نبش قبر حافظ الأسد في القرداحة ونقل رفاته إلى وجهة مجهولة

منذ يوم واحد

0 14 2 دقائق

نبش قبر حافظ الأسد في القرداحة :في تطور لافت يعكس حجم التحولات الجذرية التي تعيشها سوريا بعد سقوط نظام الأسد، تداول ناشطون سوريون اليوم الإثنين مشاهد مصورة توثق عملية نبش قبر الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في مسقط رأسه بمدينة القرداحة بريف اللاذقية.

ووفقاً لمقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر القبر وقد تحوّل إلى حفرة سوداء خاوية، وسط مشاهد توحي بأنه تعرض للحرق في وقت سابق. وظهر في الفيديو عناصر يرتدون زياً عسكرياً، بينما كان القبر خالياً تماماً من أي أثر للرفات.

وجهة مجهولة للرفات

حسابات عديدة على منصة (X) أفادت بأن مجهولين أقدموا على نقل رفات حافظ الأسد إلى جهة غير معلومة، وسط اتهامات متبادلة بين الفصائل العسكرية المسيطرة على المنطقة حول الجهة المنفذة للعملية.

وتعد هذه الصور والمقاطع المصورة الأولى من نوعها التي توثق بشكل علني نبش قبر الأسد، الذي ظل لعقود رمزاً دعائياً لنظامه الديكتاتوري، وأحد أدواته في تكريس الولاء وإرهاب الخصوم.

وفي سياق متصل، بثت صحيفة “زمان الوصل” مقطعاً مصوراً أكدت أنه يعود إلى 17 نيسان الجاري، يظهر لحظة قيام مجموعة مجهولة بنبش القبر، مما يعزز الرواية المتداولة عن نقل الرفات قبل أيام قليلة.

من مزار إلى أطلال سوداء

قبر حافظ الأسد لم يكن مجرد مكان للدفن؛ فقد حوّله النظام لعقدين من الزمن إلى ضريح فخم، يزوره الموالون لإظهار الطاعة والولاء. غير أن هذا المشهد تغيّر جذرياً عقب سقوط النظام، إذ اقتحم غاضبون من أبناء القرداحة الضريح قبل أسابيع، وأضرموا فيه النار، ما تسبب بتحوله إلى كتلة من السواد والحطام.

وقد عبّر سكان القرداحة عن استيائهم مراراً من بناء الضريح بمواصفات فارهة في وقت كانت تعاني فيه المنطقة من الفقر الشديد وسوء الأوضاع المعيشية. وقد اعتبر كثيرون أن الضريح كان رمزاً صارخاً لفساد النظام وتغوّله على حساب معاناة السوريين.

تساؤلات حول مصير الرفات

حتى الآن، لم تصدر أي جهة رسمية أو فصيل عسكري بياناً يوضح مصير رفات حافظ الأسد أو الجهة المسؤولة عن نقله. ما يفتح باب التكهنات واسعاً أمام احتمالات عديدة، أبرزها أن العملية قد تكون جزءاً من محاولات لتصفية آثار النظام المخلوع أو لتجنب تحوله إلى بؤرة صراع جديدة في المنطقة.