
الكويت تعتزم افتتاح سفارتها في دمشق قريبًا
وزير الخارجية الكويتي: الترتيبات جارية والقرار مرهون بالظروف الأمنية
أعلن وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، عن عزم بلاده افتتاح سفارتها في العاصمة السورية دمشق في وقت قريب، مؤكدًا أن الترتيبات المتعلقة بهذا الموضوع جارية وأن الظروف الأمنية في سوريا ستكون العامل الأساسي في اتخاذ القرار النهائي. تصريحات الوزير الكويتي جاءت بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى دمشق، والتي شهدت محادثات إيجابية حول العلاقات الثنائية بين البلدين.
إعادة افتتاح السفارة الكويتية في دمشق
في تصريحات صحفية لصحيفة “السياسة” الكويتية، أكد اليحيا أن الكويت لا تمانع في إعادة فتح سفارتها في سوريا، لافتًا إلى أن جميع الترتيبات اللازمة لإعادة افتتاح السفارة في دمشق قد تم الشروع فيها، على أن يتم اتخاذ القرار النهائي بناءً على تقييم الوضع الأمني في سوريا في تلك الفترة. وأشار إلى أن الكويت تتطلع إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بشكل رسمي.
ووفقًا للوزير الكويتي، فإنه من المتوقع أن يتم اتخاذ قرار قريبًا بتعيين قائم بالأعمال في السفارة الكويتية في سوريا. وتعد هذه الخطوة جزءًا من توجهات الكويت نحو تعزيز علاقاتها مع دمشق في الفترة المقبلة، في إطار المساعي العربية والإقليمية لإعادة تفعيل العلاقات بين الدول العربية وسوريا بعد فترة من التوترات السياسية.
الظروف الأمنية تحدد توقيت القرار
الوزير الكويتي أشار إلى أن أحد العوامل الأساسية التي ستحدد توقيت افتتاح السفارة هو الوضع الأمني في سوريا، مشددًا على أن الكويت تتخذ هذا القرار بحذر، حرصًا على سلامة بعثاتها الدبلوماسية وموظفيها. وأضاف أن بلاده تتابع تطورات الأوضاع في سوريا عن كثب، وأن القرار النهائي بشأن افتتاح السفارة سيكون بناءً على تقييم دقيق للوضع الأمني في العاصمة دمشق ومدى استقرار الوضع في البلاد بشكل عام.
وأكد اليحيا أن الكويت تتمنى أن تشهد سوريا استقرارًا وأمنًا دائمًا، وأن افتتاح السفارة سيكون خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه الخطوة في تقوية التعاون الثنائي بين الكويت وسوريا بما يخدم مصالح الشعبين.
زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الكويت
وفيما يتعلق بدعوة الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، لزيارة الكويت، أكد وزير الخارجية الكويتي أنه لمس رغبة جادة لدى الشرع في زيارة الكويت في المستقبل القريب. ورغم أن موعد الزيارة لم يتم تحديده بعد، إلا أن اليحيا أشار إلى أن الكويت ستكون “شرفًا” لاستقبال الرئيس الشرع في بلدهم، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا إيجابيًا في الوقت الحالي.
وكانت الصحافة الكويتية قد أفادت بأن الرئيس الشرع يعتزم زيارة الكويت في القريب العاجل، في خطوة قد تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي. من المتوقع أن تشمل الزيارة مناقشات حول قضايا مشتركة وتفعيل آفاق التعاون في مختلف المجالات.
التطورات السياسية وتأثيرها على العلاقات الكويتية السورية
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات السورية العربية تحولات متسارعة، حيث تسعى عدة دول عربية إلى إعادة فتح سفاراتها في دمشق بعد سنوات من قطع العلاقات بسبب الأزمة السورية المستمرة منذ 2011. وتعتبر الكويت من بين الدول التي تتابع عن كثب تطورات الوضع في سوريا وتعمل على إعادة الانخراط في الساحة العربية والدولية.
وقد أثار قرار بعض الدول العربية، مثل الإمارات والبحرين، بإعادة فتح سفاراتها في دمشق تحولات دبلوماسية جديدة، ما يعكس رغبة هذه الدول في إعادة سوريا إلى محيطها العربي بعد سنوات من العزلة. وبذلك، يأتي الإعلان الكويتي عن قرب افتتاح سفارتها في دمشق في إطار التحولات الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة، والتي تعكس رغبة الدول العربية في إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية وتعزيز التعاون بين البلدان العربية.
خاتمة: خطوات نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية
إن عزم الكويت على افتتاح سفارتها في دمشق وفتح الباب أمام زيارة الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، إلى الكويت يمثل خطوة هامة نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وبينما تبقى الظروف الأمنية هي العامل الحاسم في تحديد توقيت هذه الخطوات، فإن هناك تطلعات واضحة نحو تعزيز التعاون الثنائي في المستقبل القريب، مع تعزيز الأمل في استقرار سوريا وعودة العلاقات العربية إلى مجراها الطبيعي.