مقالات و آراء

تعزيز التعاون الصحي بين سوريا وتركيا.. مباحثات لإعادة تأهيل المنشآت وتقديم منح تعليمية

تعزيز التعاون الصحي بين سوريا وتركيا

في إطار الجهود المبذولة لتحسين القطاع الصحي في سوريا، أجرى وزير الصحة السوري، ماهر الشرع، مباحثات مع القائم بأعمال السفارة التركية في دمشق، برهان كور أوغلو، تناولت سبل التعاون بين البلدين في المجال الطبي. وشملت المناقشات إعادة تأهيل المنشآت الصحية المتضررة، بالإضافة إلى تقديم منح تعليمية للأطباء والعاملين في القطاع الصحي السوري، بهدف تعزيز قدراتهم ومواكبة التطورات الطبية الحديثة.

خطوات نحو تحسين القطاع الصحي

بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية “سانا”، شدد الشرع خلال الاجتماع على أهمية التعاون مع تركيا لدعم النظام الصحي السوري، مؤكداً أن القطاع الصحي يعاني من تحديات كبيرة تتطلب جهوداً مشتركة لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية التي تضررت خلال السنوات الماضية. وأشار إلى الدور الذي تلعبه تركيا في تقديم الدعم للمجال الصحي، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها النظام الصحي في سوريا.

من جهته، أكد كور أوغلو ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، مشيراً إلى أن استمرار هذه العقوبات يؤثر سلباً على قدرة المؤسسات الصحية على توفير المعدات الطبية والأدوية اللازمة. كما أبدى استعداد تركيا لتعزيز التعاون مع سوريا من خلال برامج الدعم والتأهيل، بما يشمل توفير الأجهزة الطبية والتدريب المهني للأطباء والعاملين في المجال الصحي.

تعاون مع المجلس السوري الفرنسي

لم يقتصر الاهتمام بتطوير القطاع الصحي على التعاون مع تركيا فقط، إذ التقى الشرع وفداً من المجلس السوري الفرنسي، حيث ناقش الجانبان سبل تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في سوريا. وشملت المباحثات إعادة تأهيل المنشآت الصحية المتضررة، وتوفير المعدات والمستلزمات الطبية، إضافةً إلى تدريب الكوادر الطبية لتحسين كفاءتها.

وأكد الوفد استعداده لدعم خطط وزارة الصحة السورية من خلال تقديم المساعدات التقنية والتدريبية، مشيراً إلى أهمية التعاون مع المنظمات الدولية لتلبية احتياجات القطاع الصحي المتزايدة.

تحديات تواجه النظام الصحي في سوريا

رغم الجهود المبذولة لتحسين القطاع الصحي، إلا أن سوريا لا تزال تواجه العديد من التحديات التي تعيق تقديم الخدمات الطبية بالشكل المطلوب. ومن أبرز هذه التحديات:

  1. تضرر المنشآت الصحية: نتيجة للعمليات العسكرية التي شهدتها البلاد، تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية لأضرار جسيمة، مما أدى إلى خروج العديد منها عن الخدمة.
  2. نقص التجهيزات الطبية: تعاني المستشفيات من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية الأساسية، مما يحدّ من قدرتها على تقديم الرعاية الصحية للمواطنين.
  3. هجرة الكوادر الطبية: بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام الاستقرار الوظيفي، اضطر العديد من الأطباء والممرضين إلى الهجرة بحثاً عن فرص أفضل في الخارج، ما أدى إلى نقص كبير في عدد العاملين بالقطاع الصحي.
  4. ارتفاع تكاليف العلاج: مع انهيار البنية التحتية الصحية، أصبح الحصول على العلاج مقتصراً على من يستطيع تحمّل تكاليفه المرتفعة، مما زاد من معاناة الفئات الفقيرة والمهمشة.

الجهود المبذولة لإعادة تأهيل القطاع الصحي

في ظل هذه التحديات، تعمل الحكومة السورية بالتعاون مع الدول الصديقة والمنظمات الإنسانية على تنفيذ برامج لإعادة تأهيل القطاع الصحي. ومن بين هذه الجهود:

  • إعادة بناء وترميم المستشفيات والمراكز الصحية، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً.
  • توفير الأجهزة الطبية الحديثة من خلال الدعم الخارجي والمبادرات الدولية.
  • تقديم منح تعليمية وبرامج تدريبية للأطباء والممرضين، بهدف تحسين مهاراتهم وتعزيز قدرتهم على تقديم الخدمات الطبية بجودة عالية.
  • التعاون مع المنظمات الدولية لتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

آفاق التعاون المستقبلي

مع استمرار الجهود الرامية إلى تحسين النظام الصحي في سوريا، يبقى التعاون الدولي عاملاً حاسماً في تحقيق هذه الأهداف. ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الشراكات والمبادرات التي تهدف إلى تحسين الخدمات الصحية وإعادة تأهيل المستشفيات والمرافق الطبية.

ويعتمد نجاح هذه الجهود على توافر الدعم اللازم من الدول والمنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى توفير بيئة عمل مناسبة للكوادر الطبية داخل سوريا، لضمان استقرارهم والاستفادة من خبراتهم في النهوض بالقطاع الصحي.

في النهاية، لا تزال الطريق طويلة أمام سوريا لاستعادة نظامها الصحي، ولكن من خلال التعاون المشترك والمبادرات المستمرة، يمكن تحقيق خطوات مهمة نحو تحسين الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الطبية للمحتاجين.

إقراء المزيد:

مؤتمر ميونيخ للأمن:توسيع التوافق الدولي بشأن سوريا

اختتمت أعمال مؤتمر باريس بشأن سوريا

منظمات دولية تؤكد دعمها الكامل لإعادة إعمار سوريا والتخفيف من آثار الحرب

رفع القيود التركية على المنتجات السورية وإلغاء رسوم الشاحنات في الأردن

توافق بشأن خريطة الطريق”.. دول الخليج العربي تبلور رؤية لدعم استقرار سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى