
البنك الدولي يموّل سوريا بـ146 مليون دولار لدعم الكهرباء وإنعاش الاقتصاد
البنك الدولي يموّل سوريا بـ146 مليون دولار:في خطوة وصفها مراقبون بأنها بداية لتحوّل اقتصادي جديد في سوريا، أعلن البنك الدولي موافقته على تقديم منحة مالية بقيمة 146 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء السوري، الذي يعاني من أضرار جسيمة نتيجة الحرب الطويلة الممتدة منذ عام 2011.
هدف المشروع: إنعاش الكهرباء ودعم التعافي
التمويل الجديد يُعدّ جزءاً من خطة أوسع أطلقت تحت عنوان “مشروع الطوارئ للكهرباء في سوريا” (SEEP)، وتهدف إلى تحسين كفاءة شبكة الكهرباء، واستعادة الخدمات الأساسية للمواطنين، وتعزيز التعافي الاقتصادي من خلال دعم البنية التحتية المتضررة.
وأكد البنك الدولي أن المشروع سيعمل على إعادة تأهيل خطوط النقل ومحطات التحويل التي تعطلت بفعل العمليات العسكرية، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية وعودة تدريجية للنازحين.
أزمة كهرباء خانقة منذ سنوات
تشير التقارير إلى أن شبكة الكهرباء في سوريا باتت شبه مشلولة، مع تراجع ساعات التغذية إلى ما بين ساعتين وأربع ساعات فقط يومياً في كثير من المناطق. وقد انعكس هذا الانهيار على قطاعات حيوية مثل المياه، والرعاية الصحية، والزراعة، والصناعة، ما زاد من حدة الأزمات المعيشية.
كما أكد البنك أن الحرب تسببت في تدمير محطات تحويل رئيسية، وضعف في الصيانة، وغياب الاستثمارات وقطع الغيار، وهو ما أدى إلى انهيار تدريجي في بنيتها التحتية وجعل أجزاء كبيرة من الشبكة عرضة لانقطاعات متكررة.
تفاصيل المشروع والمناطق المستهدفة
المشروع سيموّل أعمال صيانة وتأهيل خطّي نقل توتر عالٍ بقدرة 400 كيلو فولط، وهو ما من شأنه أن يسهم في إعادة ربط سوريا بشبكات الكهرباء الإقليمية مع كل من الأردن وتركيا. كما سيتم إصلاح عدد من المحطات الفرعية في مناطق تشهد كثافة سكانية كبيرة، خاصة تلك التي تأثرت بالنزوح والحرب.
سيشمل الدعم أيضاً توفير قطع الغيار والمعدات اللازمة للصيانة، إلى جانب تقديم دعم فني واستشاري لوضع استراتيجيات وطنية لإصلاح قطاع الكهرباء، وتعزيز كفاءة المؤسسات الحكومية المعنية بالتنفيذ والمتابعة.
دور البنك الدولي في مرحلة التعافي
بحسب المدير الإقليمي للبنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط، فإن المشروع يمثل “استثماراً محورياً في استقرار سوريا”، مؤكداً أن تحسين البنية التحتية للكهرباء سيخلق بيئة مواتية لعودة اللاجئين وتحريك الاقتصاد المحلي.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تمهد لتوسيع نطاق تدخلات البنك في برامج إعادة الإعمار في سوريا، وهي الأولى من نوعها منذ أكثر من 40 عاماً، ما يعكس تحولاً في الموقف الدولي تجاه دعم الجهود التنموية داخل البلاد.
إشراف وتنفيذ ومراقبة مستقلة
من المقرر أن تتولى “المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء” تنفيذ المشروع محلياً، بالتعاون مع شركة استشارية دولية تُكلّف بالإشراف الهندسي، والإدارة البيئية والاجتماعية، وضمان الالتزام بمعايير السلامة والإدارة المالية. كما سيُعيّن طرف ثالث محايد من قِبل البنك الدولي لمراقبة التنفيذ وضمان الشفافية والرقابة.
إشادة محلية وأهمية اقتصادية
أشاد وزير المالية السوري بالمشروع، واعتبره بداية جديدة لإصلاح أحد أكثر القطاعات أهمية في البلاد، مشيراً إلى أن “الكهرباء هي العمود الفقري لعودة النشاط الاقتصادي، وتحسين الواقع المعيشي، واستئناف تقديم الخدمات الأساسية”.
ويُنتظر أن ينعكس هذا المشروع على مختلف جوانب الحياة في سوريا، خاصة مع تفاقم معاناة السوريين في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الكهرباء حلمًا صعب المنال في كثير من المناطق.
إقراء المزيد
واشنطن تستنفر.. ميليشيات إيران تهدد القواعد الأميركية في سوريا والعراق
أردوغان يندّد بتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعم استقرار سوريا
الداخلية السورية تداهم وكر منفّذي هجوم كنيسة مار إلياس وتعتقل متزعم الخلية
قطر تندد بـ”الانتهاك الصارخ”.. إيران تقصف قاعدة العديد وتعلن “رداً موازياً”
فضيحة فساد تهز جامعة حلب: فصل 42 طالباً وتحقيقات تطال موظفين سابقين في النظام المخلوع
اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل.. تطبيع محتمل وتنسيق أمني مستمر