فضيحة فساد تهز جامعة حلب: فصل 42 طالباً وتحقيقات تطال موظفين سابقين في النظام المخلوع

فضيحة فساد تهز جامعة حلب: في خطوة جريئة على طريق إصلاح التعليم العالي بسوريا، كشفت جامعة حلب عن فضيحة فساد أكاديمي كبرى، تورط فيها عدد من الموظفين والطلبة في عمليات تزوير وغش امتحاني ممنهجة، جرى تنفيذها خلال عهد النظام المخلوع. وأعلنت الجامعة، اليوم الإثنين، عن فصل 42 طالباً بعد أن ثبتت إدانتهم بمخالفات صريحة تتعلق بهذه القضية، التي وصفتها بـ”جريمة منظمة”.

كشف الفساد من خلال رقابة صارمة

وأوضحت رئاسة الجامعة أن اكتشاف الملف جاء نتيجة تطبيق نظام رقابة داخلية متقدم، يجمع بين أساليب التحقيق المتقاطع والاستقصاء. وبحسب البيان الرسمي، تم تشكيل لجنة تحقيق موسعة بعد ورود ملاحظات على بعض السجلات الأكاديمية، بالتنسيق مع الجهات الرقابية المختصة، وبمتابعة مباشرة من رئيس الجامعة الدكتور أسامة رعدون.

التحقيقات كشفت عن عمليات تزوير داخل قواعد البيانات الامتحانية، جرى خلالها إدخال علامات وهمية أو استبدال دفاتر امتحانية بأخرى مزورة. وقد جرى إحالة الملفات التي تتضمن شبهة جرم جنائي إلى القضاء المختص لمحاسبة المتورطين.

الغش الامتحاني و”الإشارات السرية”

في تصريح سابق، كشف رئيس الجامعة خلال ظهوره على “بودكاست راديو الثورة” أن طالبات في كلية الاقتصاد تورطن في “جريمة منظمة” تضمنت استبدال دفاتر امتحانية بعد قيام الطلبة بوضع إشارات معينة عليها، ليتم لاحقاً استبدالها داخل الكلية بأوراق أخرى “صحيحة” تُمنح فيها درجات مرتفعة.

إطلاق خطة شاملة للإصلاح الإداري

على خلفية القضية، أطلقت الجامعة خطة إصلاح إداري طموحة تتضمن عدداً من الإجراءات الوقائية، من أبرزها:

• رقمنة الأرشيف الأكاديمي

• اعتماد التوقيع الإلكتروني

• ربط قواعد البيانات بمنظومة الامتحانات المركزية

• تفعيل آلية تحقق مزدوجة لأي وثيقة جامعية تصدر لاحقاً

كما أكد البيان أن الجامعة وجهت بضرورة إجراء تدقيق شامل على جميع قواعد البيانات في الكليات، رغم عدم وجود مؤشرات على حالات مماثلة خارج الكلية المتورطة.

شفافية في الطرح وثقة متزايدة

أشار البيان إلى أن الحديث العلني عن الحادثة من قبل رئيس الجامعة على وسائل الإعلام، جاء ضمن سياسة الشفافية والمكاشفة، وهو ما لاقى تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، ولاقى تقديراً من جهات محلية ودولية.

وشددت الجامعة على أن الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو الحفاظ على المصداقية الأكاديمية وسمعة المؤسسة، وإعادة بناء الثقة بالعملية التعليمية في مرحلة ما بعد التحرير.

نحو جامعة نظيفة

ختمت الجامعة بيانها بتأكيد التزامها الكامل بـ”سيادة القانون واستقلال القضاء”، مشيرة إلى أن هذه الفضيحة شكّلت فرصة لمراجعة الأنظمة وتعزيز منظومة النزاهة الأكاديمية والرقابة.

إقراء المزيد

واشنطن تستنفر.. ميليشيات إيران تهدد القواعد الأميركية في سوريا والعراق

أردوغان يندّد بتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعم استقرار سوريا

إدلب: دعوات شعبية للإفراج عن المهندس مازن عرجا بعد توقيفه على خلفية منشور ناقد

قطر تندد بـ”الانتهاك الصارخ”.. إيران تقصف قاعدة العديد وتعلن “رداً موازياً”