أخبار محلية

العثور على آثار في منازل شخصيات تابعة للنظام الاسد المخلوع في سوريا

العثور على آثار في منازل شخصيات تابعة للنظام الاسد

كشف المدير العام للآثار والمتاحف، نظير عوض، عن ضبط كميات كبيرة من القطع الأثرية في منازل شخصيات متنفذة ورجال أعمال مرتبطين بالنظام المخلوع. وأكد أن هذه القطع تم الحصول عليها عبر عمليات تنقيب غير شرعية، مستغلين نفوذهم للحماية من المساءلة القانونية.

نهب منظم وتهريب إلى الخارج

أوضح عوض أن كبار المسؤولين في النظام السابق امتهنوا تجارة الآثار، حيث تم تهريب العديد من القطع الأثرية خارج سوريا بتسهيل من ضباط الجيش وأجهزة الأمن، بينما سُلّمت بعض القطع إلى الجهات المعنية من قبل عناصر أمنية سابقة.

وأضاف أن التنقيب غير الشرعي عن الآثار ليس بالأمر الجديد، بل يعود إلى مئات السنين، إلا أن خطورته اليوم تكمن في صعوبة استعادة القطع غير الموثقة، والتي تُباع في المزادات العالمية دون إمكانية المطالبة بها.

انتشار عمليات التنقيب ونهب المواقع الأثرية

أشار عوض إلى أن عمليات البحث عن الآثار كانت تجري في مختلف المناطق السورية، سواء تحت سيطرة النظام أو الفصائل المعارضة، مما أدى إلى تدمير مواقع أثرية غنية. وانتقد استخدام آليات ثقيلة وأجهزة كشف المعادن أثناء الحفر، لما تسببه من أضرار جسيمة بطبقات أثرية مهمة.

وأكد أن ضعف الإمكانيات ونقص الأيدي العاملة في المديرية العامة للآثار والمتاحف يعيق تقدير حجم الأضرار، مشيرًا إلى أن عدد موظفي المديرية تراجع من 5000 إلى 2500 موظف، ما يحد من قدرتها على حماية المواقع الأثرية.

التنقيب مستمر رغم سقوط النظام

على الرغم من سقوط النظام في ديسمبر الماضي، فإن عمليات التنقيب عن الآثار لم تتوقف، بل ازدادت بفعل الفوضى الأمنية. وأفادت مصادر محلية بأن شبكات تهريب تعمل بالتنسيق مع عناصر أمنية وعسكرية، حيث يتم تقاسم العائدات، إذ يحصل المهربون على 80% من قيمة القطع، بينما تذهب 20% إلى العناصر الأمنية والعسكرية المتورطة.

مطالبات بحماية التراث السوري

دعا عوض إلى تعزيز الجهود الأمنية للحد من نهب الآثار، مطالبًا بزيادة عدد عناصر الأمن العام لمراقبة المواقع الأثرية ومنع المزيد من السرقات. كما شدد على أهمية التعاون مع الجهات الدولية، مثل اليونيسكو، لاستعادة بعض القطع المنهوبة وحماية المواقع المتبقية.

وأشار إلى أن القصف الجوي والمعارك السابقة، خاصة في ريف إدلب وحلب، تسببت في تدمير مواقع أثرية مهمة، ما زاد من تعقيد جهود الحفاظ على التراث السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى