
اعتقال 3 من المتورطين في مجازر التضامن بدمشق من قبل قوى الأمن العام
اعتقال 3 من المتورطين في مجازر التضامن بدمشق
قوى الأمن العام تعتقل 3 من المتورطين في مجازر التضامن بدمشق
في إطار عملية أمنية موسعة، أعلنت قوى الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية، اليوم الإثنين، عن القبض على ثلاثة أشخاص من فلول النظام السابق، الذين كانوا متورطين في ارتكاب مجازر في حي التضامن بدمشق، وهي المجازر التي أثارت موجة استنكار محليًا ودوليًا بسبب بشاعتها.
وفي تصريح لمدير أمن دمشق، المقدم عبد الرحمن الدباغ، قال إن العملية جاءت بعد متابعة دقيقة ورصد من قبل الأجهزة الأمنية للمشتبه بهم. وأضاف أن أحد المجرمين الذي يُعتبر من أبرز المسؤولين عن مجزرة التضامن التي وقعت قبل 12 عامًا قد تم إلقاء القبض عليه، مشيرًا إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط أشخاص آخرين في تلك المجزرة.
وأشار الدباغ إلى أن السلطات الأمنية تمكنت من اعتقال اثنين آخرين بعد توجيه التهم إليهم، وأوضح أن جميع المعتقلين اعترفوا بتورطهم المباشر في تلك المجازر التي أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص من المدنيين، بينهم رجال ونساء، دون محاكمة أو تقديم أي تهم ضدهم.
تفاصيل الحملة الأمنية
وأكد الدباغ أن الحملة الأمنية لم تتوقف عند مجرد الاعتقالات، بل شملت عمليات بحث وتفتيش مستمرة للمناطق التي يعتقد أن الجناة قد يكونون قد هربوا إليها أو استخدموها لإخفاء آثار جرائمهم. وأوضح أن هناك تنسيقًا مع الجهات المختصة لمتابعة التحقيقات وتحديد مواقع المجازر المرتكبة في المنطقة، مع تأكيده على أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب، وسيتم تقديمهم إلى القضاء ليحاكموا وفقًا للقانون.
وذكرت الصحف أن الحملة الأمنية بدأت في الساعة السادسة والنصف صباحًا بتوقيت دمشق، وشملت أكثر من 20 سيارة أمنية، حيث تم تكثيف العمليات الأمنية في حي التضامن بشكل خاص، وتم التعامل مع هذه العملية على أنها من العمليات الأمنية الكبيرة التي استهدفت شبكة من المجرمين المتورطين في الجرائم السابقة.
مجازر التضامن: جرائم الحرب التي لا تُنسى
شهد حي التضامن في دمشق العديد من المجازر الوحشية التي ارتكبها النظام السوري خلال سنوات الحرب، وكان أبرز هذه المجازر هو ما وقع في 16 نيسان 2013، حيث قام عناصر من النظام بإعدام مئات المدنيين من الرجال والنساء، وتوثيق ذلك في مقطع مصور صادم، يظهر تفاصيل المجزرة بشكل واضح.
وقد كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية في 27 نيسان 2022 عن تحقيقات تكشف تفاصيل هذه المجزرة التي أسفرت عن مقتل نحو 41 شخصًا، تم رميهم في مقبرة جماعية بعد إطلاق النار عليهم وهم معصوبي الأعين، ثم جرى حرق جثثهم بشكل وحشي. وأظهر المقطع المصور جنديًا من “الفرع 227” التابع لاستخبارات النظام، وهو يقوم بإعدام المدنيين قبل أن يلقي بهم في حفرة ويشعل النيران في جثثهم.
وبفضل التحقيقات التي أجرتها صحف ومؤسسات إعلامية، تم تحديد هوية المسؤولين عن المجزرة، وكان أبرزهم الضابط أمجد يوسف، الذي اعترف في مقاطع مصورة بارتكاب هذه الجرائم البشعة. وأثار المقطع المصور ردود فعل صادمة داخل المجتمع السوري، سواء في الداخل أو في دول الشتات، حيث ظهرت دعوات دولية للمحاسبة على جرائم الحرب هذه.
تحقيقات دولية وتداعيات قانونية
بعد كشف تفاصيل المجزرة، فتحت دول عدة، من بينها فرنسا وهولندا وألمانيا، تحقيقات في جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري في سوريا، بهدف محاكمة المسؤولين عن المجزرة، وخاصة أولئك الذين قد يكونون قد هربوا إلى أوروبا. كما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات على الضابط أمجد يوسف وعدد من القادة العسكريين في جيش النظام السوري، في خطوة لزيادة الضغط الدولي على النظام السوري وتعزيز إجراءات محاسبته على الجرائم المرتكبة.
وأصبحت مجزرة التضامن أحد أبرز الأمثلة على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري خلال سنوات الحرب، وأدت إلى إثارة مشاعر الغضب والاستنكار على الصعيدين المحلي والدولي، مما أدى إلى فتح ملفات المحاسبة الجنائية للأطراف المسؤولين عنها، والتأكيد على ضرورة عدم إفلاتهم من العقاب.
إقراء المزيد:
نهاية مجرم وقائد عصابة في حمص.. من هو شجاع العلي؟
شبيحة النظام السوري في ميزان العدالة الدولية
سيطرة “الإدارة الذاتية” على المشفى القامشلي الوطني لخدمة عناصرها
صابة 7 مدنيين بحالات اختناق إثر حريق في مطعم بمدينة قدسيا بريف دمشق