
هل تتحول إيران إلى تشيرنوبيل جديدة؟ خبراء يحذرون الشرق الأوسط على حافة إشعاع نووي
الشرق الأوسط على حافة إشعاع نووي:مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف من تحول الضربات العسكرية إلى كارثة نووية إقليمية، خصوصاً بعد استهداف منشآت إيرانية يشتبه بتورطها في تخصيب اليورانيوم بدرجات تثير القلق.
وحذّر خبراء مصريون، في تصريحات خاصة لموقعي “العربية.نت” و”الحدث.نت”، من تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدين أن الكارثة الحقيقية لن تحدث إلا في حال ضرب مفاعل “بوشهر”، لما يحمله من مخاطر إشعاعية جسيمة على إيران وجيرانها.
مفاعل بوشهر.. “تشيرنوبيل” الشرق الأوسط؟
الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، أوضح أن التسريبات الحالية في منشآت مثل نطنز وأصفهان محدودة وغير مؤثرة، لكنها قد تتضاعف بشكل كارثي إذا تعرّض مفاعل بوشهر لأي ضربة جوية، خاصة أن أي استهداف مباشر قد يؤدي إلى انتشار الإشعاع في كل من إيران، والعراق، ودول الخليج، وقد يصل تأثيره إلى مصر، فلسطين، الأردن وسوريا.
وأضاف أبو شادي: “إذا جرى ضرب بوشهر، فقد يتحول الأمر إلى كارثة بحجم تشيرنوبيل، تمتد آثارها لسنوات طويلة ليس فقط على سكان إيران، بل على البيئة والمناخ الإقليمي برمّته”.
البيئة في مرمى النيران أيضاً
الخطر لا يقتصر على المنشآت النووية فقط، بحسب أبو شادي، بل يمتد إلى آبار النفط ومصافي التكرير، والتي بدأ بعضها يتعرض لهجمات. استمرار هذا التصعيد قد يسبب تلوثاً كربونياً واسعاً، ما سيُفاقم من أزمة الاحتباس الحراري ويهدد التوازن البيئي في الشرق الأوسط.
60% أم 90%؟ النسبة تحدد الكارثة
اللواء أسامة محمود كبير، الخبير العسكري والمستشار في كلية القادة والأركان المصرية، أكد أن مستوى التخصيب النووي له تأثير مباشر على حجم الخطر. فإذا كان التخصيب لا يتجاوز 60%، فإن التأثيرات الإشعاعية في حال استهداف المنشآت ستبقى محصورة داخل إيران.
لكن الخطر الحقيقي، كما يشير كبير، يكمن في حال وصل التخصيب إلى 90% أو أكثر، وهو ما يعني الاستخدام العسكري لليورانيوم. “حينها، قد يؤدي استهداف مواقع مثل أصفهان، فوردو أو تبريز، إلى تسرب إشعاعي هائل، يهدد دول الجوار ويصعب احتواؤه”، يقول كبير.
تقديرات فنية وقلق استراتيجي
وأشار اللواء الكبير إلى أن التأثيرات الدقيقة لأي تسرب إشعاعي تعتمد على عوامل متعددة، منها اتجاه الرياح، المسافة الحدودية، وحجم الإنتاج في المنشأة المستهدفة. كما شدد على أن هذه الأمور الفنية لا يمكن التنبؤ بها بدقة، محذراً من الانجرار نحو هذا السيناريو الكارثي.
سيناريوهات مقلقة.. والحل سياسي
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية لا يحمل فقط بُعداً عسكرياً، بل تهديداً بيئياً واستراتيجياً قد يجرّ المنطقة إلى فوضى إشعاعية يصعب السيطرة عليها. وتبقى الدعوات مستمرة لتغليب الحلول السياسية والدبلوماسية، بدلاً من الانزلاق نحو قرارات قد تدمر مستقبل أجيال بأكملها في الشرق الأوسط.
إقراء المزيد
مرسوم الشرع: عودة الطلاب المنقطعين.. المصالحة تبدأ من مقاعد الجامعات
انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا.. و”قسد” تحذّر من تصاعد خطر داعش
حملة أمنية في دير الزور: تحركات احترازية وسط مخاوف من التصعيد الإيراني
مساعد سابق للأسد يكشف مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس: “قُتل بأمر من الأسد عام 2013”
المواجهة تشتعل بين إيران وإسرائيل: تل أبيب تتوعد وطهران تهدد بـ”أبواب الجحيم”
خامس أيام الحرب على ايران.. إيران تواصل قصف إسرائيل والأخيرة تدعي تقليص قدراتها