
خدمات المشافي مجاناً في سوريا حتى نهاية العام: مشروع قيد الدراسة
خدمات المشافي مجاناً في سوريا
تدرس وزارة الصحة السورية مقترحاً لتقديم خدمات المشافي مجاناً حتى نهاية العام الجاري، في خطوة تهدف إلى التخفيف من الأعباء المالية على المواطنين وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
مشروع حكومي لتطوير القطاع الصحي
كشف وزير الصحة السوري، ماهر الشرع، عن مسودة مشروع ستُناقش مع رئاسة الحكومة، يهدف إلى توفير خدمات المشافي دون مقابل، في ظل الحاجة الملحّة لتحسين الواقع الصحي في البلاد. جاء ذلك خلال جولة تفقدية أجراها في مشفى اللاذقية الجامعي، حيث التقى بالكادر الطبي ومسؤولي القطاع الصحي في المحافظة، بحضور محافظ اللاذقية، محمد عثمان، والمشرف على القطاع الصحي، دريد الرحمون.
وأوضح الشرع أن الوزارة تعتمد خطة عمل مقسّمة إلى ثلاث مراحل: آنية، متوسطة، وبعيدة المدى، وذلك لضمان نهضة القطاع الصحي. وتشمل الخطة تحديد الاحتياجات في مختلف المجالات، من بينها تعزيز منظومة الإسعاف عبر رفدها بسيارات جديدة، نظراً لخروج العديد منها عن الخدمة، بالإضافة إلى زيادة عدد أجهزة غسيل الكلى لتحسين جودة الخدمات الطبية.
رفع كفاءة الإنتاج الطبي وتحسين ظروف الكوادر الصحية
أكد وزير الصحة على أهمية رفع الطاقة الإنتاجية للمعامل الطبية، خاصة تلك المعنية بإنتاج أدوية العلاج الكيميائي ومستلزمات غسيل الكلى، لتلبية الطلب المتزايد. كما شدد على عدم الاستغناء عن أي طبيب أو مهني صحي ضمن ملاك الوزارة، مع العمل على تحسين رواتب العاملين الفاعلين في القطاع، رغم وجود نحو 60 ألف موظف فائض غير فاعل.
خدمات إسعاف مجانية قريباً
أعلن الشرع عن خطة جديدة لتوفير خدمة نقل المرضى بسيارات الإسعاف مجاناً في المستقبل القريب، إلى جانب التشديد على تحسين معايير النظافة داخل المشافي، خاصة في غرف العمليات، لضمان بيئة صحية وآمنة للمرضى.
تحديات القطاع الصحي بعد سقوط النظام
بعد انهيار نظام بشار الأسد، تكشّفت الأزمة العميقة التي يعاني منها القطاع الصحي، حيث واجهت المستشفيات نقصاً حاداً في المعدات الطبية والأدوية الأساسية، مما جعل العلاج مقتصراً على القادرين على تحمّل تكاليفه الباهظة. وفي ظل غياب الدعم الحكومي الفعلي، أُغلقت العديد من المشافي في المناطق الفقيرة والريفية بسبب انهيار بنيتها التحتية أو نقص الموارد التشغيلية.
نزيف الكوادر الطبية واستهداف المنشآت الصحية
شهدت سوريا خلال حكم النظام موجات هجرة غير مسبوقة للأطباء والممرضين، بسبب ظروف العمل القاسية والرواتب المتدنية، مما دفع معظمهم للبحث عن فرص في الخارج. بالإضافة إلى ذلك، تعرّضت المستشفيات والمراكز الصحية للقصف خلال الحملات العسكرية، ما أدى إلى تدمير العديد منها وخروجها عن الخدمة، تاركاً مئات الآلاف من السوريين دون رعاية طبية.
ختاماً
يأتي هذا المشروع في وقت حساس، حيث تعاني سوريا من تدهور اقتصادي كبير انعكس سلباً على مختلف القطاعات، وعلى رأسها القطاع الصحي. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة من تنفيذ هذا المشروع بشكل فعّال، أم أنه سيظل مجرد وعود غير قابلة للتحقيق؟
إقراء ايضا:
الهجرة والجوازات تصدر تعليمات جديدة بشأن منح جواز السفر للسوريين
السياحة في سوريا بعد الحرب: فرص جديدة لصناعة السياحة في دمشق