتقالية، التي تعد من المسارات الأساسية لبناء مستقبل مستقر وآمن لسوريا. دعا البيان إلى احترام حقوق الضحايا وعائلاتهم، مؤكداً ضرورة معرفة مصير المغيبين والمعتقلين والمعتقلات. كما أوصى بتطوير مؤسسات قضائية وأمنية ذات كفاءة ونزاهة تضمن تحقيق العدالة لجميع السوريين والسوريات، مع مراعاة الحوكمة والمصداقية في كل القطاعات.

التنسيق بين المجتمع المدني والمشاركة في الحوار الوطني

لفت البيان إلى أهمية التنسيق والتفاعل بين مختلف تنظيمات المجتمع المدني السوري في الداخل والخارج، داعياً هذه التنظيمات إلى تحمل مسؤولياتها في إطار المشاركة السياسية، تقديم الخدمات، أو رفع مستوى الوعي في المجتمع. كما أكد على ضرورة تمثيل منظمات المجتمع المدني في أي حوار وطني سوري، لأنها تعكس التنوع السوري ولها دور فعال في تعزيز الاستقرار وإعادة بناء البلاد. إن تعزيز دور المجتمع المدني يمثل خطوة هامة في إعادة تشكيل هوية سوريا المستقبل.

خاتمة: الجهود المشتركة لبناء سوريا جديدة

في الختام، أكد البيان على ضرورة تكاثف الجهود بين جميع السوريين والسوريات في الداخل والخارج من أجل المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل سوريا الجديدة. لقد أصبحت هذه الجهود المشتركة حجر الزاوية في بناء سوريا الديمقراطية، المستقرة، العادلة، والمزدهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى