
التخلص من حزب العمال الكردستاني (PKK) في سوريا: من أولويات الإدارة السورية الجديدة
التخلص من حزب العمال الكردستاني (PKK) في سوريا
شدّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على ضرورة التخلص من وجود حزب “العمال الكردستاني” (PKK) في سوريا، مؤكدًا أن هذه المسألة تعد من أولويات الإدارة السورية الجديدة. جاء ذلك في تصريحات له خلال مقابلة مع قناة “TRT World” التركية الناطقة بالإنجليزية، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، حيث أشار إلى أن الإدارة الجديدة في سوريا تواجه مجموعة من الملفات الصعبة والمعقدة، ومن بين هذه الملفات، مكافحة الجماعات المسلحة، ومنها تنظيم “بي كي كي”، الذي يشكل تهديدًا ليس فقط لتركيا ولكن أيضًا لدول أخرى في المنطقة.
ملفات صعبة للإدارة السورية الجديدة
وأضاف فيدان أن إدارة سوريا الحالية تولي أهمية كبيرة للملف الأمني، مشيرًا إلى أن تنظيم “حزب العمال الكردستاني” يشكل تهديدًا ليس فقط لأمن تركيا، بل لجميع دول المنطقة بما في ذلك العراق وسوريا. وأوضح أن هذا التنظيم، الذي يعتبره “تنظيمًا إرهابيًا متعدد الأغراض”، يسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي السورية، بما في ذلك بعض الموارد الحيوية التي يحتاج إليها الشعب السوري. وأكد أن هذه الأراضي المحتلة من قبل PKK تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار في المنطقة، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية.
PKK وتهديده للمنطقة:التخلص من حزب العمال الكردستاني (PKK) في سوريا
أشار وزير الخارجية التركي إلى أن هذا التنظيم لا يهدد فقط وجود تركيا في المنطقة، بل يمتد تهديده إلى الأكراد في سوريا والعراق وحتى إيران. وأكد أن وجود “حزب العمال الكردستاني” في هذه المناطق يعطل استقرارها، ويؤثر سلبًا على مصالح جميع الأطراف المعنية. وأضاف أن هذا الوضع يستدعي التعاون بين الدول المعنية للتخلص من هذا التنظيم الإرهابي الذي يمثل “فيروسًا” يؤثر على الأمن الإقليمي، مع التأكيد على أنه يجب العمل بشكل جماعي لإنهاء هذه المشكلة.
في هذا السياق، أشار فيدان إلى أن أي دولة لا يمكن أن تسمح بوجود مجموعات مسلحة على أراضيها لا تتبع الحكومة المركزية، وهذا يشمل حزب العمال الكردستاني، الذي يسيطر على أراض واسعة دون أي نوع من التنسيق مع السلطات السورية. وتابع قائلاً: “من الضروري أن تكون هناك سيطرة مركزية على الأراضي السورية، وأن لا تُترك أي جماعات مسلحة تسيطر على أجزاء من البلد”.
التعاون الإقليمي لمكافحة الإرهاب
وحول كيفية ضمان عدم عودة تنظيم “داعش” (الدولة الإسلامية) للظهور مجددًا في المنطقة، لفت فيدان إلى أهمية إنشاء “منصة إقليمية” لمناقشة قضايا الإرهاب ومكافحته بشكل فعال. وأوضح أن هذه المنصة يجب أن تجمع دول المنطقة وتتيح لها تبادل المعلومات والخبرات لمكافحة الإرهاب بشكل شامل. في هذا الإطار، أشار إلى أن تركيا كانت قد اقترحت في وقت سابق تأسيس مثل هذه المنصة، بهدف تحقيق تعاون إقليمي فعّال في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجهها دول المنطقة.
كما شدد فيدان على أهمية أن تكون المنطقة صاحبة “الملكية الإقليمية” في مكافحة الإرهاب، حيث لا ينبغي لأي تدخلات خارجية أن تتم تحت ذريعة محاربة الإرهاب، لأنها قد تؤدي إلى مزيد من المشاكل والصراعات في المنطقة. وأضاف أن هذا التعاون الإقليمي يجب أن يكون مدعومًا بآليات تنفيذية عملية لضمان تحقيق الاستقرار على المدى الطويل.
التوجهات المستقبلية لمكافحة الإرهاب
إلى جانب مكافحة “PKK” و”داعش”، أكد فيدان على أهمية تبني دول المنطقة سياسات موحدة لمكافحة الإرهاب والتصدي للتنظيمات المسلحة التي تزعزع الأمن. وأشار إلى أن الحلول العسكرية وحدها قد لا تكون كافية، بل يجب أن يتبعها حلول سياسية واقتصادية واجتماعية لضمان القضاء على بيئة التطرف في المنطقة. وأوضح أن تركيا تعتبر هذه المسألة جزءًا من مسؤولياتها الإقليمية، وتعمل على تعزيز التعاون مع الدول المجاورة لمكافحة الإرهاب من خلال تدابير استراتيجية مشتركة.
في الختام، أكد وزير الخارجية التركي أن مصلحة كل من سوريا وتركيا والعراق والدول الأخرى في المنطقة تكمن في التخلص من تنظيم “العمال الكردستاني” (PKK)، لأن هذا التنظيم يشكل تهديدًا دائمًا لاستقرار المنطقة. وأضاف أنه حان الوقت للتعاون بين هذه الدول من أجل القضاء على هذا “الفيروس” الذي يعكر صفو الأمن الإقليمي ويساهم في زعزعة الاستقرار.
إقراء المزيد:
الرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة داخلية: جولة مفاجئة لمخيمات النازحين في إدلب
سيطرة “الإدارة الذاتية” على المشفى القامشلي الوطني لخدمة عناصرها
صابة 7 مدنيين بحالات اختناق إثر حريق في مطعم بمدينة قدسيا بريف دمشق
حوادث العنف في سوريا: قتيلان بانفجار في بادية تدمر وإصابة برصاص “YPG” شرقي حلب